معدتك تناجي عقلك

من منا لم يحاول أن ينقص وزنه عشرات المرات، باستخدام أنواع مختلفة من الحميات والأدوية والأعشاب والإبر، وفي النهاية لجأ إلى قص أو تحوير أو كرمشة المعدة أيا كان مسماها، لقد أصبحت موضة وحلا سريعا هي وإبرة الساكسندا والأوزومبيك. ومع كل هذه المحاولات والجهود لإنقاص الوزن بمجرد أن تتوقف عن استخدامها يعود وزنك أضعافا مضاعفة حتى مع قص المعدة، كثيرون عادوا، واسألوا المتكممين!
إذن، أين الحل؟ وكيف نتخلص من الأوزان التي أثقلت كاهلنا؟ في الواقع أن وزنك يعتمد على الكمية التي تأكلها والطاقة التي تحرقها. ويجهل كثير منا أن عقولنا هي المتحكم الرئيس في هاتين العمليتين وبدون وعي منا، فأنت مثلا لا تنسى أن تتنفس لأنك منشغل بمشاهدة فلمك المفضل، أنت تتنفس رغما عنك لا إراديا، لأن عقلك يدير تصرفاتك حسب احتياج جسدك!
يمتلك دماغك أيضا إحساسه الخاص بما يجب أن يكون عليه وزنك بغض النظر عن عقلك الواعي، هناك أكثر من 12 إشارة كيميائية في الدماغ تخبر الجسم أن يكتسب الوزن، ومثلها تخبر جسمك أن يفقده، ويعمل النظام مثل جهاز تنظيم الحرارة الذي يحافظ على درجة حرارة معينة لمنزلك مهما كانت درجة الحرارة في الخارج، يستجيب للإشارات من الجسم عن طريقة ضبط الجوع والنشاط والتمثيل الغذائي، لأجل إبقاء وزنك مستقرا عندما تتغير الظروف. وهكذا يفعل دماغك عندما تفقد كثيرا من وزنك، حيث يتعامل مع جسدك على أنه يعاني الجوع ويحاول بشتى الطرق أن يعوضك عن ذلك ببعث إشارات تقلل استهلاك جسدك للطاقة. لقد وجد الدكتور رودي ليبيل من جامعة كولومبيا أن الناس الذين فقدوا 10 في المائة من وزن أجسادهم يحرقون 250 إلى 400 سعرة حرارية أقل، لأن عملية التمثيل الغذائي لديهم توقفت. وهذا يعني أنه لزاما على من فقد وزنه أن يقلل كمية طعامه عن أي شخص له الوزن نفسه، ولكنه في الأساس نحيف.
الذين يراقبون أكلهم باستمرار عرضة لزيادة الوزن أكثر من الذين يأكلون حسب ما يحتاجون فقط، لقد توصل الباحثون إلى أن معظم الذين اتبعوا الحميات استعادوا أوزانهم وأكثر بعد خمسة أعوام، والسؤال الملح هنا، إذن، ماذا نفعل؟ والحل يكمن في الأكل بوعي، استمع إلى إشارات أو حديث جسدك. كل عندما تجوع، وتوقف عند أول إشارة للشبع، دع جسدك يخبرك بما يريد، راقبه عندما تأكل، افهم ما الذي يناسبه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي