جبال من الديون تثقل كاهل الشركات .. صناديق الائتمان تتدخل للنجدة
تتجه الشركات التي تحمل على ظهرها جبلا من الديون المستحقة في الأعوام الثلاثة المقبلة إلى صناعة الائتمان الخاص المزدهرة التي تبلغ قيمتها 1.5 تريليون دولار لتجنب حالات التخلف عن السداد وحالات الإفلاس الفوضوية، ولتحصل على قروض عالية التكلفة قد تفشل في الحصول عليها من المستثمرين التقليديين في أسواق الديون الأمريكية.
قال أشخاص مطلعون على الأمر إن الشركة المملوكة لكيه كيه أر والتي تشغل المستشفيات البيطرية " بيتفيت" هي أحدث شركة كبيرة تجري مناقشات مع صناديق الائتمان الخاصة، حيث تتطلع لإعادة تمويل أكثر من ثلاثة مليارات دولار من القروض.
ستساعد عملية إعادة التمويل على تمديد ديون الشركة المثقلة بالديون، التي تبدأ الاستحقاق في 2025. ولا يزال بوسع كيه كيه أر، شركة الأسهم الخاصة العملاقة، أن تحاول إعادة تمويل الدين من خلال سوق قروض الرفع المالي المشتركة، خاصة إذا تحسنت الظروف في أسواق التمويل، كما حذر أشخاص مشاركون في المناقشات. رفضت كيه كيه آر التعليق.
لقد أصبح ما يسمى بالمقرضين المباشرين من صناعة الائتمان الخاصة قوة في وول ستريت، ما سمح للشركات بتجاوز البنوك التقليدية عندما تسعى للحصول على قروض بمليارات الدولارات. إن صناديق الائتمان الخاصة في خضم موجة من جمع الأموال وتقرض الآن الشركات للمساعدة على تمويل عمليات الاستحواذ الضخمة والعمليات اليومية.
يأتي قرار "بيتفيت" ببدء المناقشات مع المقرضين المباشرين بشأن قروضها في أعقاب سلسلة من عمليات إعادة التمويل الكبيرة الأخرى. سددت شركات من بينها شركة التكنولوجيا هيلاند سوفتوير، ومجموعة التكنولوجيا المالية فيناسترا، وشركة كول هان لصنع الأحذية، وشركة تيكوميت التزاماتها بقروض جديدة من صناعة الديون الخاصة. كما جمعت الشركات أكثر من عشرة مليارات دولار من المقرضين من القطاع الخاص لمثل هذه الأنواع من المعاملات في الأشهر الأخيرة، حسبما تظهر حسابات "فاينانشال تايمز".
قال كريج باكر، الرئيس المشارك لشركة بلو أول كابيتال: "لدى الإقراض المباشر القدرة على تنظيم مستويات مختلفة من المخاطر وتسعيرها (...) وهو ما لا تفعله الأسواق العامة في كثير من الأحيان. إنه أمر إيجابي للغاية للأسهم الخاصة، التي قد تواجه لولا ذلك خيارات محدودة أو مؤلمة".
كان التحول إلى الائتمان الخاص مدفوعا بالشروخ في سوق القروض المشتركة، حيث ترتب البنوك عمليات التمويل للشركات قبل بيع تلك القروض إلى مستثمرين آخرين. ومع بقاء ما يسمى بالتزامات القروض المضمونة - سوق بقيمة تريليون دولار تعد أكبر مشتر لقروض الرفع المالي - على الهامش إلى حد كبير، فإن الشركات الأمريكية وصناعة الأسهم الخاصة تضطر إلى البحث عن بدائل.
أثار ارتفاع أسعار الفائدة والخلفية الاقتصادية الضعيفة شبح إمكانية أن تواجه الشركات صعوبات في تمديد الديون التي تلوح في الأفق. وتواجه آجال استحقاق بقيمة تزيد على 350 مليار دولار في سوق قروض الرفع المالي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، وفقا لبيانات من شركة بيتش بووك إل سي دي.
انفتحت هوة بين المقترضين الذين يمكنهم الاستفادة من الأسواق المشتركة وأولئك الذين توجهوا إلى مقرضي الائتمان الخاص لإعادة تمويل التزاماتهم ذات أسعار الفائدة المتغيرة. كان العامل الحاسم في المقام الأول هو حجم الديون التي تتحملها الشركة بالفعل فيما يتعلق بربحيتها.
بدأت الشركات التي ينظر إليها على أنها اقترضت أكثر من اللازم - مثل بيتفيت التابعة لكيه كيه أر - بإجراء محادثات مع المقرضين من القطاع الخاص بشأن آجال استحقاق عام 2025. لدى "بيتفيت" تصنيفات ديون عالية المخاطر، حيث توقعت وكالة إس آند بي جلوبال العام الماضي أن يزيد الرفع المالي لديها على تسعة إلى عشرة أضعاف أرباحها في 2023، وهو مستوى مرتفع.
ما يزيد الطين بلة بالنسبة إلى الشركة أن لديها نحو 440 مليون دولار من ديون الدرجة الثانية، وهي قروض تحتل مرتبة أقل من التزاماتها المتقدمة في حالة الإفلاس. وفي حين أبدى المستثمرون رغبة للحصول على قروض متقدمة ذات تصنيف أعلى، لم يكن سوى عدد قليل منهم على استعداد لتسعير الديون الثانوية الأكثر خطورة.
تدخلت صناديق الائتمان الخاصة مثل بلو أول، وإتش بي إس، وأريس، وبلاكستون وسيكث ستريت لسد الفجوة للمقترضين. وفي المقابل، دفع لها بسخاء.
غالبا ما تكون أسعار الفائدة على القروض أعلى بمقدار خمس إلى سبع نقاط مئوية من أسعار الفائدة القياسية، أو نحو 10.5 إلى 12.5 في المائة، وفقا للمقرضين. يقارن ذلك بعائد يبلغ نحو 9.15 في المائة على السندات العادية للشركات الأمريكية ذات تصنيف B، حسبما تظهر بيانات مؤشر آيس للسندات.
قال ريتشارد زوجيب، الرئيس العالمي لأسواق رأس مال الديون في سيتي جروب: "ينظر كثير من الرعاة إلى الائتمان الخاص بوصفه جسرا صغيرا - قائلين: اسمحوا لنا بعقد صفقة الائتمان الخاصة هذه والحصول على رفع مالي أعلى قليلا، لكن بحالة اليقين القائمة لفترة من الوقت، ومن ثم ربما سنعيد تمويله في غضون عام أو عامين في سوق القروض المشتركة الواسعة".
يمكن أن تكون أسعار الفائدة أعلى عندما يوافق المقرضون على السماح للشركة بتغطية مدفوعات الفائدة بديون أكثر. إنه اقتراح خطر يسمح للشركة بالحفاظ على النقد بينما تكون أسعار الفائدة مرتفعة، لكنه يمكن أن يأتي بنتائج عكسية إذا تضخمت أعباء الديون.
أدى ذلك إلى قيام الجهات التنظيمية والمستثمرين في السوق العامة بإثارة تساؤلات حول المخاطر المتراكمة في الصناعة إذا واجه عدد كبير من المقترضين صعوبة في تغطية تكاليف الفائدة والتخلف عن السداد في النهاية.
لكنه يوفر - على الأقل في الوقت الحالي - وسيلة لمجموعات الأسهم الخاصة للحفاظ على الشركات التي استثمرت فيها منذ أعوام.
في الوقت الحالي، تعترف البنوك والمسؤولون التنفيذيون في مجال الأسهم الخاصة بأن صناديق الائتمان الخاصة وصناديق التحوط من المستثمرين القلائل الذين سيكونون مستعدين لدعم الصفقات الأكثر خطورة بعد تلاشي رغبة صناعة التزامات القروض المضمونة في قروض جديدة محفوفة بالمخاطر.
في الوقت نفسه، بدأت التزامات القروض المضمونة تصل إلى ما يعادل تواريخ انتهاء صلاحية منتجات السوبر ماركت. نحو 40 في المائة من الأدوات بحلول نهاية 2023 ستخرج مما يسمى بفترة إعادة الاستثمار الخاصة بها - التاريخ الذي بمجرد أن يحين فإنه يحد من قدرتها على الاستثمار في ديون جديدة.
قال ميلوود هوبز جونيور، المدير في شركة أوكتري: "مع بدء انتهاء ذلك، من الصعب فهم حجم القدرة الموجودة بالفعل على الجانب العام من الأسواق المالية. ما يريده الرعاة والمشترون في الأسواق الحالية هو التأكد من التنفيذ".