دوامة النوافذ المنبثقة اللانهائية
هل تحب النوافذ المنبثقة على الإنترنت؟ بالطبع لا. من يريد أن يقاطعه شيء ما باستمرار؟
يواجه فتح موقع ويب في المملكة المتحدة هجوما من النوافذ المنبثقة التي تطلب منك الموافقة على ملفات تعريف الارتباط والاشتراك في قائمة بريدية والتحدث إلى روبوت دردشة. يحتوي بعضها على مقاطع فيديو تبدأ التشغيل تلقائيا، تجلجل الموسيقى وتبطئ الموقع.
النوافذ المنبثقة نقيض تجربة المستخدم الجيدة. فهي ليست مزعجة فحسب، بل متلاعبة عادة. أصبح إغلاقها صعبا عمدا. رفض كل ما يعرضونه يتطلب أحيانا النقر للوصول إلى موقع جديد. بمجرد أن ترى مئات من هذه الإشعارات، تقل احتمالية قراءة ما تقوله ومن المرجح أن تحاول إيجاد طريقة للتخلص منها في أقرب وقت ممكن، حتى لو كان ذلك يعني الإقرار بالتنازل عن خصوصيتك.
في قلب خيارات التصميم الفظيعة هذه، يقع قطاع الإعلانات الرقمية بمليارات الدولارات، ولا تزال هي الطريقة الافتراضية لدعم المحتوى عبر الإنترنت. ابتكرت النوافذ المنبثقة لإرضاء المعلنين.
هذا العام، أجريت مقابلة مع الرجل الذي اخترعها، إيثان زوكرمان أستاذ في جامعة ماساتشوستس في أمهيرست. لكنه كان جزءا من الفريق المؤسس لشركة تسمى تريبود.كوم في أواخر التسعينيات. استضافت "تريبود" محتوى ينشئه المستخدم مدعوما بإعلانات. المشكلة كانت أن المعلنين قلقوا أحيانا بشأن وضع إعلاناتهم بجانب محتوى قد يتعارض معها. كان الحل الذي طرأ على زوكرمان هو فصل الاثنين إلى نوافذ مختلفة، وبهذه الطريقة يمكن أن يظهر إعلان أمام صفحة دون أن يكون فيها مباشرة. قال: "صفحتك الرئيسة في نافذة واحدة، والإعلان في نافذة مختلفة. الجميع سيكونون سعداء. تنبيه حرق الأحداث، لا أحد سعيد".
من وجهة نظر المعلنين كانت ضربة عبقرية. أصبحت إعلاناتهم أكثر جذبا للانتباه، كرهها مستخدمو الإنترنت. هذا الاختلاف في وجهات النظر يمكن أن يسري بناء على تصميم موقع الويب. الصفحات القبيحة والمزدحمة هي عادة نتاج الإعلانات. المواقع الفارغة وسهلة الاستخدام لا تحظى بالجاذبية نفسها عند المعلنين أو تحتوي على النص الذي تحبه خوارزميات محرك البحث.
حتى بعد أن أدخلت المتصفحات عمليات حظر تلقائية منعت الإعلانات المنبثقة، انتشرت النوافذ المنبثقة. هذا لأنها ليست نوافذ منفصلة دائما، بل هي تراكب فوق النافذة التي تنظر إليها.
أقل ما أفضله هو ملف تعريف الارتباط المنبثق. ملفات تعريف الارتباط هي أجزاء من التعليمات البرمجية التي تسمح للمواقع بتتبعك عبر الإنترنت لتجمع البيانات. إنها أساس الإعلانات المخصصة، هي السبب في أنك تشاهد عادة إعلانات للشيء الذي اشتريته للتو. إذا سمحت لهم، فسيتتبعونك في كل مكان، ويشاهدون مواقع الويب التي تزورها والمنتجات التي تشتريها وعنوان بروتوكول الإنترنت الخاص بك وموقعك الجغرافي.
في الأعوام الأخيرة، بذلت محاولات للتصدي لهذا التتبع الغازي. تقضي اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي بأن تخبر الشركات مستخدمي الإنترنت عندما تتعقبهم وتمنحهم الفرصة لتعطيله. لسبب ما، قررت الشركات أن أفضل طريقة لذلك هي النوافذ المنبثقة. تم تصميم معظمها بطريقة قبول تتبع فيها سهل، ورفضه يستغرق وقتا طويلا.
في الشهر الماضي، قال مكتب مفوضية المعلومات وهيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة إنهما سينظران في تصميم مواقع الويب، بما فيها النوافذ المنبثقة، لمعرفة ما إذا كان لها تأثير سلبي. احتمال فرض منع كامل غير مرجح. قبل أن تتمكن من قراءة أفكار مكتب مفوضية المعلومات، عليك أولا النقر على الموافقة في مربع ملفات تعريف الارتباط المنبثق.