كائنات خالدة
قد لا يكون الخلود بمعناه الدقيق، إنما كائنات حية باقية على طول التاريخ منها الأشجار والأسماك وعديد من الكائنات البحرية التي تعيش لمئات الأعوام، مقاومة وناجية من عدد لا يحصى من الكوارث الطبيعية، والتغيرات المناخية، والتدخل البشري. بفضل طول عمرها المذهل، تقدم هذه الكائنات لمحة عن الماضي تساعدنا على فهم بيئتنا الحالية بشكل أفضل. كما تجعلنا نستشرف المستقبل وقد تلهمنا لتحسين جودة حياتنا إذا اكتشفنا سبب نجاتها من كل ما مر بها من عقبات طوال عمرها المديد.
من هذه الكائنات قنديل البحر المعروف بقنديل البحر الخالد، هو قنديل صغير الحجم يعتقد أنه النوع الوحيد على الأرض الذي لديه القدرة على العودة إلى سن أصغر عند الإجهاد أو الإصابة، أي أن عمره يرجع للخلف وتتيح هذه العملية لهذا الكائن العجيب إمكانية العيش للأبد فقد أتت كما يبدو من عصر الديناصورات، وتسمى قدرتهم على العودة لسن أصغر بـ"التمايز المتغير" التي ما زالت تثير فضول العلماء لاكتشاف السر الكامن وراءها.
يأتينا من الأعماق كذلك الإسفنج البركاني وهو نوع قديم من إسفنج أعماق البحار يوجد في بعض المناطق النائية في أعماق المحيطات على عمق يراوح من 12 إلى 140 مترا في ظلام دامس لآلاف الأعوام. يبلغ عمر هذه الإسفنجات أكثر من 15000عام، وتعيش في الفتحات الحرارية المائية في قاع البحر، التي يتم تسخينها بسبب النشاط البركاني تحت سطح البحر.
هناك أنواع من أشجار الصنوبر المعمرة يبلغ عمر إحداها نحو 4800 عام وتعد أقدم شجرة حية في العالم تخضع لحراسة مشددة ويعد موقعها سرا لحمايتها من التلف والتخريب، منها شجرة اليرس التي تعرف بأنها أحفورة حية حيث يمكن تتبع أصلها لأكثر من 150 مليون عام.
أما نبات الوسادة المعروف بياريتا القديمة وينمو في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية. يبلغ عمر هذه النباتات نحو 3000 عام، يعتمد عليها السكان المحليين الذين يعتمدون على وجودها في الحصول على الحطب والمواد الطبية التي يستخدمونها في التداوي، جذورها متعمقة في الأرض لتمكنها من مقاومة فترات الجفاف.
يوجد في اليونان أقدم شجرة زيتون يبلغ عمرها نحو 4000 عام ومن عجائبها أنها لا تزال تنتج الزيتون وتعد رمزا يونانيا وعنصرا لجذب السياح، إضافة إلى أنها كانت مصدرا للغذاء والدواء والخشب منذ العصور القديمة.
تنمو وردة الـ1000 عام في كاتدرائية كاثوليكية في ألمانيا، ويبلغ عمرها نحو 1200 عام، كل موسم إزهار، تتسلق نحو 20 قدما فوق حنية كاتدرائية هيلدسهايم، وتنتج مئات الورد.