تفجير «نورد ستريم» ما زال لغزا بعد عام على وقوعه .. قرار مرتقب بحلول 2024

تفجير «نورد ستريم» ما زال لغزا بعد عام على وقوعه ..  قرار مرتقب بحلول 2024

تحاول عديد من التحقيقات فك لغز تفجير خط أنابيب غاز نورد ستريم، الحدث الجيوسياسي البارز الذي وقع في بحر البلطيق قبل عام، في سياق حساس للغاية، بسبب الحرب في أوكرانيا.
وخيمت أجواء صادمة عندما تم رصد أربع نقاط لتسرب هائل للغاز بعد انفجارات تحت الماء في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 المصممين لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، في 26 سبتمبر.
وحينها، كانت موسكو قد قطعت إمدادات الغاز عبر نورد ستريم 1، على خلفية مواجهة حول الطاقة مع الدول الأوروبية التي تدعم أوكرانيا، وفقا لـ"الفرنسية".
أما خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي أثار خلافا بين برلين وواشنطن لأعوام عديدة، فقد اكتمل بناؤه في نهاية 2021، لكنه لم يوضع في الخدمة قط.
وتوجد مرافق البنية التحتية المقدرة بمليارات اليوروهات في قاع البحر. ورصدت نقاط التسريب كلها في المياه الدولية، قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية وسواحل جنوب السويد. ولم تثمر حتى الآن أي من التحقيقات القضائية الثلاثة التي فتحتها ألمانيا والسويد والدنمارك بشكل منفصل.
في أبريل، قال ماتس ليونجكفيست المدعي العام السويدي: إن "الفرضية الرئيسة تفيد بأن دولة ما تقف وراء" هذا التفجير، مضيفا أن مرتكبيه يعلمون "جيدا أنهم سيتركون آثارا".
وأكد مكتب المدعي العام الألماني أنه "لا يمكن حاليا الإدلاء بتصريحات موثوقة" بشأن هوية مرتكبي الهجوم ودوافعهم، ولا "حول مسألة الحصول على دعم دولة ما". وعد كريستشن مولينج الخبير في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية أنه "إما لا توجد فرضية جيدة بما فيه الكفاية، وإما أن الأمر حساس من الناحية السياسية".
لكن المدعي العام السويدي صرح أنه "في المرحلة النهائية من التحقيق"، معربا عن أمله في التوصل إلى "قرار" بحلول 2024.
وتحاول وسائل إعلام استقصائية تسليط الضوء على تفاصيل عملية معقدة للغاية، من خلال بعثات للاطلاع على الوضع بعضها تستخدم مسيرات غواصة أو خبراء وعملاء سابقين في الاستخبارات وفرضيات على صلة بوارسو إلى شبه جزيرة القرم مرورا بمولدافيا.
في مطلع مارس، نسبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية استنادا إلى معلومات حصلت عليها الاستخبارات الأمريكية، العملية التخريبية إلى "جماعة موالية لأوكرانيا" دون أن يكون للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يد فيها.
وفي الوقت نفسه، أعلنت النيابة الألمانية فتح تحقيق بشأن قارب يشتبه في أنه قام بنقل المتفجرات.
ولتتبع هذه الفرضية، عمدت وسيلتا الإعلام "شبيجل" و"زي دي إف" الألمانيتان إلى استئجار هذا القارب الشراعي المسمى "أندروميدا" ويبلغ طوله 15 مترا، للإبحار على خطى الرحلة التي قام بها، بحسبهما، طاقم أوكراني مكون من خمسة رجال وامرأة، من ميناء روستوك الألماني إلى ساحل جزيرة بورنهولم الدنماركية.
ونقلت "شبيجل" عن ضابط سابق في الاستخبارات البحرية البريطانية أنه يشتبه بسفينة علمية روسية، هي سيبيرياكوف، في حين أشارت صحيفة "إنفورماسيون" اليومية الدنماركية إلى أن سفينة من طراز "إس إس -750" وهي سفينة تابعة للبحرية الروسية متخصصة في العمليات تحت الماء، كانت موجودة قرب موقع التخريب قبيل الانفجارات.
ونفت كل من أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة بشدة أي مسؤولية لها عن العملية. وفي يونيو، ذكرت تقارير إخبارية أن الاستخبارات العسكرية الهولندية أبلغت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) بوجود خطة أوكرانية لتفجير خط أنابيب الغاز.

الأكثر قراءة