رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الألم جرس البقاء

لو دخلت حبة رمل أو شعرة في عينك كيف ستعرف أن حبة الرمل أو الشعرة هناك؟ أنت لا تستطيع أن تراها رغم أنها في عينك، لكنك ستشعر بعدم الارتياح أو ما يسمى بالألم.
الألم يدفعك للقيام بأمر ما حيال المسبب لعدم الارتياح، لذا ستقوم بغسل عينك حتى تزيل حبة الرمل، وكيف يمكنك أن تعرف أن حبة الرمل قد أزيلت؟ ببساطة حين يختفي الألم!
هناك أشخاص لا يشعرون بالألم وقد يبدو ذلك نعمة، لكن إن لم تشعر بالألم فقد تتأذى أو تؤذي نفسك دون أن تعرف بذلك.
الألم هو نظام الجسم البشري الأول للإنذار، إنه يحميك من محيطك ومن نفسك، تتطور مستقبلات الألم في أجسادنا أثناء نمونا، وكواشف الألم هذه عبارة عن خلايا عصبية متخصصة تدعى "مستقبلة الأذية"، التي تمتد من الحبل الشوكي إلى جميع أنحاء جسدك حتى بشرتك وعضلاتك ومفاصلك وأسنانك وأعضائك الداخلية التي تقوم بتوليد شحنات كهربائية وترسل المعلومات من موقعها نحو الدماغ، وعليه فلمسة خفيفة على رأس الإبرة ستشعر بالمعدن فيها عن طريق خلاياك العصبية الطبيعية ولن تشعر بأي ألم، لكن مع الضغط بشدة على الإبرة ستعمل مستقبلات الأذية لديك وتخبر جسدك بوجوب توقف ذلك التصرف، فالألم أساسي لتنبيه الكائن الحي للبقاء على قيد الحياة.
أحيانا لا يتوقف الألم، لأن جسدك يفرز مواد كيميائية تزيد من شعورك بالألم بأقل لمسة، لذا ظهرت المسكنات على السطح حتى باتت خطرا يهدد حياة البشر، خصوصا المسكنات الأفيونية، إذ توفي 80 ألف شخص في الولايات المتحدة في العام الماضي بسبب جرعات زائدة من المواد الأفيونية، كما أن 80 في المائة من اضطرابات تعاطي المخدرات تبدأ بأقراص موصوفة لتسكين الألم.
كان إيقاف الألم مجالا واسعا لتسويق المسكنات جعل الأطباء يعتقدون أن كبسولة واحدة يمكن أن تحل الألم، وظن الناس أن الشعور بالألم يفقدك سعادتك وأن التخلص منه أمر بعيد المنال. أما اليوم فأنت تستطيع إدارة ألمك دون مسكنات باستراتيجيات بسيطة تجمع بين الخوف والسيطرة، بدأت التجارب بتخفيف ألم الحقن بواسطة الاهتزاز والتبريد ونجحت، حتى أن أحد المتعافين من إدمان الأفيونات تمكن من استبدال ركبة كاملة بهما دون الأفيون.
الاهتزاز يقفل بوابة الألم والبرودة تنتقل للدماغ بواسطة الموصل العصبي فيقلل الأحاسيس القادمة من كل مكان فينخفض الألم ويضاف لهما الإلهاء أو إشغال النفس عن التفكير في الألم، إن إشغال منطقة اتخاذ القرار في المخ يمنعها من ملاحظة الخوف فيقل الشعور بالألم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي