التكنولوجيا الجديدة تفتح نافذة فرص العمل للمرأة

التكنولوجيا الجديدة تفتح نافذة فرص العمل للمرأة

توصلت كاثرين فيني، مستشارة مستقلة في صفقات الأسهم الخاصة، إلى كيفية الاتصال بالعملاء من أي مكان في العالم تقريبا. وقدمت عروضا تقديمية من مواقع من مضمنها كوخ جبلي في كندا ومخيم لركوب الأمواج في إندونيسيا.
بدأت فيني شركتها الاستشارية بإدارة امرأة واحدة - والتي تساعد صناديق الأسهم الخاصة على القيام بعمليات البحث والتقصي بشأن استثماراتها - وذلك قبل عامين بعد أن تركت العمل لدى شركة باين وشركاه للخدمات المهنية. بجهاز حاسوب محمول وشاشتين محمولتين معها، تعتقد أنها تستطيع العمل من أي مكان تتوافر فيه شبكة إنترنت لاسلكية.
تقول فيني إن هذا أصبح ممكنا بفضل التقدم التكنولوجي وكذلك من خلال "الطريقة التي جعلت بها الجائحة العمل عن بعد في الخدمات المهنية أكثر قبولا".
تعمل التكنولوجيا الجديدة على إعادة تشكيل الطريقة التي نعمل بها جميعا، وإلغاء الوظائف، وتغيير المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل. وفي بعض النواحي، ربما تخسر النساء لأن عددهن ضعيف في المجالات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي. لكنهن أيضا قادرات على الاستفادة من التكنولوجيا الناشئة.
يقول جوزيف فولر، الذي يشارك في قيادة برنامج أبحاث إدارة مستقبل العمل في كلية هارفارد للأعمال، إن التكنولوجيا ستسمح للنساء بالتغلب على فجوات المهارات التي تحول دون دخولهن في كثير من المهن التي يهيمن عليها الذكور، مثل البناء، أو عمليات المستودعات، أو التحليل المالي.
"في حالات كثيرة، الوظائف المتجذرة في التكنولوجيا تدعمها قوة عاملة يهيمن عليها الذكور"، كما يقول، وهو ما يعكس الأدوار التاريخية بين الجنسين والتحيزات في التعليم. "يجب أن تقلل التكنولوجيا الجديدة من أهمية وجود خلفية فنية محددة." ومن الأمثلة على ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يمكنه أتمتة المهام الروتينية مثل كتابة التعليمات البرمجية وتحليل البيانات.
في الوقت نفسه، بعض المهن التي تهيمن عليها النساء، مثل التمريض ورعاية الأطفال، لن تتأثر بالتحولات التكنولوجية إلى حد كبير، حيث جزء كبير من المهام لا يستطيع فعلها إلا البشر، كما يقول محللون من "لينكد إن إيكونوميك جراف".
يمكن أن تصب اتجاهات التوظيف أيضا في مصلحة المرأة. التفكير الإبداعي والتحليلي، مثلا، هما الجدارتان اللتان تقول معظم الشركات إنهما تزدادان أهمية، وفقا لتقرير مستقبل الوظائف من المنتدى الاقتصادي العالمي. ويقول فولر إن النساء، اللاتي يتمتعن "بمهارات اجتماعية متفوقة" عموما، سيستفدن بإفراط.
إن قيمة، مثلا، مهارات حل المشكلات ومهارات الاتصال ستتضخم من خلال التأكيد المتزايد الذي يضعه مديرو التوظيف على هذه القدرات على حساب المؤهلات التعليمية الضيقة، مثل الشهادة الجامعية.
النهج الذي يضع المهارات أولا في التوظيف بإفراط يساعد المجموعات الأقل عددا، ومن بينها النساء، وفقا لما توصل إليه تقرير منصة لينكد إن "المهارات أولا". ذكر التقرير أنه في الوظائف التي يهيمن عليها الذكور، ستزيد مجموعة التعيينات المحتملة من النساء ثمانية أضعاف إذا استند التوظيف في الشركات على المهارات وليست المؤهلات التعليمية - أي أكثر من الرجال بمقدار الربع.
تعد شركة أكسنتشر للخدمات المهنية العالمية من بين المؤسسات التي بدأت تتحول نحو التوظيف القائم على المهارات في محاولة لملء الوظائف الجديدة التي أنشأها التغير التكنولوجي السريع.
تقول جوان مور، رئيسة قسم المواهب الجديدة في الشركة في المملكة المتحدة، إن زيادة التوظيف لغير الخريجين بشكل عام هي أحد الأسباب التي تجعل الشركة تحقق الآن "بسهولة" المساواة بين الجنسين في التوظيف على مستوى المبتدئين في العمل.
إعادة النظر في ممارسات التوظيف أمر مهم في وقت يقول فيه أصحاب العمل إنهم يتنافسون على العمال ذوي المهارات المناسبة. من المتوقع أن يرتفع العجز العالمي في المهارات إلى 11 في المائة بحلول 2030 من 3 في المائة في 2020، كما تحذر شركة كورن فيري للاستشارات المؤسسية.
بالنسبة إلى النساء اللاتي يتحملن مسؤوليات الرعاية، يتوقع فولر أن نقص المهارات سيجبر الشركات على تلبية احتياجاتهن: "العمل الأكثر مرونة والعمل عن بعد وبدوام جزئي سيؤدي إلى ابتكارات لن تسمح للنساء بالحصول على كل شيء فحسب، بل الحصول على ما هو أكثر من خلال تمكين الإنتاجية عن بعد".
اقتصاد الأعمال الحرة عبر الإنترنت المتنامي، حيث تربط المنصات العاملين المستقلين بعقود قصيرة الأجل، يساعد بالفعل في مسألة المرونة. تقريبا ثلث رسوم فيني حتى الآن هذا العام جاءت من خلال كاتالانت، وهي منصة على الإنترنت لعمل ذوي الياقات البيضاء - أكثر من العام الماضي.
في 2021، نفذت النساء أكثر من اثنين من كل خمسة مشاريع اقتصادية في الأعمال الحرة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، كما يشير معهد أكسفورد للإنترنت، الذي يدرس آثار التكنولوجيا الرقمية.
يجد أصحاب العمل أيضا طرقا جديدة لاستخدام التكنولوجيا لجذب العمال المهرة. أنشأت شركة الخدمات المالية الأمريكية برودينشال فاينانشيال منصة داخلية لاقتصاد الأعمال الحرة لتسهيل اكتساب مهارات جديدة، ومنحت الفرق الاستقلالية في العمل عن بعد. وهذا يساعد على الاحتفاظ بالموظفين لأنه "يعزز ثقافة الشمول"، كما يقول روبرت جاليفر، كبير مسؤولي المواهب والقدرات. "من الصعب العثور على موهبة جيدة والاحتفاظ بها".
ويقول فولر إن القادة الذين يعطون الأولوية للتنوع ورفاهية الموظفين، بما في ذلك التدابير اللازمة للمساعدة على إبقاء المرأة في القوة العاملة، سيجنون الثمار. "إنهم يدركون أنهم إذا فعلوا ذلك الآن، فإن المردود سيأتي على مدى العقود القليلة المقبلة".

الأكثر قراءة