هل حان وقت الاستعانة بمديري الثروات؟
لا شيء ينير تفكير مستثمر أكثر من خسارة سنوية هائلة في المحفظة.
هذا بالضبط ما أصاب عملاء مديري ثروات العملاء من القطاع الخاص في المملكة المتحدة العام الماضي، حيث تضررت الاستثمارات من آثار الاضطرابات المالية العالمية والتضخم، والصدمة المحلية لتولي ليز تراس رئاسة الوزراء.
مع انخفاض المحفظة المتوازنة المعتادة، التي تمزج بين الأسهم والسندات المحلية والدولية، نحو 10 في المائة، كان هذا عاما للنسيان للمستثمرين الأغنياء والأثرياء الذين يستعينون بالخدمات الاستشارية. ولزيادة الطين بلة، أغلق مؤشر فوتسي 100 هذا العام الصعب بارتفاع 1 في المائة – لذا كان سيحقق رهان بسيط على الأسهم البريطانية أداء أفضل من الحساب المدار ذي الرسوم المتوسطة.
لحسن حظ مديري الثروات، تعافت الأسواق العالمية، بقيادة الولايات المتحدة واليابان، إلى حد ما هذا العام، ما أفسح مساحة للتنفس قليلا في المحادثات مع العملاء، وتذكير المستثمرين بمزايا التنويع العالمي.
لكن الأسواق لا تزال مضطربة، حيث تكافح البنوك المركزية لتوضيح كيف ستعمل على ترويض التضخم دون زيادات أشد في أسعار الفائدة التي يمكن أن تبطئ النمو الاقتصادي وتفرض ضغوطا على البنوك الأكثر هشاشة.
يقول مونتي مونتجمري، الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات في إم أند جي، مجموعة الصناديق: "عدم اليقين. هذا هو مزاج العملاء. يستيقظ الناس كل صباح ويتحققون من محافظهم. يقرأون الأخبار ويقلقون".
في أسبوع رفع فيه بنك إنجلترا أسعار الفائدة مرة أخرى، كانت الأخبار غير مشجعة في المملكة المتحدة خصوصا. ظل معدل التضخم ثابتا عند 8.7 في المائة، للسنة المنتهية في مايو، مقارنة بمعدل 6 في المائة في منطقة اليورو و4 في المائة في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يستمر بنك إنجلترا في زيادة أسعار الفائدة، حتى مع مواجهة أصحاب المنازل الذين لديهم قروض عقارية أكبر ضغط للميزانية منذ الأزمة المالية العالمية.
بالفعل، بعد الانخفاض في 2022، يمكن أن تنخفض الأصول الجماعية لعملاء مديري الثروات في المملكة المتحدة مرة أخرى هذا العام والعام المقبل، إذا تسارعت الانخفاضات الأخيرة في أسعار الإسكان – أكبر استثمار لأصحاب المساكن في بريطانيا.
في غضون ذلك، تلاشت أخطار عالمية قليلة في الأعوام الأخيرة، سواء كانت الحرب في أوكرانيا، أو التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، أو الصراع في الشرق الأوسط. ربما تكون جائحة كوفيد - 19 قد تراجعت لكن عواقبها تستمر في مرض طويل وخدمات رعاية صحية مثقلة بالأعباء.
يقود عدم اليقين كثيرا من المستثمرين للتشكيك في نهجهم الاستثماري. وقد يقرر بعضهم سماع مزيد من الاستشارة – والتحول من "استثمر بنفسك" إلى الاستعانة بمدير ثروات. ربما يغير آخرون شركاتهم التي يستشيرونها. كما يقول هوجو بيدفورد، الرئيس التنفيذي لجيه إم فين، وهي شركة لإدارة الثروات يعود تاريخها إلى الأربعينيات: "يقدر الناس الآن مديري الاستثمار لسبب واضح. عندما تواجه بيئة صعبة في الأسواق، فذلك يدفع الناس لإعادة النظر".
علاوة على ذلك، غير المستشار جيريمي هانت التوقعات بالنسبة إلى كثير من المدخرين في المملكة المتحدة بتغييره قواعد ضريبة المعاشات التقاعدية، ما دفع بكثير من الناس إلى البحث عن مشورة مالية مع توسيعه الشامل للإعفاءات المالية.
