حلاوة تملك منزل وعلقم شرائه
لنا ستة أسابيع ومعظم الصناديق خارج غرفة المعيشة. لا تزال إطارات الصور تتكئ على الجدران، لأنه مع أننا بالتأكيد سنصبغ الغرفة بالأخضر، أو ربما الأزرق فقط، فإن جميع النماذج التي طليناها على واجهة المدخنة حتى الآن تبدو كمعجون أسنان.
لحسن الحظ، قد تحل هذه المشكلة نفسها. في كل مرة تفكر فيها زوجتي في عمل جديد تنجزه في المنزل، نكتبه على ورق ملاحظة لاصق ونلصقها على الحائط: إصلاح حواف الجدار.. شراء طاولة مطبخ.. إلخ.
بهذا المعدل، ستكسو المربعات الصفراء الصغيرة جدران غرفتي الاستقبال قبل الكريسماس.
المشكلة في منزلنا - وفي أي منزل، على ما أعتقد - هي أنه كلما نظرت عن كثب، رأيت أعطابا أكثر فيه. هذا محبط.
قطعا بدا هذا دراميا أكثر عندما اشترينا المكان. في يونيو الماضي، كانت سوق الرهن العقاري في اضطراب، لكنا تمكنا من تقديم طلبنا قبل أن يسحب مقرضنا منتجاته ويعيد تسعيرها. في البداية، شعرنا بأننا كإنديانا جونز (الدكتور هنري والتون، الشخصية الأساسية في سلسلة أفلام إنديانا جونز)، نتدحرج تحت الباب الذي يغلق ثم نمد أيدينا لالتقاط قبعتنا. الآن، مع أسعار الفائدة الثابتة لمدة خمسة أعوام للرهون العقارية عند أقل من 6 في المائة بقليل وانخفاض أسعار المنازل بأسرع معدل لها منذ 14 عاما، بدأنا نبدو مثل جاك داوسون (شخصية في فيلم تايتانيك)، نقفز من الرصيف لنصعد على متن تايتانيك المغادرة.
هذا يذكرني بإلصاق ملاحظة أخرى: تصريف بالوعة.
لذا تبادر إلى ذهني تساؤل - هل أمر بندم مشتري المنزل؟
يعتقد أن التضارب الإدراكي بعد الشراء ينشأ من فكرتين غير متسقتين نفسيا في الوقت نفسه: ظننت أن هذا الشيء سيسعدني، لكني لست سعيدا. يمكن أن يثير شعورا بالندم والذنب وحتى فكرة أن البائع أو مندوب المبيعات خدعك. وصفت دراسة من عام 2000 مقياسا مكونا من 22 نقطة لقياس ندم المشتري، من بينها "أتساءل عما إذا اتخذت القرار الصحيح؟"، الذي ينطبق علي، و"كنت أشعر بحسرة بعد شرائه"، وهو لا ينطبق – مع أني، إذا اضطررت إلى تجميع قطعة أخرى من الأثاث الجاهز للتركيب، قد أنهار حقا.
ملاحظة أخرى: إصلاح الصدع في السقف.
في عيادة عالم النفس الأكلينيكي الدكتور ستيفن بلومنتال وسط لندن، يرى الطبيب كثيرا من الناس، كثير منهم ناجحون جدا في الأعمال التجارية، ممن ذاقوا ندم المشتري. يقول إن هذا كله سببه العقلية التنافسية. "إنه جزء من الوهم بأن السلع أو الأشياء ستعزز سعادتنا. إن جرعة المتعة من امتلاك الشيء الذي نطمح إليه تستمر برهة، قبل أن يساورك القلق بأنك أفنيت مالك".
مقدار ما تنفق من جيبك هو الأمر الرهيب. وجد تقرير صادر عن شركة التأمينات أفيفا في يوليو 2021 أن نصف مالكي المنازل في المملكة المتحدة الذين اشتروا منذ بداية الجائحة شعروا أنهم دفعوا مبالغ زائدة - وذلك في وقت كان فيه سعر الفائدة الأساسي لبنك إنجلترا 0.1 في المائة. حاليا عند 5.25 في المائة، ومع توقع الأسواق المالية أن تظل أسعار الفائدة أعلى فترة أطول، مع توقع ألا يحدث الخفض الأول في سعر الفائدة الأساسي حتى منتصف 2024، فيم يجب أن يفكر المشترون الآن بحق؟
"لقد شهدنا تباطؤا هائلا في السوق، لكن فقط انخفاضات طفيفة في الأسعار"، كما يقول ريتشارد دونيل، رئيس الأبحاث في موقع العقارات زوبلا. إنه يعتقد أن أمامنا أعواما عدة من النمو المنخفض للغاية في أسعار المنازل. لا يتوقع أن تنتعش السوق بأي طريقة مجدية إلا عندما تبدأ الدخول الحقيقية في الارتفاع مرة أخرى.
شخصيا اكتشفت زيادة هامشية في المنازل تتجه إلى السوق القريبة مني. أعرف هذا لأني ما زلت مسجلا كي أتلقى إشعارات عندما تعرض منازل للبيع في منطقتي. إنها تظهر على هاتفي من وقت لآخر.
فغر فاه زوجتي اندهاشا عندما اكتشفت ذلك. سألت "لماذا؟! البقاء مشتركا في تنبيهات المنازل يشبه الاستمرار في تطبيقات التعارف بعد الزواج".
كنت سأمازحها بأني ما زلت فيها أيضا - لكني عدلت عن ذلك.
يقول روري سكاريسبريك، وكيل شراء في شركة بروبرتي فيجن "لا، عليك ترك منصة رايت موف". لكن غير هذا، ينبغي ألا ألوم نفسي عليها. يقول: "في أي يوم من الأيام، حتى الخبراء الذين يكتبون عن السوق لا يعرفون ما الذي سيحدث بعد ثلاثة أو ستة أشهر". "وإذا وجدت نفسك في وضع تراجعت فيه السوق(...)ما دام باستطاعتك تحمل الرهن العقاري، فما أنت فاعل؟ لديك سقف فوق رأسك، عليك أن تعيش تحته فحسب".
يجب أن أشعر بالامتنان بالطبع. أدرك أنه لسكان لندن العالقين في أزمة الإيجارات المتفاقمة باستمرار حالي يستثير الشماتة في أبهى صورها.
يقول بلومنتال إن اعتقادك بأن لديك صفقة جيدة (وهو ما أظنه حقا) أو صفقة سيئة لا يهم، فما زال احتمال أن تشعرك بالذنب والبؤس والوحدة وارد. وإذا كنت تشعر بهذا؟ يقول: "بمجرد أن تستثمر في أمنك المادي الأساسي، استثمر في علاقاتك". "إن العلاقات الوطيدة هي الترياق للوحدة."
إنه محق بالطبع. كان طفلنا الصغير يكبر بسرعة على الشقة التي كنا نعيش فيها. وبقدر تكلفة المنزل الجديد، أعتقد أنه يحبه، للمساحة والحديقة الصغيرة.
نهاية الأسبوع الماضي، في نوبة عاطفة للمكان الجديد، حاولت أن أعلم طوله على إطار باب المطبخ لأول مرة.
تراجعت وابتسمت وفكرت: عضادة الباب منفصلة عن الحائط في الأسفل هناك.
ملاحظة أخرى: الاتصال بحرفي.