رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أحلام الحيوانات

يعيش البشر حالة من الانفصال عندما يدخلون في النوم وتشكل هذه الحالة عالما مجهولا وجذابا للعلماء، تدور حوله كثير من الدراسات، وامتد شغفهم من عالم البشر إلى عالم الحيوانات وكان السؤال الرئيس هل تحلم الحيوانات مثلنا؟
يستطيع البشر التعبير عن أنفسهم وأحلامهم أما الحيوانات فلا، لكن أجسادها تفعل، فبملاحظة ردات فعل الحيوانات يمكن استنباط أنها تحلم، وحتى يمكن معرفة إذا كان حلما سعيدا أم يرى كابوسا. لقد كانت وما زالت الحيوانات وسلوكها محط اهتمام البشر ودراسات العلماء منذ ما يقرب 2500 عام! ذكر ذلك أرسطو في كتابه تاريخ الحيوانات فقد لاحظ أن الحيوانات تنبح أثناء نومها وعزى ذلك إلى أحلامها، أما الشاعر الروماني "لوكريتيوس" فقد لاحظ أن كلبه -أعزكم الله- حين ينام بجوار النار تتحرك عيناه بسرعة وترتعش ساقاه كما لو كان يطارد فريسة في المنام.
تمتلك عديد من الحيوانات الكبيرة أدمغة وخلايا عصبية معقدة مثل البشر، وهي الخلايا التي تساعد على انتقال المعلومات عبر الدماغ والجهاز العصبي عن طريق توليد إشارات كهربائية مستمرة حتى أثناء النوم. وبوساطة جهاز تخطيط كهربائية الدماغ يقوم العلماء بدراسة النوم ومراقبة التغيرات في الأنماط الكهربائية للدماغ، فأجسادنا خاصة عضلاتنا تظل نشطة إلى حد ما عندما ننام، وعندما يستيقظ البشر من النوم يتذكرون أحلامهم ويصفونها بكل دقة، بل يسعون إلى تفسير رموزها وإشاراتها، أما الحيوانات فتعجز عن الحديث عن أحلامها، فكيف يمكننا على وجه اليقين معرفة إن كانت تحلم أم لا؟
لا يمكننا معرفة أحلام الحيوانات، ولكن يمكننا التنبؤ بالمشاهد أو الأصوات أو الأنشطة التي تحدث في عقولها النائمة. ويتم ذلك من خلال ملاحظة كيف تنشط خلايا دماغها أثناء "الحلم"، ومقارنة تلك الأنماط بحالة استيقاظ الحيوان، قام باحثان من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بدراسة على الفئران، لمعرفة ما يجري في أحلامها، واكتشفا أن الفئران كالبشر، لديها أحلام عن المستقبل حيث قد تستكشف أماكن جديدة. وفي بحث آخر أجراه علماء من جامعة شيكاغو درسوا فيه أدمغة العصافير، توصلوا إلى أنها تحلم بالتغريد خلال نومها، فتنشط المنطقة المسؤولة عن إطلاق الصوت في ذلك التوقيت!
لا يمكن بالضبط معرفة تفاصيل أحلام الحيوانات، لكن يمكننا أن نعلم نوعية ما تراه خلال أحلامها بشكل عام، استنادا إلى الطريقة التي تستخدمها تلك الحيوانات في حياتها، وما تعتمد عليه من حواس في عيشها، فمثلا تقوى حاستا السمع والشم عند الفئران، لذا أحلامها مزيج من الأصوات والروائح، أما القطط فهي مثلنا تبصر في أحلامها أكثر مما تسمع أو تلمس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي