نمو الإنفاق على تقنية المعلومات في المنطقة خلال 2024 مدعوما بالذكاء الاصطناعي

في العام المقبل، يتوقع أن يشهد قطاع تكنولوجيا المعلومات على مستوى المنطقة زيادة ملحوظة في الإنفاق، وذلك بفضل التحول المتسارع نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي AI على نطاق واسع، وتتعدد التطبيقات والفوائد المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما يجعله عاملا حاسما في تعزيز النمو وتحسين الكفاءة في مجال التكنولوجيا.
وفقا لأحدث التوقعات، سيشهد 2024 زيادة كبيرة في الإنفاق على تقنية المعلومات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يتوقع أن تمتلك 40 في المائة من تطبيقات المؤسسات الذكاء الاصطناعي المدمج، مقارنة بأقل من 5 في المائة في 2020، يعزى هذا النمو إلى عد الشركات الذكاء الاصطناعي أداة حاسمة لتعزيز تجربة العملاء وتحقيق النتائج الاستراتيجية، وتدرك الشركات في جميع أنحاء العالم أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز الابتكار وتحقيق التنافسية، ومن المتوقع أن يستثمر القادة التنفيذيون في مجال التكنولوجيا في عديد من الحلول والتطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل تحليلات البيانات المتقدمة، والتعلم الآلي، والروبوتات المتحركة، والتحكم الصوتي، والمساعدات الافتراضية.
وتلعب التكنولوجيا الذكية دورا حاسما في تحويل العمليات التجارية وتحسين الكفاءة وتعزيز تجربة العملاء، ويعد الذكاء الاصطناعي أداة فاعلة لتحليل وتفسير البيانات الضخمة بسرعة ودقة عالية، ما يساعد الشركات على اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على أساس دقيق ومعرفة معمقة بسلوك العملاء واحتياجاتهم، إضافة إلى ذلك، يسهم الذكاء الاصطناعي في تقديم تجربة شخصية وفريدة للعملاء، ويمكن للشركات متابعة تفاعل العملاء وتحليل سلوكهم لتقديم خدمات ومنتجات مخصصة وفقا لاحتياجاتهم الفردية.
من المتوقع أن يؤدي هذا التحول في استخدام التكنولوجيا إلى زيادة الطلب على الحلول الذكية والمبتكرة. وبالتالي، سيتم توجيه مزيد من الاستثمارات نحو تطوير وتحسين التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ما يدفع بنمو الإنفاق في هذا المجال.
وحول الإنفاق على مستوى المنطقة، فمن المتوقع أن ينمو الإنفاق بالمجمل على تقنية المعلومات من 176.824 مليار دولار في 2023 ليصل إلى 183.814 مليار دولار في 2024، ومن حيث القطاعات، ستشهد جميع قطاعات تقنية المعلومات نموا ملحوظا خلال العام المقبل، حيث سينمو قطاع أنظمة مراكز البيانات 1.9 في المائة ليصل الإنفاق عليه إلى 3.852 مليار دولار، فيما سيشهد قطاع البرمجيات نموا كبيرا مدعوما بالذكاء الاصطناعي بنسبة 12.3 في المائة ليصل الإنفاق إلى 15.110 مليار دولار، أما قطاع الأجهزة فسيشهد نموا طفيفا بنسبة 0.6 في المائة ليصل الإنفاق عليه إلى 27.439 مليار دولار، في حين ستنمو خدمات تقنية المعلومات بنسبة 11.1 في المائة ليصل الإنفاق عليها إلى 19.814 مليار دولار، أما خدمات الاتصالات والشبكات فلها النصيب الأكبر من الإنفاق الذي سيصل إلى 117.598 مليار دولار، ونمو في العام المقبل بنسبة 2.7 في المائة.
ومع زيادة الإنفاق على تقنية المعلومات في 2024، ستتطور عديد من الصناعات والقطاعات بوتيرة أسرع، فمن المتوقع أن يستفيد القطاع المصرفي والتجارة الإلكترونية والرعاية الصحية والنقل والتصنيع وغيرها من الاستثمارات الكبيرة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. سيتم تحسين العمليات الأساسية وتحقيق توفير في التكاليف وتحسين التنبؤ وتقديم خدمات أفضل للعملاء.
ويمكن أن ترجع عودة النمو في إنفاق الأجهزة إلى عوامل متنوعة مثل الطموح المتزايد للمستهلكين في المنطقة لامتلاك الهواتف الذكية، وحملات التسويق لإطلاق منتجات جديدة من العلامات التجارية الراقية، والانتقال الواضح نحو شبكات الجيل الخامس لتحسين التغطية والسرعة والاستقرار، كما تسهم القدرة الشرائية المرتفعة من خلال زيادة إمكانية الوصول إلى خيارات التمويل - مثل خيار "اشتر الآن وادفع لاحقا" - إضافة إلى زيادة عدد طرق إجراء المدفوعات الرقمية من خلال الهواتف الذكية في استعادة النشاط في هذا القطاع.
ويقوم القادة الناجحون في الأعمال وتقنية المعلومات في المنطقة بتوظيف منهجيات مرنة في مبادراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي الإنتاجي، مع التركيز على الاختبار والتحسين السريعين والتخلص من حالات الاستخدام ذات التأثير المنخفض، وحاليا، تقوم معظم المؤسسات في منطقة "مينا" باستكشاف إمكانات GenAI من خلال التركيز على حالات الاستخدام الناشئة.
وفي المستقبل، من المتوقع أن يحدث تكامل حذر ولكن مدروس لـGenAI بينما تستمر الشركات المحلية في تطوير استراتيجياتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتحديد حالات الاستخدام المحددة، وسيتم تسهيل ذلك في المقام الأول من خلال ترقيات للأدوات المدرجة بالفعل في الميزانيات التكنولوجية الحالية.