سوق «التوأم الرقمي» تنمو بقوة .. 138 مليار دولار بحلول 2030
في الأعوام الأخيرة، اكتسبت تقنية التوأم الرقمي Digital Twin زخما هائلا في مجال التكنولوجيا، مع عديد من الصناعات التي تستفيد من القدرات التي توفرها، وتمثل هذه التقنية تطورا ثوريا لدمجها بين العلوم بشكل عام والعلوم الطبية على وجه الخصوص وتكنولوجيا المعلومات، حيث تعتمد تقنية التوأم الرقمي على إنشاء نموذج رقمي لفرد حي، يتم تحليله ومراقبته لتحقيق تشخيص دقيق وعلاج فعال، وتعد هذه التقنية مبشرة للغاية وتفتح آفاقا جديدة لتحسين الرعاية الصحية وتوفير علاجات مخصصة لكل فرد، ومع هذا النمو السريع والإمكانات الهائلة للتقنية، من المتوقع أن تنمو قيمة سوق التوأم الرقمي بشكل كبير بحلول عام 2030.
ومن حيث حجم سوق التوأم الرقمي العالمية، فقد تم تقديره بقيمة 8.60 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو من 11.51 مليار دولار في عام 2023 إلى 137.67 مليار دولار بحلول عام 2030، وبمعدل نمو سنوي مركب قدره 42.6 في المائة، وتتضمن تقنية التوأم الرقمي أربع تقنيات أساسية هي: إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز (XR)، والحوسبة السحابية، ويتم استخدام هذه التقنيات لإنشاء تمثيل رقمي، وجمع وتخزين البيانات في الوقت الحقيقي، وتوفير نصائح مهمة بناء على المعلومات المجمعة.
وتمكن هذه التقنية من إنشاء نماذج رقمية دقيقة للمنتجات والعمليات الحقيقية، ما يسمح بتحليل وتحسين الأداء وتوقع المشكلات قبل أن تحدث، وهذه القدرة على “التجربة” و”التنبؤ” تجعل من التوأم الرقمي أداة قيمة لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، إلى جانب ذلك، مع تسارع الرقمنة في جميع القطاعات، يتوقع الخبراء أن يستمر الطلب على هذه التقنيات، ونظرا لمرونتها وقدرتها على التكيف مع مجموعة واسعة من الصناعات، فمن المتوقع انتشارها القطاعات المختلفة، مثل: الصحة، الطاقة، التصنيع، النقل، البناء، وعديد من القطاعات الأخرى.
ومن أبرز العوامل المحفزة للنمو، التطور التكنولوجي الذي يسهم في مجالات التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في تعزيز التوأم الرقمي وتوفير قدرات تحليلية أفضل، وزيادة الاعتماد على الرعاية الصحية الشخصية حيث يتزايد الطلب على الرعاية الصحية المخصصة والشخصية، ويسعى الأفراد إلى تحسين صحتهم ومعرفة مزيد عن حالتهم الصحية الفردية.
وفي الوقت ذاته رغم فوائد تقنية التوأم الرقمي، فإنها تواجه أيضا تحديات ومخاوف، من بين هذه التحديات هي الخصوصية والأمان، حيث تحتوي تقنية التوأم الرقمي على كمية كبيرة من البيانات الشخصية الحساسة، ما يطرح قضايا الخصوصية والأمان، ويجب ضمان حماية هذه البيانات وتطبيق إجراءات صارمة لمنع الوصول غير المصرح به، كما يتطلب تحليل البيانات الضخمة والتفاصيل الشخصية دقة عالية وتقنيات تحليلية متقدمة، وقد تكون التحديات التقنية والحوسبية محدودة في بعض الأحيان، وكتقنية حديثة، يجب وضع إطار قانوني وتنظيمي لاستخدام تقنية التوأم الرقمي، بما في ذلك مسائل مثل ملكية البيانات والمسؤولية وموافقة المريض.
وتعد تقنية التوأم الرقمي ابتكارا ثوريا، ومن المتوقع أن تحدث تحولا كبيرا في كيفية تشخيص الأمراض وتوفير الرعاية الصحية المخصصة، ومع تطور التكنولوجيا وتحسين القدرات التحليلية، ستصبح التوأم الرقمي أداة قوية لتعزيز الرعاية الصحية وتحقيق نتائج أفضل للمرضى، علاوة على ذلك، يتوقع أن يتطور التوأم الرقمي بشكل كبير بحلول عام 2030، حيث ستزداد دقته وقدرته على تحليل البيانات وتوفير توصيات متقدمة، وقد يصبح التوأم الرقمي جزءا أساسيا من حياة الأفراد والمؤسسات، حيث يسهم في تحسين الأداء واتخاذ القرارات الذكية.
إضافة إلى ذلك، ستشهد تقنية التوأم الرقمي تطورات مثيرة في مجال الأمن والخصوصية، وستتطور الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان حماية البيانات الشخصية والمعلومات الحساسة المتعلقة بالتوأم الرقمي، فباعتبارها تقنية مبتكرة تجمع بين العلوم الطبية وتكنولوجيا المعلومات، ستسهم هذه التقنية في تحسين الرعاية الصحية وتعزيز الأداء وتحقيق مزيد من التقدم في المجالات المختلفة، ومع تحسن التكنولوجيا وتطور التوأم الرقمي، يمكن أن يصبح التوأم الرقمي جزءا أساسيا من حياة الأفراد والمؤسسات، ما يعزز الاعتماد والاستثمار في هذه التقنية المبهرة.