في الأيام الأولى التي أعقبت إعلانه الميزانية، انهالت على مستشاري الثروات طلبات المساعدة. وبعد ثلاثة أشهر، لا يزال كثير من المستشارين يعملون على خطط مالية جديدة مفصلة لتحقيق أقصى قدر من العوائد، وأدنى قدر من الضرائب، وفي كثير من الأحيان، زيادة الميراث المتروك للورثة.
كما يقول جاريث ويلسون، رئيس الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال في المملكة المتحدة لدى شركة كابجيميني الاستشارية: "لقد أوجدت التغييرات حافزا للعملاء للدخول إلى مجال إدارة ثروات العملاء الأثرياء. هذا يجلب عملاء جددا، ليس فقط الآن لكن في المستقبل" مع انتقال هذه الثروة من جيل إلى آخر.
يخبر مستشارون "فاينانشيال تايمز" في تقرير إدارة الثروات الخاص هذا أن كل هذا يحدث في وقت فيه مزيد من التحديات الفنية الأخرى في الصناعة – بدءا من التكنولوجيا الرقمية (بما فيها الاستشارات المالية الآلية)، وتشديد التنظيم (مثل قانون حماية المستهلك الجديد)، ما يجعل الاستثمار وفقا لمعايير البيئة والمجتمع والحوكمة والحاجة الدائمة لضبط التكاليف والإجابة عن شكاوى العملاء بشأن الرسوم منطقيا.
خيارات عديدة لكن الاختيار صعب
للمدخرين، أصبح العثور على مدير ثروات أسهل من أي وقت مضى. فصناعة كانت تعمل في معظمها بالتوصية الشفوية قد دخلت مجال الإنترنت. من الخدمات وجها لوجه إلى المنصات المتاحة عبر الإنترنت فقط، أو مزيج من ذلك، يمكن للمستثمرين اختيار ما يريدون وما يمكنهم تحمل تكلفته.
لكن الاختيار يظل صعبا لأن مقارنة أداء الاستثمار، وجودة الخدمة وحتى الرسوم أمر شاق. رغم التحسينات الأخيرة في الشفافية، إلا أنه لا توجد تصنيفات موحدة.
نركز في هذا الموضوع على المديرين الاستنسابيين، الذين يديرون عادة المحفظة ويتخذون قرارات استثمار للعميل. إنهم يستهدفون المدخرين الأثرياء والأغنياء، الذين تعد هذه الخدمات مربحة وتستحق قيمتها. يمتلك هؤلاء العملاء عموما ما بين 250 ألف وخمسة ملايين جنيه استرليني في أصول المحفظة، إضافة إلى منازلهم وممتلكاتهم الأخرى.
بالنسبة إلى المحافظ التي تزيد ثروتها على خمسة ملايين جنيه استرليني، فإن البنوك الخاصة تهيمن على السوق، بما فيها المؤسسات البريطانية المستقلة مثل "روتشيلد"، وأذرع إدارة الثروات للبنوك مثل "إتش إس بي سي"، والجهات المنافسة الدولية بما فيها المجموعات المالية الأمريكية والبنك السويسري العملاق يو بي إس (الذي أصبح للتو أكبر بكثير مع استحواذه على بنك كريدي سويس لإنقاذه).
مع المحافظ التي تقل عن 250 ألف جنيه استرليني، يصبح تقديم مشورة شخصية مربحة أصعب فأصعب. يسمح تقدم أنظمة المشورة الآلية القائمة على التكنولوجيا للشركات بخفض التكاليف وتوسيع مداها، لكن لا تزال هناك فجوة متسعة في المشورة لمن يملكون مدخرات متواضعة.
وفقا لتقديرات الصناعة، من بين 37.9 مليون مدخر، يتلقى نحو 3.4 مليون شخص معظمهم من الأثرياء مشورة بشأن الثروة. نشرت "بورينج موني"، وهي شركة أبحاث موجهة نحو المستهلك، هذا الشهر استطلاعا أظهر أن 16 في المائة فقط من المدخرين الذين لا يتلقون مشورة صنفوا المستشارين من بين المهن "الأكثر ثقة".
تضاعفت النسبة المئوية للذين يتلقون المشورة، ما يشير إلى أن الصناعة تستطيع كسب ثقة الناس. وتضغط الحكومة لتقدم مزيد من الشركات مشورة منخفضة التكلفة للعملاء ذوي الموارد المتواضعة.
لكن هذا عمل مضن، أغلقت "فانجارد"، ثاني أكبر شركة إدارة أصول في العالم، في مارس ذراعها للتخطيط المالي في المملكة المتحدة بعد أقل من عامين من إطلاقها في أبريل 2021 بعد أن سجلت عددا قليلا جدا من العملاء.
يتوقع ويلسون من شركة كابجيميني أن يحاول آخرون، مع دعم التكنولوجيا. ويرى أن خدمات الثروات "بدأت بالانتشار" حيث تملك الشركات بيانات أفضل تتيح لها توجيه الخدمات لمستهدفيها بربحية وفاعلية من حيث التكلفة.
الميراث
الانتقال المتسارع للثروة من جيل ما بعد الحرب، المجموعة الأغنى في التاريخ، يزيد أيضا الحاجة إلى المشورة. بما أن ثروة كبار السن تتركز في منازلهم، فغالبا ما يتم بيعها وتحرير العوائد. تعود بعض الأموال إلى امتلاك منازل، بالطبع، لكن كثيرا من الورثة يمتلكون منازل بالفعل وسيضعون ميراثهم في الأصول المالية أكثر.
تلعب النساء دورا متزايدا في هذه العملية، بصفتهن الزوجات على قيد الحياة في جيل يموت فيه الرجال عامة أولا، فهن يمتلكن أصول الأسرة. وقد انضمت إليهن أعداد متزايدة من المهنيات ورائدات الأعمال الثريات. ويرغبن جميعهن بخدمة جيدة من مديري الثروات ويشكون من أنهن لا يتلقينها دائما.
في استطلاع "سافانتا" لهذا العام، سئلت شركات إدارة الثروات عن مدى جودة الخدمة التي تقدمها هذه الصناعة إلى العميلات من النساء مع ميراث. أعطت عشرة من أصل 24 إجابات إيجابية لكن، بصراحة، قالت 13 شركة إنها "غير كافية" وقالت واحدة إنها "سيئة". وهذا هو تقييم الصناعة لأدائها. ربما الواقع أسوأ، فقد وجد استطلاع أجرته مجموعة شرودرز الاستثمارية العام الماضي أن 5 في المائة فقط من مديري الثروات لديهم استراتيجية محددة للعميلات.
من ناحية أخرى، يكافح الشباب أيضا من أجل تلقي خدمة مستشاري الثروات. في حين أن متاعب جيل الإيجار (الذين لا يتحملون امتلاك مسكن) معروفة جيدا، فإن هذه المجموعة تشمل أيضا متخصصين ماليين ورجال أعمال كسبوا مبالغ كبيرة، في الأغلب من التكنولوجيا والتكنولوجيا المالية.
قبل 2022، اندفعت هذه المجموعة نحو العملات المشفرة والتداول اليومي فقط لتتعلم بالطريقة القاسية أن الأسعار التي ترتفع ارتفاعات شاهقة يمكن أن تنخفض بالسرعة نفسها. قالت هيئة السلوك المالي هذا العام إنها تريد أن ترى الشباب يتعاملون مع الاستثمار بجدية تعاملهم مع العلاقات نفسها، مع تركيز أقل على وسائل التواصل الاجتماعي، وباهتمام أكبر. قالت لوسي كاستلين، مديرة استثمارات المستهلكين في هيئة السلوك المالي، إنها تريد "تشجيع نهج أكثر وعيا وثقة في الاستثمار".
توقعات الاستثمار الصعبة
سواء أكان العملاء صغارا أم كبارا، فإنهم يريدون مشورة جيدة من مديري الثروات، ليس أقلها فيما يتعلق بمستقبل الاستثمار. مع أنه من الصعب دائما التنبؤ بالمستقبل، إلا أن ظروف اليوم غير المؤكدة تشكل تحديات خاصة.
حتى استراتيجيات الاستثمار الحذرة يمكن أن تفضي إلى مفاجآت سيئة، كما حدث العام الماضي عندما تراجعت السندات، التي تعد دعامة للمحافظ الحذرة. تظهر البيانات من "أيه آر سي"، وهي شركة تقيس الأداء من 140 شركة، أن المحافظ في فئة "الحذر" الأقل خطورة قد انخفضت 7.6 في المائة عام 2022، مقارنة بانخفاض 9.1 في المائة للحسابات "المتوازنة" و11.4 في المائة في الفئة المركزة على الأسهم عالية المخاطر.
لا يخلو النقد من المشكلات. قد تبدو أسعار فائدة البنوك البالغة 5 في المائة أو أكثر جذابة مقارنة بالعقد الذي سبق منتصف 2022، عندما بدأت في الارتفاع. لكن مع معدل التضخم الحالي، فهذه خسارة مضمونة في القيمة الحقيقية تبلغ نحو 4 في المائة سنويا.
تقول هيلين واتسون، الرئيسة التنفيذية لإدارة الثروات في المملكة المتحدة في "روتشيلد": "مع ارتفاع معدل التضخم عما كان عليه لأعوام عديدة، من الصعب جدا تحقيق عوائد حقيقية. لا يمكنك التغلب دائما على التضخم على المدى القصير. لكننا ننظر دائما إلى هذا على المدى الطويل – أي سبعة أعوام".
بالنسبة إلى كثير من مديري الثروات، تظل الأسهم أساسية، نظرا إلى سجلها الطويل في التغلب على الاستثمارات الأخرى. لكن بعضهم يرى أيضا الآن فرصا في السندات، ويراهنون على نجاح البنوك المركزية في خفض التضخم، وبالتالي خفض أسعار الفائدة في النهاية، الأمر الذي من شأنه أن يهيئ ظروفا لانتعاش سوق السندات، وربما انتعاشا حادا.
توقيت شراء الأسهم أمر شائك. يبدو الاقتصاد الأمريكي مرنا وقطاع التكنولوجيا مدفوعا بخطط الذكاء الاصطناعي، لذا قد يبدو انتعاش سوق الأسهم الأمريكية هذا العام علامة على عودة أوسع لثقة السوق العالمية.
أو ربما لا. يشير مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في ذراع الثروة في بنك يو بي إس، إلى أن انتعاش التكنولوجيا يبدو ضعيفا لأنه يعتمد أساسا على الأداء المتفوق لسبع شركات كبيرة تبدو عالية القيمة حتى بالمقارنة بـ"قيمتها العالية الدائمة".
في حين إن أغنى المدخرين في بريطانيا في معزل عن أزمة تكلفة المعيشة إلى حد كبير، فإن الذين أدنى منهم مباشرة في سلم الثروة ليسوا كذلك. وجدت شركة شرودرز في استطلاع للمستشارين الماليين نشرته هذا الشهر أن لدى 89 في المائة من المستشارين عملاء عدلوا ميزانياتهم بسبب التضخم، ارتفاعا من 53 في المائة في نوفمبر.
معظم العملاء الأكبر، الذين يهيمنون على سجلات مديري الثروات، سددوا قروضهم العقارية. لكن الشباب، حتى أولئك الذين يشغلون وظائف عالية الأجر، يعانون ارتفاع معدلات الرهن العقاري. يقول جاري سميث، شريك التخطيط المالي في شركة إيفلين بارتنر: "ارتفاع مفاجئ مثل هذا في تكاليف الإسكان يتحملها كل من مقترضي الرهن العقاري والمستأجرين لا بد أن يكون له تأثير مدمر في الادخار".
إذا تعرقل الادخار، سيتعرقل تدفق الأموال إلى الأسواق أيضا. ليس من المفاجئ إذن أنه في استطلاع "سافانتا"، يرى ثلاثة فقط من مديري الثروات الـ20 أن مؤشر فوتسي 100، الآن عند نحو 7600، سيصل إلى عشرة آلاف قبل نهاية 2025. وستة منهم لا يرون أنه سيبلغها في الأعوام الخمسة المقبلة.
مجموعات إدارة الثروات الكبرى تزداد
على الرغم من الاضطرابات المالية، إلا أن صناعة استشارات الاستثمار للأفراد في المملكة المتحدة مستقرة جدا. وهو خبر سار لعديد من المدخرين الأفراد الذين يريدون شريكا يعتمد عليه.
ارتفع عدد المستشارين المؤهلين ارتفاعا طفيفا عام 2021 (آخر عام فيه بيانات مسجلة) إلى 36674 مستشارا، وفقا لبيانات هيئة السلوك المالي. تنمو الشركات الأكبر أسرع من المنافسة الأصغر (بعضها صغير جدا، تضم موظفا إلى خمسة موظفين فقط) بفضل التوسع الطبيعي وعمليات الاستحواذ. في 2021، عمل نحو 49 في المائة من المستشارين في شركات لديها 50 مستشارا أو أكثر، بزيادة من 47 في المائة المسجلة في 2019.
دخل قانون حماية المستهلك الجديد الذي تفرضه هيئة السلوك المالي حيز التنفيذ في 31 يوليو لمديري الثروات وشركات الخدمات المالية الأخرى. يلزم القانون مقدمي الخدمات تقديم قيمة عادلة، ما قد يعيد النقاش الدائم حول رسوم الصناعة. تتقاضى معظم الشركات رسوما حسب حجم المحفظة، عادة ما تكون 1.6 في المائة. لكن العملاء يشكون من الشفافية، فكثيرون يفضلون دفع الرسوم مرة واحدة بناء على الخدمات.
يجادل كبار المشغلين – مثل البنوك السويسرية المتخصصة، وبنوك الاستثمار الأمريكية، والبنوك العالمية مثل إتش إس بي سي وباركليز ودويتشه - بأن اتجاهات الصناعة تفضل الشركات الأكبر بسبب ارتفاع تكاليف التكنولوجيا والتنظيم، والقدرة على تقديم منتجات استثمارية عالمية. من المظاهر الدالة على ذلك، دفع "رويال بنك أوف كندا" العام الماضي 1.6 مليار جنيه استرليني لشركة بريوين دولفين، إحدى الشركات المستقلة الرائدة في المملكة المتحدة.
تقول واتسون من "روتشيلد": "تظل الحجة أنه يجب أن تكون على مستوى عال إذا كنت تريد إدارة الأعمال بكفاءة. لا يزال هناك مجال كبير لأنها سوق مجزأة".
لكن في الأغلب ما تتعرض بنوك الثروات الكبيرة للانتقاد لتقديمها لعملائها الكبار خدمات فائقة - واستثمارات أفضل - من تلك التي تبيعها للعملاء ذوي الإمكانات الأكثر تواضعا. وقد ثبت أن سعيها للتوسع مسألة صعبة، خاصة إلى الفئات الأقل ثراء في سوق الثروات. شطب "جولدمان ساكس" هذا العام 470 مليون دولار من خسائر القروض في ماركوس، مشروعه المتعثر عبر الإنترنت للعملاء الموسرين (مقارنة بالأثرياء جدا).
تقاتل المجموعات الاستشارية المستقلة في مجال الثروات دفاعا عن مصالحها فيما تسعى أيضا إلى التوسع. في صفقة استحواذ حديثة، وافقت شركة راثبونز هذا العام على شراء منافستها إنفيستك ويلث آند إنفيستمنت يو كيه مقابل 839 مليون جنيه استرليني لإنشاء شركة تدير أصولا بقيمة مائة مليار جنيه استرليني.
لا تزال مجموعات الأسهم الخاصة في حال ترقب. إضافة إلى شراء المجموعات الراسخة، فإنها تمول الشركات الناشئة، وفي الأغلب ما تبيع شركات التكنولوجيا المالية خدمات لمديري الثروات لتحسين وظائف مثل إدارة البيانات.
مع أن الاقتصاد ربما يواجه صعوبات، إلا أن المملكة المتحدة تبقى سوقا جذابة لإدارة الثروات على الصعيد العالمي، مع العملاء المحليين والدوليين. من المرجح أن يجد المدخرون الأفراد من البريطانيين الميسورين خيارات كثيرة في الأعوام المقبلة.