استراتيجية «استثمر في سندات الخزانة واسترخ» تتحدى مستثمري الأسهم
يشعر جيفري جوندلاخ، أحد أكبر الأسماء في عالم السندات، بالأسف على مستثمري الأسهم "المساكين". ربما تعرض حاملو السندات لضغوط شديدة خلال العامين الماضيين مع ارتفاع أسعار الفائدة. لكن مؤسس شركة دبل لاين كابيتال حذر من أن مستثمري الأسهم ما زالوا "يعيشون من أجل السبع العجيبة" -شركات التكنولوجيا الكبرى وشركة تسلا- في الواقع يراهنون رهانا محفوفا بالمخاطر في ركوب موجة نجوم التكنولوجيا الكبار.
ومع تقديم سندات الخزانة لأجل ستة أشهر عائدا سنويا يبلغ 5.58 في المائة، سلط مؤسس شركة دبل لاين كابيتال الضوء على شعبية استراتيجية "استثمر في سندات الخزانة الأمريكية واسترخ".
قال أمام التجمع السنوي للمستثمرين الذين يميلون إلى المضاربة على الانخفاض، الذي نظمته مجلة "جرانت" لمراقبة أسعار الفائدة في نيويورك الأسبوع الماضي "إن هذا وقت شائق أن تكون مستثمرا في السندات. يمكنك الحصول على 9 في المائة من القروض المصرفية، ويمكنك الحصول على 7.5 في المائة من الأصول ذات المعدل العائم والتصنيف الممتاز أيه أيه أيه في أجزاء من سوق الأوراق المالية التي لن يكون فيها أي تخلفات عن السداد".
قليلون حتى الآن الذين شعروا بالشفقة تجاه حاملي أسهم مايكروسوفت وأبل وأمازون وألفابيت وتسلا ميتا وإنفيديا، التي شهدت مكاسب هذا العام تراوح بين نحو 35 في المائة "أبل ومايكروسوفت" وأكثر من 200 في المائة "إنفيديا". في الأشهر التسعة حتى نهاية سبتمبر، ارتفعت سلة من السبع بما يزيد قليلا على 50 في المائة، وفقا لـ"جولدمان ساكس". وبدونها، تقلص ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 البالغة نسبته 14 في المائة في تلك المرحلة إلى نسبة شحيحة بلغت 4 في المائة.
إن التنبؤ بنهاية هوس المستثمرين بـ"السبع العجيبة" أحرج عددا من الناس أكثر بكثير ممن أثراهم. ومع هذه المكاسب السهلة التي حققتها حشود المستثمرين، كان من الصعب على المتشككين أن يكلفوا أنفسهم عناء انتقاء الأسهم من بين أعضاء المؤشر الآخرين البالغ عددهم 493، فضلا عن التفكير في البحث عن الشركات المتميزة بين الشركات الأصغر. انخفض مؤشر الشركات الصغيرة، راسل 2000، بنسبة 2 في المائة هذا العام.
لكن نكتة جوندلاخ على حساب مستثمري الأسهم تؤكد حقيقة مهمة: هناك بدائل للأسهم الآن. من المؤكد أن القدرة على التنبؤ بتحصيل مدفوعات الفائدة المنتظمة، مهما كانت مثيرة مقارنة بوقت قريب نسبيا، من غير المرجح أن تثير اهتمام مستثمر في الأسهم يسعى إلى الأفضل.
لكن حتى بضعة أشهر من "استرخاء" المستثمرين في شرائهم سندات الخزانة، وربما انتظار نقطة دخول أرخص في الأسهم أو الانتظار لمعرفة ما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي بعد ذلك، من شأنها أن تؤدي إلى خفض المبلغ المتاح لرهانات الأسهم ذات المخاطر العالية. وبالنسبة إلى التداولات التي تعتمد على الزخم، كشراء الشركات باهظة الثمن التي ارتفعت بالفعل بقوة، يمكن أن يمثل ذلك مشكلة.
هناك أيضا سؤال حول عدد المستثمرين المتبقين لشراء "السبع". حتى الأقل تفضيلا في المجموعة "تسلا" تملكها بالفعل أكثر من ثلث الصناديق النشطة ذات المركز الدائن، حسبما أفاد استراتيجيون في بنك أوف أمريكا الأسبوع الماضي، بينما تزيد هذه الصناديق نفسها وزن خمس أخرى من "السبع"، مقارنة بالمؤشر.
شهدت جميعها، باستثناء مايكروسوفت، مزيدا من الصناديق تستثمر فيها هذا العام، ومع وجود 85 في المائة من الصناديق النشطة التي تملك الشركة المطورة لـ"شات جي بي تي"، لم يتبق الكثير حقا. أوضح تقرير بنك أوف أمريكا الأمر بصراحة: هناك "عدد أقل من الصناديق المتبقية لشراء أكبر الأسهم".
تشكل الشركات السبع نسبة بارزة تبلغ 28 في المائة من القيمة السوقية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500. ويمثل أكبر 50 سهما 57 في المائة. إن التركز على هذا المستوى نادر للغاية. هناك حالتان أخريان فقط -يوليو 1932 ونوفمبر 2000- خلال الـ100 عام الماضية، حيث شكل أكبر 50 سهما قدرا كبيرا من القيمة السوقية الأمريكية الإجمالية، وفقا لشركة أبسوليوت ستراتيجي ريسيرش.
لا توجد استنتاجات حقيقية يمكن استخلاصها من ذلك، فقد كان عام 1932 بمنزلة القاع في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بينما جاء عام 2000 بعد الذروة مباشرة، وهذا غير مفيد لمن يحبون أن يعيد التاريخ نفسه.
ينظر إيان هارنيت، المؤسس المشارك لشركة إيه إس آر، إلى أداء سوق الأسهم هذا العام بوصفه لحظة نهاية الدورة التي تظهر أن المستثمرين مستعدون للتخلي عن الحذر لمصلحة ملاحقة مزيد من الشيء نفسه، أي اتجاه نمو التكنولوجيا الذي هيمن في الأعوام الأخيرة مهما كان من الصعب تبرير التقييمات.
ويقول "حتى لو كنت تعتقد أن هذه الشركات ستكون باهرة من الناحية الهيكلية لفترة طويلة، فعليك أن تتذكر أن الأشخاص الذين تحاول البيع لهم، ما زالوا يواجهون ضغوطا اقتصادية دورية".
بينما سيطرت الشركات السبع على نقاشات السوق، فإن عوائدها لن تكون بالقدر نفسه من التألق لو غيرت فترة الاستثمار. على مدى الأشهر الثلاثة الماضية مثلا، ارتفعت أسهم إنفيديا وفيسبوك وألفابيت فقط. وعلى مدار عامين، كانت أربع من الشركات السبع ثابتة أو خسرت أموالا لمساهميها.
تقول دين جريبل، مستشارة مالية في ميسا في ولاية أريزونا، "إن عملاءها بدأوا بالفعل في إعادة التفكير. نظرا إلى أنهم لم يعودوا يكسبون المال بسهولة، فإنهم على استعداد للاستماع لأفكار أخرى".
هل حان وقت العودة إلى انتقاء الأسهم مرة أخرى؟ يشير هارنيت إلى أنه كان بإمكان صائدي الصفقات الأذكياء أن يفعلوا ما هو أفضل مما توحي به العناوين الرئيسة. ارتفعت أسهم القيمة اليابانية، مثلا، 26 في المائة هذا العام، لكن نظيراتها الأمريكية ارتفعت 4 في المائة فقط.
"لقد كان حقا عام منتقي الأسهم باستراتيجيات مختلفة، يعتمد أداؤها على السوق. باختصار، لكي تتفوق في اختياراتك، ينبغي أن تتفوق في أدائك"، كما أضاف.