كيف نحسن التنبؤ الاقتصادي؟
توقعات الطقس للأيام الأربعة المقبلة دقيقة مثل توقعات يوم واحد قبل 30 عاما. التوقعات الاقتصادية، من ناحية أخرى، ليست أحسن كما هو ملحوظ. على بن برنانكي رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق أن يفكر في هذا في مراجعته المقبلة لتوقعات بنك إنجلترا.
هناك أدلة متزايدة على أنه يمكننا التحسن. لكن قصر النظر والرضا والتسليم أمور تعترض الطريق. قصر النظر مشكلة لأن الاقتصاديين يعتقدون أن الخبرة الفنية هي جوهر التنبؤ الجيد، بينما هناك شيئان أكثر أهمية: فهم المتنبئين لحدود خبرتهم، وحكمهم في التعامل مع تلك الحدود.
هنا يأتي دور فيليب تيتلوك، الذي أظهر كتابه الصادر في 2005 عن التنبؤ الجيوسياسي مدى ضآلة ما أضافه الخبراء إلى تنبؤات المطلعين غير الخبراء. لمقارنة التوقعات بين المجموعتين، أجبر المشاركين على التخلي عن كلمات المراوغة الغامضة - "ربما"، "لا يمكن استبعاده" - وتحديد بالضبط ما كانوا يتوقعونه وبأي احتمال.
بدأ هذا بفصل الصالح عن الطالح. "توقعات النقاط المئوية" البسيطة التي قدمها الاقتصاديون، مثل "النمو سيكون 3 في المائة"، غير مفيدة بشكل مضاعف في هذا الصدد. لم يتكلموا عن ماهية النجاح. إذا كنت قد توقعت نمو 3 في المائة وجاء النمو الفعلي 3.2 في المائة، فهل نجحت أم فشلت؟ مثل هذه التنبؤات أيضا لا تخبرنا بمدى ثقة المتنبئ.
على النقيض، فإن "فرصة هطول الأمطار 70 في المائة" تحدد حدثا واضحا مع تقدير دقيق لثقة المتنبئ الجوي. بعد أن حدد قواعد اللعبة بدقة، أظهر تيتلوك منذ ذلك الحين كيف أن ما يسميه "التنبؤ فائق الأداء" ممكن وكيف تقدم فرق متنوعة من المتنبئين فائقي الأداء مستوى أفضل.
ما الصفات التي يراها تيتلوك في المتنبئين فائقي الأداء؟ علاوة على إتقان التقنيات الأساسية اللازمة، هم منفتحون وحذرون وفضوليون وينتقدون أنفسهم، بعبارة أخرى، هم غير راضين. ولأنهم يدركون، مثل سقراط، مدى ضآلة ما يعرفونه، يسعون باستمرار للتعلم من الأحداث التي تتكشف ومن الزملاء.
يقاوم المتنبئون فائقو الأداء بهمة الانجرار إلى تفكير القطيع، وهو ليس ببعيد أبدا عن معظم المنظمات، بل في مهنة الاقتصاد كاملا، حيث يعوض الممارسون عن جهلهم بالبقاء على مقربة من القطيع. إن الأزمة المالية العالمية ليست سوى مثال واحد على حدث فشل خبراء الاقتصاد بالإجماع في تحذير العالم منه.
هناك خمس صفحات فقط تشير إلى التوقعات الفائقة على موقع بنك إنجلترا بأكمله، لكن هذا أكثر من البنوك المركزية الأخرى.
بوسع برنانكي أن يوصي بأن نبدأ أخيرا في البحث عن متنبئين اقتصاديين فائقي الأداء. وعليه أيضا أن يقترح أن يقود بنك إنجلترا العالم بتنبؤ اقتصادي مفتوح المصدر.
في هذا السيناريو، جميع النماذج المستخدمة ستصدر موثقة بالكامل وستركز "بطولة التنبؤ" على التوقعات الرئيسة. سيتم تشجيع غير المنتمين إلى البنك على دخول البطولة، تقديم توقعاتهم الخاصة ونماذجهم وتصميمهم لنماذج بنك إنجلترا أو إعادة تحديد معاييرها. يمكن تقديم جوائز لأفضل الفرق وأفضل المدارس والجامعات.
يجب أن يتنافس فريق أو فرق التنبؤ التابعة لبنك إنجلترا أيضا. يمكن لبنك إنجلترا بعد ذلك إصدار توقعاته الرسمية مستعينا بالعمل الذي يثق به أكثر، سواء كان ذلك من فرقه أو من فرق خارج البنك أو بعض الخيارات الهجينة. بمرور الوقت، سنصبح قادرين على تحديد أي منها كان أفضل باستمرار.
باستخدام هذا الأسلوب، أتوقع أن تجد التوقعات الرسمية لبنك إنجلترا طريقها نحو القمة، في المملكة المتحدة والعالم.
*الرئيس التنفيذي لـ"ليترال إيكونوميكس الاستشارية" وأستاذ زائر في كلية كينجز لندن