عودة هتلر

كانت ولا زالت الأرض وطبيعتها محيرة للبشر منذ آلاف الأعوام وتتباين اعتقاداتهم حولها، فبعض الثقافات تراها مجوفة، والأخرى تراها مسطحة، واعتقد البعض أنها تحتضن حضارات مختلفة في باطنها، سواء كانت متقدمة ومتحضرة أو متخلفة، وهناك من ربط أحافير الديناصورات بكائنات حية في الداخل.
يشير جيرارد كايبر العالم الفلكي الهولندي ـ الأمريكي إلى أن بعض كبار ضباط الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية اقترحوا على قوات الطيران الألمانية أن يحلقوا على ارتفاع أعلى من المعتاد أو أن يطلقوا صواريخ محملة بأدوات تجسس لاستكشاف الأراضي في الجهة الأخرى للكرة الأرضية. هذا الاقتراح يستند إلى اعتقاد بعض القادة العسكريين والسياسيين الألمان بأن الأرض عبارة عن كرة مجوفة، وأننا نعيش داخل تجويفها، لكن الأمر الغريب هو أن هذه الفكرة تعود أصولها إلى زعيم ديني أمريكي سابق يدعى سايروس ريد تيد.
كان تيد طبيبا وكيميائيا أمريكيا، وأسس طائفة دينية مسيحية في 1869، ادعى أنه تلقى وحيا يفيد بأن الكون هو تجويف ضخم داخل كرة صلبة، وبدأ ينشر هذه الفكرة.
بعد وفاته في 1908، تلاشت شعبية الطائفة تدريجيا واختفت في 1961.
وصلت أفكار تيد إلى الجيش النازي من خلال أحد الطيارين الألمان الذين تلقوا تعاليمهم هناك وآمنوا بالفكرة ومنه إلى هيرمان جورينج، الذي أسس لاحقا البوليس السري الألماني "الجستابو".
تطورت فكرة الأرض المجوفة تدريجيا لتصبح نوعا من نظريات المؤامرة، ما ساعد على انتشارها، خصوصا بين القوميين الألمان خلال فترة الحرب العالمية الثانية في القرن الـ20، عادت فكرة الأرض المجوفة بشكل أقوى، واشتهر كتاب "الأرض المجوفة" لريموند برنارد، الذي اقترح وجود حضارات فضائية داخل الأرض، ومنها تأتي الأطباق الطائرة وربط ذلك بأساطير مثل أتلانتس، وعد القطبين مداخل إلى هذه العوالم المجهولة، ولعل من أشهر القصص وأغربها عن باطن الأرض، اعتقاد بعض الناس أن هتلر فر إلى القارة القطبية الجنوبية واكتشف مدخلا إلى العوالم الداخلية.
ليأتي العلم ويفند وينفي هذه الفكرة جملة وتفصيلا بالأدلة العلمية القاطعة بواسطة استخدام الموجات الزلزالية وقياسات الجاذبية التي أكدت تكوين الأرض من طبقات صلبة متعددة دون تجويف بينها، وهذا ما ورد في القرآن الكريم قبل 14 قرنا قال تعالى: "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي