تألق النواب أكثر من مرؤوسيهم .. لم لا؟
كان من المفترض أن نشعر بالاطمئنان عندما أعلن تقرير الأسبوع الماضي عن خلل الحاسوب الذي أدى إلى إعاقة رحلات آلاف المسافرين جوا خلال العطلة الرسمية في أغسطس، إنه حدث "واحد من بين 15 مليونا".
تعطلت مئات الرحلات الجوية عندما تعطل نظام مراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة بشكل مفاجئ بعد تلقيه خطة طيران لم يتمكن البرنامج من معالجتها.
قال التقرير إن هذه المرة الأولى لبرنامج تمكن من التعامل مع أكثر من 15 مليون خطة طيران في الأعوام الخمسة الماضية.
لكن من الصعب أن تشعر بالطمأنينة حقا بالنظر إلى عدد المرات التي يحدث فيها هذا النوع من الأشياء خلال فترات العطل.
تسببت البوابات الإلكترونية الضعيفة لجوازات السفر، وأنظمة تسجيل الدخول المتعطلة لشركات الطيران وغيرها من مشكلات تكنولوجيا المعلومات، في إطلاق العنان لفوضى السفر خلال فترات ذروة العطلات في المملكة المتحدة ست مرات على الأقل منذ 2017. كان تسجيل الوصول لقطار يوروستار أو عبارة دوفر بمنزلة محنة أثناء الإجازة في بعض الأحيان.
كل إخفاق تعيس هو كذلك لأسبابه الخاصة. تعد أنظمة تكنولوجيا المعلومات القديمة والمعقدة والصعبة مصدرا قاس للبؤس، وليس فقط في وقت الإجازات.
لكن من الصحيح أيضا أن إحدى الحقائق غير المعلنة عن الحياة العملية هي أن كثيرا من كبار المديرين يتوجهون إلى الشاطئ أثناء العطلات، تاركين وراءهم موظفين أقل خبرة يتولون المسؤولية.
وبما أنني كنت عضوا في عدة من الفرق المساندة في حياتي المهنية السابقة كنائبة لمحرر الأخبار، فأنا أعلم أن وجود الفريق النائب عن المسؤولين التنفيذيين ليس أمرا مثاليا دائما.
وكما يعلم النواب جيدا، فإن أحد الأشياء المملة المتعلقة باضطرارك إلى إدارة العمليات بنفسك هو أنه ليس لديك نائب. إضافة إلى ذلك، نظرا إلى كونك نائبا وليس رئيسا، فليست لديك دائما السلطة لإنجاز الأمور المهمة بسرعة.
لا شيء من هذا مهم عندما يكون كل شيء يسير بسلاسة. لكنني ما زلت أتذكر أنني تلقيت توبيخا مستحقا بسبب التقليل من شأن قصة مهمة خلال فترة عطلة، وهو خطأ كان من المؤكد تقريبا تجنبه لو كان هناك مزيد من الرؤساء.
لكن على الجانب الإيجابي، لم يمت أحد. هذه هي الحالة عموما مع أعطال الصحف، لكن ليس في أماكن العمل الأخرى.
مر أكثر من 20 عاما منذ اكتشف الباحثون في عدة دول أن المرضى الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات في عطلة نهاية الأسبوع كانوا أكثر عرضة للوفاة من أولئك الذين يدخلون خلال أيام الأسبوع.
وكان من المفترض على نطاق واسع أن "تأثير عطلة نهاية الأسبوع" القاتل هذا كان سببه وجود عدد أقل من المتخصصين في المستشفيات الذين يعملون في عطلات نهاية الأسبوع، ما يعني أن مزيدا من الموظفين المبتدئين كانوا يقدمون رعاية أقل مثالية.
لكن بعض الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الصورة أكثر تعقيدا. حيث أكدت إحدى الدراسات الكبيرة التي أجريت على مستشفيات المملكة المتحدة ونشرت في 2021، أن الأشخاص الذين تم إدخالهم في عطلات نهاية الأسبوع كانوا بالفعل أكثر عرضة للوفاة 16 في المائة من أولئك الذين يدخلون خلال الأسبوع. ووجدت أيضا أن هناك نحو نصف عدد المتخصصين المتاحين لكل شخص في أيام الأحد مقارنة بأيام الأربعاء.
لكنها فشلت في إثبات وجود صلة واضحة بين أعداد المتخصصين الموجودين ومعدلات الوفيات. في الواقع، تبين أن الرعاية في المستشفيات تكون بالجودة نفسها أو أفضل قليلا في عطلات نهاية الأسبوع. كان أحد الاختلافات الواضحة هو أن الأشخاص الذين يتم إدخالهم في عطلات نهاية الأسبوع يكونون مصابين بأمراض أكثر خطورة من أولئك الذين يتم إدخالهم خلال الأسبوع.
ومن الجدير أن تتذكر هذا إذا كنت عضوا في فريق مساند. وكذلك حقيقة أن كونك بديلا يوفر لك فرصا للتألق، أو التفوق، على الشخص الذي تحل محله.
بالفعل، قد تكون مجموعة الموظفين البدلاء أفضل كثيرا من الرؤساء الذين يقضون إجازة في الوقت الخطأ، كما اكتشف كثير من الزعماء أثناء الانسحاب الدولي الفوضوي من أفغانستان.
عندما سيطرت طالبان على كابول في منتصف أغسطس 2021، كان رئيس وزراء المملكة المتحدة آنذاك، بوريس جونسون، ووزير خارجيته، دومينيك راب، وكبير موظفي الخدمة المدنية في وزارة الخارجية، فيليب بارتون، جميعهم في إجازة.
واجه راب دعوات للاستقالة مع دخول أفغانستان في حالة من الفوضى. قال بارتون في وقت لاحق إنه نادم على عدم العودة عاجلا.
وأخبر لجنة تحقيق برلمانية: "أعتقد أنه كان ينبغي علي أن أكون أكثر حضورا مع موظفينا الذين كانوا يعملون على حل الأزمة. وكان ينبغي أن يروني مشاركا بشكل واضح".
في النهاية، الدرس هنا بسيط. ينبغي أن تكون الفرق النائبة دائما قادرة ومزودة بموارد جيدة قدر الإمكان وأن بعضها سيكون أكثر مهارة من المتوقع. لكن الفرق الرئيسة بحاجة إلى معرفة أنه ستظل هناك أوقات يتعين عليها فيها التخلي عن الشاطئ والعودة إلى المكتب دون تأخير.