رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الاستفادة من دروس فيروس كوفيد - 19 «2 من 2»

لقد ارتكب الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ الخطأ نفسه، حيث إن نسبة ضئيلة فقط من مؤلفي تقاريره هم من إفريقيا. كما أكدت في مكان آخر، يجب أن يكون القادة من إفريقيا، في قلب عمليات صنع القرار.
ثالثا، على الحكومات اتخاذ خطوات لمكافحة المعلومات الخاطئة والمضللة. لقد انتشرت الأخبار والشائعات الكاذبة خلال الجائحة، ما أدى إلى وباء المعلومات "انتشار معلومات مغلوطة" ـ فائض من المعلومات المشروعة والمضللة على حد سواء. ومع وجود ما يقرب من خمسة مليارات مستخدم في جميع أنحاء العالم، عملت منصات شبكات التواصل الاجتماعي على تسريع انتشار الادعاءات المزيفة حول فيروس كوفيد - 19. مع ذلك، يمكن لصناع السياسات والأكاديميين أيضا استخدام هذه المنصات لتوضيح الحقائق ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
لتوعية عامة الناس بشأن تغير المناخ، وعواقبه، وكيفية بناء عالم أكثر مراعاة للبيئة، ينبغي لمزيد من العلماء وغيرهم من الخبراء نشر مقالاتهم على منصات شبكات التواصل الاجتماعي والتواصل مع مستخدمين آخرين. ما يثير القلق أن ما يقرب من نصف المستخدمين الذين ينشرون تغريدات على موقع "إكس" -تويتر سابقا- بانتظام، حول ظاهرة الاحتباس الحراري والتنوع البيولوجي، قد توقفوا عن القيام بذلك بعد ستة أشهر من استحواذ إيلون ماسك عليه، ما أوجد مساحة أكبر لتفشي المعلومات الكاذبة والمزيفة.
رابعا، ينبغي لجميع الدول أن تدفع نصيبها العادل في جهود الاستجابة العالمية. خلال الجائحة، تم تشجيع الدول الغنية على توفير التمويل لمساعدة الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل على الوصول إلى اللقاحات والاختبارات والأدوية الخاصة بفيروس كورونا، مع تحقيق نتائج متباينة.
في العام الماضي، اتخذ مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 27" خطوة مهمة من خلال إنشاء صندوق الخسائر والأضرار للدول النامية التي تواجه آثار الاحترار العالمي. لكن على الرغم من أن هذا الإجراء الذي يستحق الثناء، إلا أن على الدول الضعيفة أيضا تحسين التسيير ومكافحة الفساد للحد من آثار تغير المناخ. على سبيل المثال، يتم تهريب ما قيمته تسعة مليارات دولار من الذهب إلى خارج نيجيريا سنويا. وكان بإمكان الحكومة استثمار تلك الإيرادات المفقودة في المشاريع البيئية، مثل منع الانهيارات الأرضية في نانكا.
أخيرا، يكون تخزين الموارد عديم الجدوى عند معالجة الأزمات ذات النطاق العالمي حقا. خلال جائحة فيروس كوفيد - 19، تسبب عديد من الدول في الشمال العالمي في تفاقم عدم المساواة من خلال تخزين معدات الحماية الشخصية، والاختبارات، واللقاحات، والعلاجات، والتشبث بتدابير حماية الملكية الفكرية. مع ذلك، فإن الأمراض المعدية لا تحترم الحدود، وكذلك بالنسبة إلى تغير المناخ. تعاني كل دولة في العالم عواقبه المدمرة، ولو بأشكال مختلفة.
يتطلب التصدي لتغير المناخ رؤية وفهم المجتمع العالمي بوصفه كيانا واحدا. لدى قبيلتي في نيجيريا، الإجبو، عبارة تؤكد أهمية العمل الجماعي. وهذا يعني "نحن أقوى معا عندما نكون متحدين". لقد أظهرت جائحة كوفيد - 19 ضرورة وجود نموذج عادل للحوكمة العالمية إذا أردنا أن يكون لدينا أمل في توريث كوكب صحي وسليم للأجيال القادمة.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي