الذكاء الاصطناعي .. ماجستير إدارة الأعمال اليوم

الذكاء الاصطناعي .. ماجستير إدارة الأعمال اليوم

من المحال أن تتجاهل كليات إدارة الأعمال التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي. أصبح باستطاعة روبوتات المحادثة المبنية على نماذج اللغة الكبيرة الآن اجتياز اختبار الدخول الموحد لماجستير إدارة الأعمال بسهولة، وأظهر أستاذ من كلية وارتون هذا العام كيف استطاع شات جي بي تي الحصول على تقدير "ب" في نموذج أساسي في ماجستير إدارة الأعمال.
صدمت هذه الحقائق عمداء كليات إدارة الأعمال وجعلتهم يبدأون العمل. كانت استجابة كثير منهم هي قبول عصر الذكاء الاصطناعي في برامج ماجستير إدارة الأعمال، خاصة برامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية حيث إن طلابها عادة ما يكونون من فئة ديموغرافية أكبر وأقدم وحريصون على فهم أساليب القيادة باستخدام التكنولوجيا التي ظهرت في وقت لاحق من حياتهم المهنية.
أبرمت كلية أي إس إيه دي أي على سبيل المثال اتفاقية مع مركز برشلونة للحوسبة الفائقة، أحد المعالم العلمية في أوروبا، للسماح لطلاب ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية بإكمال تدريب يتعاملون فيه مع الذكاء الاصطناعي ويرون كيف تؤثر مثل هذه التكنولوجيات في استراتيجيات الأعمال.
"إذا كانت التكنولوجيا عاملا هيكليا بسيطا حتى الآن، وتابعة لاستراتيجية الأعمال، فقد أصبحت اليوم محركا استراتيجيا في معظم الصناعات، ما يغذي نماذج أعمال جديدة ومبتكرة"، كما قال إكزافيير فيراس، العميد المشارك لبرامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية في أي إس إيه دي إي.
أجرت كلية الأعمال في كلية لندن الإمبراطورية "اختبارا للضغط" عن طريق الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتحليل جميع التقييمات في الفصول الدراسية للحكم على تأثير التكنولوجيا في الطلاب والتعليم التربوي. ستراجع الكلية النتائج، وتشجع على التعاون بين الأقسام المختلفة في كلية لندن الإمبراطورية لتبني طريقة تدريس الطلاب وتقييمهم، وفقا لديفيد شراير، أستاذ الممارسة والذكاء الاصطناعي والابتكار في كلية الأعمال.
"لا يمكننا حظر الذكاء الاصطناعي، لكننا لا نقول أيضا إننا لن نفعل أي شيء لتغيير الوضع"، كما يقول. "علينا إعادة التفكير في عمليات التقييم وصفوفنا الدراسية".
ستركز الصفوف في المستقبل على "التعلم عن طريق الممارسة" والأمثلة المحلولة أكثر، حيث يمكن أن يتعلم الطلاب كيفية تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي باستخدامها في واجباتهم، كما أضاف الأستاذ شراير.
أنشأ روبوتا يحلل نصف مليون كلمة من كتبه، بالتالي يمكنه الإجابة عن أسئلة المشاركين عن أعماله متى شاءوا.
"يمكن للطلاب سؤال أسئلتهم الساعة الثالثة فجرا، ولا يحتاجون إلى إرسال رسالة بريد إلكتروني إلي لكي يحصلوا على الإجابات. نريد أن ينغمس الطلاب في تجارب جديدة، في بيئة آمنة لا بأس بالفشل فيها"، كما يقول.
يزداد اهتمام الطلاب القلقين بشأن تبعات الذكاء الاصطناعي في الأدوار التنفيذية بتوافر المقررات الجديدة المبنية على الذكاء الاصطناعي سريعا. ساعد الأستاذ شراير على إنشاء نموذج إيه أي فينتشرز في الكلية الإمبراطورية الذي يستخدم "التعلم عن طريق الممارسة"، لتطوير خطط لشركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي أو مشروع للشركات داخل الشركة. جذب المقرر 40 طالبا عندما عرض بشكل عام لأول مرة العام الماضي وارتفع الطلب لدرجة أن الكلية اضطرت لوضع حد للعدد الذي يستوعبه.
