إفريقيا هي مستقبل التعددية «2 من 2»

لمواصلة الحديث عن الجوانب الاقتصادية للقارة الإفريقية ومؤشرات نموها المستقبلية على نحو مماثل، في حين تقاسم أغلب المستجيبين في معظم الدول المشاركة وجهات نظر بعينها فيما يتصل بضرورة التغيرات العالمية، فإن هذه الأغلبية كانت في عموم الأمر هي الأكبر في إفريقيا ذات الموارد الاستثمارية الطبيعية. على سبيل المثال، كان المستجيبون الأفارقة، بقيادة أولئك في دول، مثل نيجيريا وكينيا، الأكثر ميلا إلى القول "إن حقوق الإنسان تعكس قيما أؤمن بها"، وبين الأكثر ميلا إلى الموافقة على أن "أدوات مثل حظر السفر وتجميد الحسابات المصرفية سبل مفيدة لجلب منتهكي حقوق الإنسان إلى العدالة"، فالمعالجة عليها كثير من علامات الاستفهام والتساؤلات.
اتفق الأفارقة، أكثر من غيرهم من المستجيبين في قارات أخرى، على أن الدول ينبغي لها أن تفتح طرقا أكثر أمانا وقانونية للاجئين، ولا بد من ضرورة تسهيل إجراءات اللاجئين الذين يعانون في دولهم صراعات سياسية وعرقية واضطهادا إنسانيا عميقا. كما دعموا بقوة إعادة التوازن إلى المؤسسات الدولية وكيفية الاستفادة من خدماتها وأدواتها لمعالجة الأزمات التي تواجه تلك الدول، خاصة الاقتصادية والمشاريع التنموية ومشاريع البنية التحتية من طرق ووسائل نقل مختلفة بحرية وبرية وجوية. ودعا كثيرون منهم إلى تمكين الدول الأدنى دخلا من الإدلاء بصوت أكبر في عملية صنع القرار العالمي.
كانت سبع من المجموعات الوطنية العشر الأكثر تأييدا لعبارة "ينبغي للدول الأعلى دخلا أن تقدم قدرا أكبر من المال للبنك الدولي في إفريقيا". وعدم إيثار الدول الأخرى التي تقع في أوروبا وآسيا التي تمتلك مقومات من دول القارة الإفريقية.
في مجملها، تشير هذه النتائج إلى أن إفريقيا تشبه بقية العالم، بل أكثر من ذلك قليلا. ولأن القارة تقف على الخطوط الأمامية لما يسمى "الأزمة المتعددة"، فإن الأفارقة يتحملون ضغوطها بشكل أكثر مباشرة من أغلب الناس. لكنهم أيضا أكثر ميلا إلى اعتناق الحلول الضرورية، مثل إصلاح هياكل الإدارة العالمية والبنية المالية الدولية، وتثبيت استقرار الاتكالية المتبادلة التي أصبحت فوضوية اليوم، وتنفيذ استثمارات جديدة ضخمة في مجالات التنمية المستدامة.
على المستوى العالمي، يشير الاستطلاع إلى أن الناس أكثر مبادرة وجرأة في توقعاتهم بشأن التعددية مقارنة بقادتهم السياسيين. إنهم يريدون حلولا دولية فعالة للمشكلات الملحة التي تواجههم في حياتهم. ولن نجد هذا في أي مكان آخر أصدق مما هو عليه في إفريقيا. فهذه القارة السمراء تاريخيا تعاني مشكلات اقتصادية متعددة على الرغم من وجود مواد خام طبيعية يستفيد منها العالم الآخر، خاصة الدول الصناعية الكبرى، فهذه القارة تتميز بالمعادن الثمينة، مثل: الذهب والنحاس واليورانيوم والألمنيوم ومعادن أخرى، إضافة إلى المنتجات الزراعية ذات القيمة الغذائية.
من منظور أمثالنا من الباحثين عن أبطال للمستقبل وأفكار للإصلاح متعدد الأطراف، من الواضح أننا يجب أن ننظر إلى ما هو أبعد من المشتبه فيهم المعتادين -الحكومات الغربية التي تحمي سلطانها وامتيازاتها بتعصب وحماس- وأن نستفيد بدلا من ذلك من نبع الجنوب العالمي. فهناك يكمن المستقبل.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي