ازدواجية المناصب .. قوة أم ضعف في القيادة؟
مع استمرار تراكم الضغوط على ديفيد سولومون رئيس بنك جولدمان ساكس "ومنسق الأغاني بدوام جزئي"، بدأت الشائعات في وول ستريت تطرح نظريات جديدة حول بديله المحتمل.
وفقا لتقرير صدر في يونيو ولم يتم تأكيده في أي مكان آخر، تجري مناقشة خطة تعيين رئيس تنفيذي مشارك "على أعلى المستويات"، مع جيم إسبوزيتو، الذي يشارك في رئاسة البنوك والأسواق، ومارك ناخمان، رئيس إدارة الأصول والثروات، وهما المرشحان للحصول على الجائزة المزدوجة.
ربما لن تسفر الفكرة عن شيء، لكن لاقت صدى في أوروبا الأسبوع الماضي، عندما أعلن مدير أصول مصرفي أصغر، تقسيما كهذا للمناصب العليا. حيث قامت مجموعة فونتوبل السويسرية بتعيين كريستيل ريندو دو لينت وجورج شوبيجر كرئيسين تنفيذيين بالشراكة. ويأتي كل منهما من العملين الأساسيين للمجموعة وهما الاستثمار وإدارة الثروات، وسيشكلان فريقا متوازنا للتنفيذ السلس لاستراتيجية طويلة المدى متفق عليها مسبقا. هذه، على الأقل، هي النظرية.
إن السوابق بالكاد متميزة. فقد قام فيرست ريبابليك، وهو واحد من ثلاثة بنوك إقليمية أمريكية فشلت في وقت سابق من هذا العام، بتجربة هيكل الرئيس التنفيذي المشارك. وقد انهار التجسيد الأول لذلك قبل عام بعد استقالة حفيظ جاي إركان "محافظ البنك المركزي التركي الآن" بعد ستة أشهر فقط من تعيينه في هذا المنصب.
كانت فكرة الرئيس التنفيذي المشارك في هذه الحالة عبارة عن تكتيك تخطيطي للخلافة لتمرير عصا القيادة تدريجيا من مؤسس البنك جيمس هربرت إلى الجيل التالي. حيث تم تعيين مايك روفلر، الذي حل محل إركان، في منصب الرئيس التنفيذي المشارك بالإنابة قبل تعيينه رئيسا تنفيذيا وحيدا للبنك - وانتقال هربرت إلى منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي. ومع ذلك، ربما يكون التداخل المستمر في السلطة التنفيذية قد أسهم في الافتقار إلى القيادة المضمونة عندما تفاجأ بنك فيرست ريبابليك بموجة من عمليات السحب من قبل المودعين المذعورين، الأمر الذي أدى إلى عملية إنقاذ له من قبل بنك جيه بي مورجان تشيس في نهاية المطاف.
عندما تم تعيين أنشو جين ويورجن فيتشن مديرين تنفيذيين مشاركين لدويتشه بنك في 2011، كان ذلك لسبب منطقي مختلف: الرغبة في التوفيق بين محركي المجموعة - بنك استثماري إنجليزي-أمريكي ضخم ساعد جين على بنائه، وبنك استثماري ألماني محلي كبير لم يكن لدى جين الإنجليزي-الهندي سوى فهم ضئيل فيه. وقد أسهم الاقتتال الداخلي ومقاومة التغييرات التي أحدثتها الأزمة المالية في 2008 في ضعف الأداء. وبحلول 2015، كان الرجلان قد استقالا، تاركين دويتشه في حالة ضعيفة استمرت لأعوام.
إلى جانب التمويل، كانت صناعة التكنولوجيا هي التي تبنت بحماس نموذج الرئيس التنفيذي المشارك. فلفترة من الوقت كان ذروة الموضة التكنولوجية. لقد جربتها كل من نتفليكس وسيلز فورس وأوراكل وساب وبلاك بيري "كانت تسمى آنذاك ريسيرتش إن موشن" وباستثناء نتفليكس، فقد تخلت عن التجربة - وإن كان ذلك في حالة بلاك بيري فقط بعد أن كاد الرؤساء التنفيذيون المشاركون أن يقتلوا الشركة بسبب فشلهم في الاستجابة لسوق الهواتف الذكية سريعة التطور.
مع ذلك، ورغم تعارض هذه الحقيقة مع المبادئ المتعارف عليها، فإن الشركة العادية التي يديرها مديرون تنفيذيون مشاركون تفوقت بشكل كبير، وفقا لدراسة نشرتها مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو". ووجد الباحثون أن هناك ما يقرب من 100 شركة مدرجة في الولايات المتحدة "من أصل 2200 شركة في المجموع" تمت إدارتها بشكل مشترك في مرحلة ما على مدى فترة 25 عاما حتى 2020. وقد حققت متوسط عائد سنوي للمساهمين بلغ 9.5 في المائة، مقارنة بـالمرجعية البالغة 6.9 في المائة.
تشير الدراسة إلى أن هذا الهيكل يعمل بشكل أنجح في قطاع التكنولوجيا، أو عندما يكون هناك تقسيم واضح للعمل. حيث يمكن للرؤساء التنفيذيين المشاركين "تشكيل تنسيق بين القسم الأيسر من دماغ الشركة والقسم الأيمن". وقد تأتي المهارات التكميلية أيضا نتيجة للتوازن بين الجنسين، وقد استخدمت بعض الشركات ترتيبات الرئيس التنفيذي المشارك لتعزيز التنوع الإداري. فهذه هي الحالة في فونتوبل، حيث تكمل ريندو دو لينت وشوبيجر بعضهما بعضا أيضا في خلفياتهما المهنية وأساليبهما.
عندما كان بنك جولدمان يدار كشركة غير مدرجة، في الأغلب ما كان يقودها - بنجاح - رؤساء مشاركون. وفي خطاب ألقي في كلية هارفارد للأعمال قبل عقدين، كان أحد هؤلاء الخريجين واضحا بشأن مزايا هذا التقليد. فقد قال جون وايتهيد، الذي شارك في إدارة بنك جولدمان حتى 1984: "سيتوصل شخصان يتخذان القرار إلى قرار أفضل من أن يقود شخص واحد بمفرده". وفي العقود التي تلت ذلك، تزايدت المصالح المتنافسة لأقسام المجموعة، خاصة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية. وكان من الصعب التوفيق بين الاستثمار والتداول عبر قائد واحد. عندما يتخلى ديفيد سولومون عن عمله المصرفي ويعمل كمنسق للأغاني بدوام كامل، فإن هيكلية الرئيس التنفيذي المشارك، إذا تم تنفيذها بشكل صحيح، قد يكون من المفيد بالتأكيد إعادة النظر فيها مرة أخرى.