الـ 7 العجيبة تتوقف مؤقتا .. السوق تحتاج إلى محرك آخر
عندما بدأ مايكل أورورك في وصف أكبر أسهم تكنولوجية بلقب السبع العجيبة في أبريل، لم يدرك الخبير الاستراتيجي لدى شركة جونز تريدنج مدى انتشار هذا اللقب في كل مكان، حيث هيمن على نقاشات السوق منذ منتصف مايو حين أصبح مستخدما على نطاق واسع.
مع ذلك، الأداء الأخير للمجموعة، ولا سيما رد الفعل البارد في النهاية على الأرباح المذهلة التي حققتها شركة إنفيديا لصناعة الرقائق الأسبوع الماضي، يشير إلى أنه ربما حان وقت الحصول على لقب أقل روعة.
يقول أورورك: "بدا الأمر مناسبا عندما كانت تلك الشركات مسؤولة عن 88 في المائة من مكاسب السوق - كان ذلك إنجازا عظيما للغاية. إنني لا أحب الحديث عن سبعة أسهم كل يوم، لكنها لا تزال هي التي تحرك السوق".
هذا العام، كانت المجموعة - أبل، ومايكروسوفت، وألفابت، وأمازون، وتسلا، وإنفيديا، وميتا - مسؤولة عن ثلاثة أرباع مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500. إنه عرض مبهر. لكن في الآونة الأخيرة، لم تدفع الأسهم إلى الارتفاع.
خسرت السبع العظيمة أكثر من 600 مليار دولار من القيمة السوقية خلال الأسابيع الأربعة الماضية. ومن المؤكد أن هذا يمثل انخفاضا إجماليا نسبته 6 في المائة فقط، ولا تزال قيمتها الإجمالية 10.8 تريليون دولار. لكن للمرة الأولى هذا العام، عانت هذه الشركات انخفاضات استمرت أسابيع عدة، حتى مع إعلان كل منها عن أرباح تفوق التوقعات.
بالنظر إلى الهيمنة المستمرة للسبع العجيبة، فإن هذا التوقف المؤقت في صعودها قد لا يكون بالضرورة أمرا سيئا بالنسبة للسوق كلها، التي انخفضت أكثر من 4 في المائة خلال الأسابيع الأربعة نفسها.
إن الخطر يكمن في أن جزءا كبيرا من مكاسب المجموعة هذا العام جاء من المضاعفات المتزايدة، حيث تجاوزت أسعار أسهمها الأرباح، ما جعلها تسعر بهشاشة للوصول إلى الكمال.
تضاعف سعر سهم تسلا نسبة إلى أرباحها المقدرة ثلاث مرات هذا العام ليصل إلى مستوى مذهل قدره 60 ضعفا، في حين يتم تداول سهم أبل بـ27 ضعفا، ارتفاعا من 19 ضعفا في يناير.
أمازون فقط هي التي بقيت ثابتة، بمعدل قوي بالفعل بلغ 35 ضعفا. حتى إنفيديا، المدعومة بتحسن ضخم لأرباحها المتوقعة، يتم تداولها الآن بمضاعف قدره 33 ضعفا، ارتفاعا من 30 ضعفا في يناير.
يشير أداء إنفيديا الأسبوع الماضي وحده إلى ضرورة حذر المستثمرين. بعد أن أعلن مؤسسها جنسن هوانج الأرقام التي نسفت التوقعات المثيرة بالفعل، فشلت أسهمها في الحفاظ على مستوى قياسي في بداية التداول وأغلقت ثابتة خلال اليوم.
قال ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في شركة إنتراكتيف بروكرز: "المتداولون يتفاعلون، لكن المستثمرين يفكرون. كان رد الفعل التلقائي هو شراء الأسهم مع إشاعات السوق وشراؤها حتى بعد الأخبار، ولكن بعد التفكير في الأمر بعض الوقت، قرر المستثمرون عدم ملاحقة الأسهم المرتفعة أصلا ورفع سعرها عاليا".
إن هذا الشعور ينطبق على الآخرين أيضا. وفقا لتقرير أرباحها الفصلية في وقت سابق من هذا الشهر، ارتفعت أسهم أبل بمقدار الثلث منذ يناير. ورغم أن أرقامها فاقت التوقعات، إلا أن أسهمها انخفضت 5 في المائة خلال اليوم وسط خيبة الأمل من انخفاض مبيعات أجهزة آيفون وماك وآيباد، ما وضع ضغطا إضافيا على تشكيلة الخريف من المنتجات الجديدة التي ستطلقها. بالكاد ارتفعت إيرادات المبيعات قبل طرح النفقات التشغيلية منها خلال عامين.
في الوقت نفسه، انخفض سهم مايكروسوفت 4 في المائة تقريبا بعد تقرير أرباحها أواخر الشهر الماضي، حيث فشلت توقعاتها المالية والتشغيلية في إثارة الإعجاب. تعد أوجه القصور هذه ذات أهمية كبرى عندما يتم تقييم السهم بـ29 ضعف الأرباح المتوقعة مقارنة بما تم تداوله بـ22 ضعفا في يناير.
"عند هذه المضاعفات، تحتاج الشركات إلى تعزيز حقيقي، لن تكون بضعة أشهر كافية، ربما تحتاج إلى ستة إلى 12 شهرا من التعزيز"، كما قال أورورك.
إن لم تكن السبعة التي تبدو متعبة إلى حد ما، فسوف تحتاج السوق إلى حافز آخر. وقد لا يكون من السهل العثور على ذلك.
بشكل عام، لم يلهم موسم الأرباح هذا المستثمرين. تمكنت الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من تجاوز توقعات الإيرادات الإجمالية بمقدار 2 في المائة ورهانات الأرباح النهائية بنسبة 7 في المائة، وذلك وفقا لحسابات بنك باركليز.
مع ذلك، فإن تلك التي تجاوزت التوقعات في كلا المقياسين لم تكسب سوى 1.2 في المائة، وفقا لبنك كريدي سويس، بانخفاض عن متوسط 1.7 في المائة.
ويعتقد المحللون بشكل عام أن من شأن الربع الماضي أن يمثل قاع دورة الأرباح للسوق الأوسع. لكن التوقعات الاقتصادية تظل ضبابية في أحسن الأحوال. أظهرت بيانات الأسبوع الماضي طلبيات ضعيفة على السلع المعمرة من المصانع الأمريكية في يوليو، كما أعلن بعض من تجار التجزئة أرباحا ضعيفة.
رغم ذلك، لا يزال بعض المستثمرين يشعرون بالارتياح تجاه سوق العمل التي لا تزال ضيقة. وافق طيارو الخطوط الجوية الأمريكية على زيادة فورية في الأجور بنسبة 21 في المائة، وانخفضت إعانات البطالة الأسبوعية الجديدة.
قال برنت شوت، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نورث ويسترن ميوتشوال ويلث مانجمنت: "ينبغي للشركات تحقيق الأرباح المتوقعة التي تتسق مع وعودها. معظم التقدم في السوق هذا العام كان بسبب ارتفاع الأسعار، وليس نمو الأرباح".