إنجاز تاريخي للهند بعد هبوط مركبتها على سطح القمر
هبطت على سطح القمر أمس مركبة فضاء هندية غير مأهولة، في إنجاز وصفه رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنه يوم "تاريخي" لأكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان وأول دولة تنزل بنجاح مركبة بالقرب من القطب الجنوبي للجار الأقرب للأرض.
وقال مودي على هامش قمة مجموعة بريكس في جنوب إفريقيا وهو يلوح بعلم بلاده "في هذه المناسبة السعيدة، أود أن أخاطب شعوب العالم. مهمة الهند الناجحة إلى القمر ليست مجرد مهمة للهند وحدها. هذا النجاح تسطره البشرية جمعاء".
وتضم شاندريان-3 التي طورتها المنظمة الهندية للبحث الفضائي ISRO، جهاز الهبوط "فيكرام" والروبوت المتحرك "برغيان" لاستكشاف سطح القمر.
وتأتي هذه المهمة بعد أيام قليلة على تحطم المسبار "لونا-25" وهو الأول الذي ترسله روسيا إلى القمر منذ 1976.
وتعد مهمة شاندريان-3 التي أطلقت قبل ستة أسابيع أبطأ من مهمات "أبولو" الأمريكية المأهولة في الستينيات والسبعينيات التي وصلت إلى القمر في غضون أيام قليلة.
فالصاروخ الهندي أقل قوة من صاروخ "ساترن 5" المستخدم في برنامج أبولو القمري الأمريكي. وقد اضطر إلى الدوران خمس إلى ست مرات حول الأرض لزيادة سرعته قبل أن يسلك مساره باتجاه القمر الذي يستغرق شهرا.
وانفصل "فيكرام" عن صاروخ الدفع الأسبوع الماضي وهو ينقل صورا عن سطح القمر منذ دخوله مدار القمر في الخامس من أغسطس.
ورأى الرئيس السابق لوكالة الفضاء الهندية ك. سيفان أن الصور الأخيرة التي أرسلتها المهمة تظهر أن المرحلة النهائية من الرحلة ستكلل بالنجاح.
وأوضح لـ"الفرنسية"، "هذا يشجعنا على القول إن المهمة ستنجح في الهبوط دون مشكلات".
وأضاف سيفان أن ISRO أدخلت تعديلات إثر الفشل الذي منيت به قبل أربعة أعوام. وفقد يومها العلماء الاتصال بالمركبة القمرية قبل لحظات من هبوطها على سطح القمر. ومضى يقول "شادريان-3 سيقوم بمهمته بمتانة أكبر نحن واثقون ونتوقع أن تسير الأمور على ما يرام".
وكانت الهند أول بلد آسيوي يضع قمرا اصطناعيا في مدار المريخ في مارس. ويفترض أن ترسل مهمة مأهولة تستمر ثلاثة أيام إلى مدار الأرض بحلول العام المقبل.
وقال سيفان إن جهود الهند لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر ستشكل مساهمة "كبيرة جدا" في المعرفة العلمية.
وحدها روسيا والولايات المتحدة والصين نجحت في الهبوط بشكل صحيح على سطح القمر.