الاستثمار في التدريب أولوية لن تخيب الآمال
قبل بضعة أعوام، قضيت صباحا ممتعا في إقالة عامل ذكر أكبر مني. ثم بعدها، مسلحة فقط بشهادة الثانوية العامة في علم الأحياء والكيمياء، صقلت مهاراتي الجراحية بالنظر من فوق كتف طبيب في غرفة العمليات. كان الأمر سهلا بما فيه الكفاية. لم أضطر حتى إلى ارتداء رداء العمليات.
لم ينطو على ذلك مخاطر كبيرة لأني لم أكن في الواقع أحاول معرفة كيف أبتر ساقا، بل كنت أجرب أحدث تطوير في التدريب المهني باستخدام نظارات الواقع الافتراضي.
غالبا ما توصف التكنولوجيا الجديدة بأنها الشيء الكبير التالي الذي يؤثر في التدريب. "ميتا" هي إحدى أحدث المنصات التكنولوجية التي تقدم حجة مؤيدة لتجديد التدريب على المهارات، حيث تقدم "ميتافيرس" الواقع الافتراضي والمعزز في بيئة تفاعلية.
قال كليج، رئيس الشؤون العالمية في "ميتا"، سابقا هذا العام: "تعد ميتافيرس بجعل التعلم عمليا أكثر. مع تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، يمكن للناس التعلم بالعمل، وليس فقط استيعاب المعلومات دون تحريك ساكن. هذا الأمر بإمكانه تغيير الطريقة التي نقدم بها مهارات جديدة وأدوات جديدة لتعلم الناس مدى الحياة في المستقبل".
عندما أفكر في صباح يوم الإقالة والجراحة، كان الفاصل هو العبث بالأدوات الجديدة بدلا من المحتوى. أخبرني مستشار تكنولوجي ذات مرة عن عميل أراد فقط بعض المنصات الجديدة المتطورة لبرنامجه التدريبي حتى لا يغط الناس في النوم.
قال: "هذا معيار منخفض جدا". لكنه أشار بعدها إلى أن معظم تدريب الشركات يسعى إلى أهداف منخفضة جدا.
التدريب على المهارات فيه مشكلة ما، قد يكون مملا إلى حد ما، أو الأسوأ، لا طائل من ورائه.
وفقا لبحث أجرته "سيتي آند جيلدز"، وهي منظمة تنمية مهارات مقرها المملكة المتحدة، وجد 59 في المائة من الموظفين أن محتوى تدريبهم غير "مثير أو جذاب". كما خاب سعي كثير في رؤية تأثير على تقدمهم الوظيفي وأدائهم في العمل، أو فهم قطاعهم ومؤسساتهم.
هذا أمر مؤسف. في منشور حديث، كتب ريان روسلانسكي، الرئيس التنفيذي لشركة لينكد إن، أن بحث موقع التواصل الاجتماعي "يظهر أن مجموعات المهارات اللازمة للوظائف قد تغيرت 25 في المائة تقريبا منذ 2015. بحلول 2027، من المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم. هذا يعني أن الوظائف تتغير عليك حتى لو لم تغير وظيفتك، تماما كما تتغير متطلبات الأعمال عليك حتى لو لم تغير أعمالك".
جادل تقرير نشره معهد التعلم والعمل، وهو مركز أبحاث، العام الماضي بأن المملكة المتحدة تخاطر "بالسير نائمة نحو ركود في المهارات" لأن الإنفاق على تدريب الموظفين انخفض أكثر من الربع من حيث القيمة الحقيقية بين 2005 و2019، من 2139 جنيها استرلينيا إلى 1530 جنيها استرلينيا سنويا.
يقول بن ويلموت، رئيس السياسة العامة في "سي آي بي دي"، الهيئة المهنية للموارد البشرية وتنمية الأفراد، إن هذا الانخفاض في الإنفاق على التدريب في مقر العمل يدل على أن الاستثمار في المهارات لا ينظر إليه على أنه أولوية في شركات كثيرة. يقول: "قد ترى مجالس الإدارة وفرق الإدارة الاستثمار في القوى العاملة على أنه تكلفة يجب تخفيضها بدلا من أن تكون محرك قيمة يمكن أن يعزز الابتكار والأداء".
يقول ستيفن إيفانز، الرئيس التنفيذي لمعهد التعلم والعمل: إن وضع الأمور في سياقها أمر مهم، "بجعل الأشياء متصلة بحياة الناس العملية. عليك جذب الناس في المقام الأول ثم إظهار سبب كونها ذات صلة".
في تقريره، أشار معهد التعلم والعمل إلى أن معظم الاستثمار في التدريب يميل إلى أن يكون غير رسمي، حيث إن "تكاليف الأجور التي تتحملها الشركات أثناء خضوع الموظفين للتدريب (...) مدرجة أحيانا في تقديرات استثمارات الشركة".
في حين قد يثبت هذا صلته ويضعه ضمن سياقه، فإني أخشى أن يظهر كسل أيضا في مثل هذا التدريب غير الرسمي. منذ خفت حدة الجائحة، كان هناك مطالبات ليعود الشباب إلى المكتب لأنهم، كما يقال، يفوتون فرص التدريب أثناء العمل. لكني أعتقد أن قيمة نموذج التدريب المهني هذا مبالغ فيها. إنه يترك أمورا كثيرة للمصادفة، ويبالغ في حكمة الشخص الذي يتدرب.
أجبرت الجائحة بعض أصحاب العمل على التفكير بجدية أكبر في الدروس التي كانوا يحاولون إيصالها. أخشى أن يهمل بعض هذا عند العودة إلى المكاتب.