شركات المحاماة .. الساحة الأحدث في معركة صراع التنوع
يستهدف الشخص الذي خطط وهندس انتصار المحكمة العليا ضد التمييز الإيجابي في الجامعات الأمريكية الآن ممارسات التوظيف في أكبر شركات المحاماة في البلاد، في حيلة استراتيجية يمكن أن تمهد الطريق لتحديات واسعة النطاق أمام برامج التنوع والشمول في الشركات الأمريكية.
رفع إدوارد بلوم، وهو ناشط محافظ ربح في يونيو معركة استمرت عقودا لإنهاء عمليات القبول في الجامعات الأمريكية بناء على العرق، دعوى قضائية ضد شركتي بيركنز كوي وموريسون فورستر العالميتين، بحجة أن الزمالات المرموقة مصممة لجذب المتقدمين "من الأقليات الأقل تمثيلا تاريخيا" غير قانونية. وقال لـ"فاينانشال تايمز" إنه يستعد لرفع دعاوى قضائية محتملة ضد شركات مشابهة "خلال الأسابيع المقبلة".
بينما قاد نشطاء آخرون، من بينهم ستيفن ميلر، وهو مستشار سابق لدونالد ترمب، جهودا لمقاضاة ممارسات التنوع في الشركات الكبرى مثل كيلوقز وستاربكس وتارجيت، ركز بلوم البالغ من العمر 72 عاما جهوده الأخيرة على مهنة المحاماة، التي يعدها ركيزة أساسية لضغط اكتسب زخما في الأعوام الأخيرة مع ظهور حركة "حياة السود مهمة".
قال بلوم: "على مدى الأعوام العشرة الماضية، خاصة مع مقتل جورج فلويد - تلك المأساة - رأينا شركات تشرع في سياسات مكآفات التوظيف المبنية على العرق، وهي السياسات التي تكون فيها مكافآت المديرين مرتبطة بنتائج عرقية محددة في توظيفهم وترقياتهم". وأضاف أن المستشارين الخارجيين "كانوا يشجعون حصص التنوع هذه في الشركات".
"إذا اضطرت شركات المحاماة إلى فتح برامج التدريب هذه لجميع الأجناس والأعراق، فيجب أن يتبع ذلك قيام (...) الشركات التي لديها برامج حصص مبنية على أساس عرقي في مساعيها للتوظيف بإنهاء ممارساتها هي الأخرى.
إن هذه التحديات هي أحدث جبهة في معركة قانونية حول شرعية برامج التنوع في الشركات، تم تضخيمها بقرار المحكمة العليا وأصبحت محور نقاش بين المحافظين الطامحين إلى ترشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
لاحقت منظمة بلوم الجديدة، "التحالف الأمريكي من أجل المساواة في الحقوق"، شركتي بيركنز كوي وموريسون فورستر، لأنهما كانتا "واضحتين تماما" بشأن معايير زمالات التنوع. قال بلوم: "هناك عشرات من الشركات الأخرى التي لديها سياسات مشابهة. لكن هاتين الشركتين كانتا الأكثر وضوحا وانكشافا في سياساتهما العامة. لا توجد طريقة يمكن لهاتين الشركتين القانونيتين تفكيك ما تفعلانه أو تعتيمه".
قالت "بيركنز" في بيان: إنها تخطط لمحاربة الدعوى، "بصفتنا شركة، نحن رائدون في الجهود الرامية إلى تعزيز التنوع والمساواة والشمول في مهنة المحاماة. إن التزامنا بهذه القيم يظل ثابتا". ولم تستجب "موريسون" فورستر لطلب التعليق.
الدعاوى القضائية المرفوعة ضد بيركنز كوي وموريسون فورستر تستند جزئيا إلى قانون يعود إلى حقبة الحرب الأهلية، القسم 1981، الذي يحظر التمييز العرقي في العقود التي تبرمها الهيئات العامة والخاصة.
وهي لا تعتمد بشكل مباشر على قرار المحكمة العليا 6-2 الصادر في يونيو في قضية "طلاب من أجل القبول العادل" ضد جامعة هارفارد، الذي نص أن سياسات القبول التي استمرت لعقود من الزمن غير دستورية. لكن الرأي المتوافق الصادر عن القاضي المحافظ نيل جورساتش في تلك القضية - الذي ذكر فيه أنه: "من غير القانوني دائما التمييز بين الأشخاص حتى ولو جزئيا بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي" - إن ذلك يوجد "مسارا من تحدي استخدام العرق لتحقيق التنوع في القبول في الجامعات إلى تحدي استخدام العرق لتحقيق التنوع في التوظيف والترقية في الشركات وما إلى ذلك"، كما قال بلوم.
كما شجع قرار المحكمة العليا المشرعين المحافظين عبر الولايات المتحدة. كتب السيناتور الجمهوري توم كوتون إلى عشرات من مكاتب المحاماة في يوليو، يحذرهم من "الاحتفاظ بالوثائق ذات الصلة تحسبا للتحقيقات والدعاوى القضائية" بشأن ممارسات التوظيف القائمة على العرق. في الأسبوع الماضي، طلب خمسة مدعين عامين جمهوريين الشركات الأمريكية الرائدة بـ"الإنهاء الفوري لأي حصص أو تفضيلات غير قانونية قائمة على العرق" أو المخاطرة "بالمحاسبة - عاجلا غير آجل".
قالت جين لي، رئيسة منظمة ماينورتي كوربورت كاونسل أسوسييشن ومديرتها التنفيذية، التي تدافع عن المجموعات الممثلة تمثيلا ناقصا، إن المجتمع القانوني "لم يتفاجأ" بالتحديات الأخيرة، خاصة بعد ترسخ الأغلبية المحافظة بنتيجة 3-6 في المحكمة العليا.
أضافت لي أنه في ردودهم على هذه الدعاوى القضائية، "سترى من الملتزم حقا بالتنوع والمساواة والشمول، وستعرف من كان يعني حقا ما قاله عندما أصدر تلك التصريحات بعد جورج فلويد".
وقالت إنه ينبغي للشركات "أن تفكر بشكل أكثر إبداعا" بشأن زيادة التنوع، بما في ذلك ضمان احتفاظها بموظفين متنوعين مدرجين بالفعل في كشوف المرتبات، وتوسيع جهود التوظيف.
من جانبه، قال بلوم إنه يؤيد أيضا توسيع الشركات "الاختيار من أجل العثور على أفراد مميزين بدلا من مجرد التركيز تركيزا صارما على العرق والإثنية".
"إن هناك شبابا أذكياء كثيرون من جميع الأعراق يتخرجون من كليات الحقوق الأقل تنافسية حيث يمكنك العثور على المواهب. ما عليك إلا أن تذهب وتبحث عنها"، كما قال.