الشركات الكورية قلقة .. ندل آليون صينيون يجتاحون مطاعم كوريا
أثار سيل من الندل الآليون الصينيون منخفضو الثمن القلق في كوريا الجنوبية، حيث تصارع سيئول انخفاض عدد السكان وازدياد المنافسة من شركات التكنولوجيا الصينية.
تشيع روبوتات الخدمة، التي تنقل الأطباق من وإلى طاولات رواد المطاعم، في مطاعم كوريا الجنوبية التي تكافح لتوظيف العمال وسط نقص العمالة وارتفاع الأجور. فضل عدد من الزبائن "الخدمة دون لمس" في أعقاب جائحة فيروس كورونا.
"ليس علي القلق بشأن توظيف الأشخاص بعد الآن"، كما قالت كون هيانج-جين، التي تستخدم روبوتا في مطعمها الإيطالي في شرقي سيئول. "إنه لا يمرض أبدا ولا يشتكي من حجم العمل".
لكن المسؤولين التنفيذيين أخبروا "فاينانشيال تايمز" بأن برامج الحكومة التي صممت لتشجيع تبني الروبوتات بغض النظر عن بلد منشئها كانت تقوض صناعة الروبوتات المحلية في كوريا الجنوبية، التي ينظر إليها أنها أساسية لتخفيف نقص العمال في دولة ذات أقل معدلات المواليد في العالم.
"نحن نخشى أن الروبوتات الصينية الرخيصة تسيطر على سوقنا حيث من الصعب التنافس معها من ناحية السعر"، كما قال مسؤول تنفيذي في شركة توزيع رائدة للروبوتات المحلية. "إننا نحاول التغلب على نقطة ضعفنا في الأسعار بروبوتات أعلى جودة، لكن هذا ليس سهلا".
كان نحو خمسة آلاف روبوت خدمة يعمل في المطاعم الكورية العام الماضي، بارتفاع 67 في المائة عن 2021، وفقا للجمعية الكورية لصناعة الروبوتات. من المتوقع أن يتضاعف الرقم إلى عشرة آلاف هذا العام.
لكن السوق المزدهرة تهيمن عليها الشركات الخارجية، أنتجت شركات التصنيع الصينية أكثر من 70 في المائة من روبوتات الخدمة النشطة في كوريا الجنوبية العام الماضي. الروبوتات الصينية، التي تبلغ أسعارها بين عشرة ملايين وون (7460 دولار) و30 مليون وون، يمكن أن تكون أرخص من الروبوتات الكورية بما يصل إلى الخمس.
"يفضل مالكو المطاعم الروبوتات الصينية، لأنها أقل ثمنا وأداؤها جيد كالروبوتات كورية الصنع"، حسبما قال مسؤول تنفيذي في جمعية الصناعة.
"من ناحية التكنولوجيا، الصينيون ليسوا خلفنا. لكنهم سوقوا لروبوتات الخدمة في وقت أبكر منا وهي تنافسية من حيث التكلفة"، كما أضاف.
وفقا للاتحاد الدولي للروبوتات، لدى كوريا الجنوبية أعلى "كثافة روبوتية" في العالم، مع وجود ألف روبوت صناعي لكل عشرة آلاف موظف تصنيع، مقارنة بـ399 في اليابان و322 في الصين و274 في الولايات المتحدة.
تستخدم الروبوتات على نطاق واسع في مصانع كوريا للسيارات وأشباه الموصلات، لكنها أيضا جزءا واضحا متزايدا في الحياة اليومية.
في أبريل، أقر البرلمان الكوري تشريعات تسمح لروبوتات التوصيل بالعمل على الأرصفة ودخول المناطق العامة. أطلق مكتب العاصمة سيئول للتعليم الشهر الماضي خطة تجريبية لروبوتات الطبخ كي تعد الطعام في المدارس الحكومية.
من المتوقع أن تتضاعف تقريبا مبيعات سوق كوريا الجنوبية لروبوتات الخدمة من 530 مليون دولار هذا العام إلى مليار دولار في 2026، بمتوسط زيادة سنوية تبلغ 23 في المائة، وفقا للمعهد الكوري للعلوم ومعلومات التكنولوجيا.
تقاوم شركات كوريا الجنوبية بروبوتات خدمة أكثر تطورا للفنادق وروبوتات توصيل تخدم المباني والشقق. لكن مسؤولي الصناعة يخشون من أن تردد سيئول في تقديم دعم ملموس يهدد تطورها.
وفقا لاتحاد الصناعات الكورية، شركات الروبوتات الكورية متخلفة عن نظيراتها في اليابان والولايات المتحدة وألمانيا والصين من حيث التنافسية بسبب إفراط اعتمادها على الأجزاء الأجنبية وضعف كوريا في تطوير البرمجيات.
"ليس من السهل تأمين المنافسة السعرية حيث علينا استيراد معظم الأجزاء من الصين واليابان وأوروبا، بينما يستخدم المنافسون الصينيون أجزاء محلية غالبا"، كما قال مسؤول تنفيذي في جمعية الصناعة.
سعيا إلى تحفيز تبني الروبوتات، تقدم الحكومة الكورية تمويلا حكوميا للمشترين تصل قيمته إلى 70 في المائة من سعر شراء روبوت الخدمة، بصرف النظر عن مصدره. لكن على عكس الولايات المتحدة، لا تفرض كوريا الجنوبية رسوما جمركية على الروبوتات الصينية المستوردة.
يتيح ذلك لمالكي المطاعم مثل كون فرصة لشراء – أو، الأمر الأكثر شيوعا، استئجار – روبوتات الخدمة الصينية التي تقل أسعارها عن نظيراتها الكورية 10 إلى 20 في المائة.
كانت كون تستخدم روبوت خدمة صيني الصنع استأجرته من "بي-روبوتيكس"، شركة تابعة لـ"ووا بروذرز"، أكبر شركة مشغلة لمنصات توصيل الطعام في الدولة، مقابل 300 ألف وون (225 دولار) في الشهر. أما الحد الأدنى للأجر الشهري للموظف البشري في كوريا الجنوبية يصل إلى نحو مليوني وون.
"من الممتع أن يخدمك روبوت"، كما قالت لي سو-يون، زبونة تبلغ من العمر 26 عاما تتناول الغداء مع أختها في مطعم كون. "كنت أخشى أن يصطدم بشيء ما، لكن لم تحدث مثل هذه الحوادث المزعجة".