يقول الأستاذ شراير، "يعد تعلم ما يجب تعلمه لوظائف الذكاء الاصطناعي أكثر إلحاحا للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عاما ويكملون درجة ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية لأن كثيرا مما فعلوه في الأعمال حتى الآن أصبح غير ذي صلة".
كما يؤكد على ضرورة تعلم مثل هذه المهارات، مشيرا إلى دراسة أخيرة من إيفركور، المصرف الاستثماري والشركة الاستشارية، على سوق التوظيف الأمريكية. خلصت الدراسة إلى أن 100 في المائة من الوظائف ستتأثر 10 في المائة على الأقل بالذكاء الاصطناعي. حسبت إيفركور أن 32 في المائة في المتوسط من مهام كل وظيفة ستكون معرضة للذكاء الاصطناعي.
"إن كنت راقص باليه محترفا، فلن تتأثر بالذكاء الاصطناعي، لكن إذا كنت محاسبا أو تعمل في تحليل الخدمات المصرفية الاستثمارية، أو إذا كنت في وظيفة الاستراتيجية، فستكون معرضا بشكل خطير لتأثير جوهري في وظيفتك بسبب الذكاء الاصطناعي"، كما يقول الأستاذ شراير.
"لا نزال سنحتاج إلى المبرمجين لكننا لن نحتاج إلا قليلا منهم. ومن سيبقى سيكونون في مناصب عليا".
إن التفوق في الذكاء الاصطناعي من خلال مقررات ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية الجديدة قد حقق نتائج لبعض الأشخاص. حصل ريتشارد مانجا على "وظيفة أحلامه" - كبير المهندسين المعماريين للمؤسسات في كابجيميني في فرنسا – بعد بضعة أسابيع من إنهائه ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية في المدرسة العليا للتجارة في فرنسا، بما في ذلك شهادة علم البيانات للإدارة، المتخصص في الذكاء الاصطناعي.
يقول، "أول جملة قالها مسؤول التوظيف عبر الهاتف في أول مرة تحدثنا فيها هي، لقد كنا نبحث عن شخص مثلك خلال الشهرين الماضيين".
تدرب مانجا، الذي يبلغ من العمر 37 عاما، لكي يصبح مهندس برمجيات، وعمل في وادي السيليكون إضافة إلى موطنه فرنسا قبل أن يقرر التقدم لبرنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية لتحسين مهاراته في إدارة الأعمال.
لقد جذبه برنامج شهادة الذكاء الاصطناعي في المدرسة العليا للتجارة على وجه الخصوص لكي يساعده على تطوير مهاراته في ترجمة مفاهيم تعلم الآلة، مثل التجميع: تنظيم العناصر المتشابهة في مجموعات ضمن خوارزمية لتعلم الآلة. تضمنت المفاهيم الأخرى سيناريوهات أعمال حقيقية، مثل كبير مسؤولي التسويق الذي يرغب في تحديد منتجات جديدة لقطاع سوق معين.
"عندما تعمل مهندسا فإنك تعرف التجميع (...) لكن وضحت لي المدرسة العليا للتجارة كيفية تقديمه كجواب لأسئلة الأعمال مثل هذه"، كما يقول مانجا.
يقدر مانجا أن 30 في المائة من مجموعته في ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية كانوا "ذوي توجه تكنولوجي بشدة"، مثله، وكانت لديهم معرفة أكبر من الآخرين بمفاهيم الذكاء الاصطناعي، لكن كانت تنقصهم المهارات لترجمتها لتلبية احتياجات المسؤولين التنفيذيين.
كما يسمع مزيدا من المحادثات في العمل عن تطبيق الذكاء الاصطناعي. "بعد التخرج، أمضيت شهرا كاملا تقريبا في الحديث مع المسؤولين التنفيذيين من شركتي السابقة، وكان الموضوع الرئيس الذي كنا نناقشه هو كيف يمكننا إدراج الذكاء الاصطناعي في منصة الشركة لخدمة العملاء بشكل أفضل".

الأكثر قراءة