منتقو الأسهم يتمسكون بأمل تحول المد لمصلحتهم

منتقو الأسهم يتمسكون بأمل تحول المد لمصلحتهم

كان التفاؤل يغمر ألكسندرا موريس عندما خاطبت الموظفين قائلة بشكل قاطع: "لقد عدنا".
موريس هي مديرة الاستثمارات في صندوق سكاجين النرويجي، الذي يدير 5.6 مليار جنيه استرليني من الأصول عبر مجموعة من الاستراتيجيات المختلفة ويركز تركيزا أساسيا على انتقاء الأسهم. لقد جعل عصر المال السهل المتمثل في انخفاض أسعار الفائدة والتضخم الباهت الحياة صعبة عليها. قالت: "لم يكن الأمر ممتعا على الإطلاق"، حيث ضخت السيولة الوفيرة الأصول الخطرة القيمة وغير القيمة على حد سواء.
لكن سلسلة قوية من ارتفاعات أسعار الفائدة وتفشي التضخم أثارت توقعات بأن بعض الأسهم التي شهدت نموا كبيرا في أسعارها قد تتعثر في عصر ارتفاع تكلفة المال الجديد. في المقابل، ربما يعني ذلك أن منتقي الأسهم وما يسمى بأسهم القيمة سيعشون لحظة تألق لبعض من الوقت. تتذكر قولها لزملائها: "لقد حان الوقت للإدارة النشطة، لقد عدنا إلى العمل. إن هذا جيد بالنسبة إلينا".
كانت المشكلة الوحيدة أنه هذا كان هذا في أوائل يناير. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأت الأسهم الأمريكية في الإيمان بالذكاء الاصطناعي بشدة، ما أدى إلى ارتفاع عدد قليل من الأسهم ذات الصلة ورفع مؤشر إس آند بي 500 بالكامل. فلماذا تتكلف عناء كل هذا الجهد للعثور على ألماس غير مصقول بينما يمكنك اختيار صندوق رخيص لتتبع المؤشرات في النهاية؟ لكن لا يمكن ردع موريس.
يقول مديرو الصناديق النشطة دائما: إن دور الإدارة النشطة قد حان. والدليل موجود في الاسم. كما أنهم دائما ما يقولون إن الوقت قد حان للنظر إلى ما هو أبعد من الشركات الابتكارية الديناميكية غير المربحة والتركيز على الأسهم الأرخص المستدامة بدلا من ذلك. مرة أخرى، قد يكون هذا صحيحا، لكنك لم تسمع قط مديري المحافظ الاستثمارية في حقبة ما بعد الأزمة المالية يقولون إنهم يشترون أي شيء قديم غير ذي قيمة. لقد كانت الجودة مهمة دائما.
مع ذلك، في ظل التحول الجاري في النظام الآن، فإن منتقي الأسهم يقصدون ذلك حقا هذه المرة. في جزء كبير منه، يتعلق الأمر بالديون. فعندما كانت أسعار الفائدة منخفضة، فعلت الشركات ما قد يتوقعه المرء واقترضت الأموال بسعر رخيص. وعندما ضربت الجائحة، وصل هذا إلى أقصاه.
لكن في العام المقبل أو نحو ذلك، سيحين موعد استحقاق الفاتورة النهائية. كثير من الشركات على وشك أن تتعلم بصعوبة أنها لا تستطيع إعادة جدولة الأموال التي اقترضتها بنسبة 2 في المائة في 2020 بالنسبة نفسها مرة أخرى في 2024. حاول بنسبة 8 أو 9 في المائة بالنسبة للحجم، ونتمنى لك حظا موقفا في ذلك. أولئك الذين يسددون ديونهم ذات سعر الفائدة المتغير يشعرون بالفعل بالألم الناجم عن تكاليف خدمة الديون الباهظة.
سواء تطور هذا الأمر إلى موجة من تخلف الشركات عن سداد ديونها أو إخفاقاتها، فهي مسألة نقاش حاد في دوائر الاستثمار. قالت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية الأسبوع الماضي: إن الشركات ذات درجة المضاربة (أي الأكثر خطورة) في الولايات المتحدة لديها ما يقارب تريليوني دولار من الديون المستحقة بين 2024 و2028، بزيادة نحو 27 في المائة عن دراستها السابقة التي تغطي الأعوام الأربعة حتى 2027. في الأعوام الخمسة المقبلة، سيحين موعد استحقاق سندات الشركات الأكثر أمانا، بحجم قياسي قدره 1.26 تريليون دولار.
في هذا الشهر أيضا، جمع جولدمان ساكس الإحصائيات ليظهر، بشكل مثير للدهشة، أن ما يقارب نصف جميع الشركات المدرجة في الولايات المتحدة في 2022 كانت غير مربحة. وكتب محللون في البنك: "ارتفاع تكاليف التمويل قد يجبر بعض هذه الشركات على خفض تكاليف العمالة أو حتى الإغلاق".
في الوقت الحالي، تشير فروق الائتمان، إلى أن أي إنذار تم احتواؤه بشكل جيد. ورغم ذلك، فإن هذه أخبار مثيرة للقلق لحاملي تلك الأسهم، بمن فيهم الذين يمتلكون حيازات من خلال استراتيجيات تتبع المؤشرات الخاملة. من المحتمل أن تكون أخبارا رائعة لمنتقي الأسهم الذين يأملون في أن يكونوا قد بحثوا بحثا جيدا بما يكفي لتجنب تلك الأسماء المحددة أو حتى اختيار الشركات الغنية بالسيولة التي تستمتع بعصر أسعار الفائدة المرتفعة.
تقول هيلين جيويل، كبيرة مسؤولي الاستثمار في مؤسسة بلاك روك فاندامينتال إيكويتيز: "في الوقت الحالي، ينبغي أن تكون الإدارة النشطة جزءا من المحافظ الاستثمارية". تعد مستويات الديون أحد العوامل التي يمكن أن تولد التشتت بين الأسهم المختلفة التي تبحث عنها، لكن هذه البيئة تفسح المجال أيضا لدراسة ممحصة لحصة الشركات في السوق واستراتيجياتها. وتشير إلى أنه ليست كل شركات العقارات أو الرعاية الصحية، مثلا، متشابهة.
تشبه جيويل هذا الوضع بالتحضير لسباق مسافات طويلة - وهو تشبيه وجدته ممتعا جدا في ذلك الوقت، ولكنه أصبح أقل متعة عندما كنت أجر نفسي في نصف ماراثون رويال باركس دون أن أتدرب تدريبا كافيا في نهاية الأسبوع الماضي. قالت: "لو تدربت لـ12 درجة فقط واتضح أن الجو أكثر سخونة، فهذا هو الوقت الذي يتألق فيه العداؤون المهرة بالفعل. إنك بحاجة إلى التكيف". (كان الجو دافئا على غير العادة، ولم أتكيف).
لا شيء من هذا يعني أن الأداء الجامح الشهير هذا العام لأسهم الشركات السبع العجيبة- أبل ومايكروسوفت وألفابت، الشركة الأم لجوجل، وأمازون وتسلا وإنفيديا وميتا، الشركة الأم لفيسبوك – سيتعرض للإخفاق. كما أن بعض هذه الأسهم ينطبق عليها بسهولة أي تعريف معقول لـ"الجودة".
لكن مديري الصناديق ذوي العقلية الإدارية النشطة يتفقون بشكل عام على أن الطريقتين الوحيدتين للتغلب على السوق هذا العام هما شراء هذا العدد الضئيل من أسهم التكنولوجيا بشكل أكبر وأكثر تهورا، أو البحث عن شركات أخرى أقل شعبية ذات أرباح مستدامة وواضحة وأعباء دين منخفضة، والاعتماد عليها في أداء المهمة الشاقة. إذا كنت محظوظا، فربما يتضح أن بعضها أهدافا للاستحواذ.
ليست هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها هذا الامتناع من المستثمرين الكارهين للمؤشرات، ولن تكون الأخيرة لأن مديري الأصول الكبار يبحثون عن طريقة لإقناع العملاء بأنهم قادرون على التغلب على أسعار الفائدة النقدية دون رفع مستويات المخاطر بشكل كبير. لكن إذا لم ينجح الأمر الآن، فمتى يمكن أن ينجح؟

الأكثر قراءة