كيف تلاشت ويلكو الشجاعة من الشارع التجاري؟

كيف تلاشت ويلكو الشجاعة من الشارع التجاري؟

ظلت بعض الأرفف فارغة لعدة أشهر حيث كافحت متاجر ويلكو للدفع للموردين، ما حرم العملاء من بضائع مثل منتجات التنظيف المنزلية، والحلويات وحتى البطانيات.
إن هذا بعيد كل البعد عن رؤية مؤسس المجموعة الراحل، جيمس كيمسي ويلكنسون، الذي كان همه أن يحصل المتسوقون "على صفقة جيدة" كما كانت سلسلة الخصومات المملوكة للعائلة تتباهى على موقعها على الإنترنت.
لعقود – منذ افتتاح أول متجر في ليستر عام 1930 - اجتذبت شركة ويلكو العملاء الذين يبحثون عن منتجات "اصنعها بنفسك"، وأدوات الحدائق وغيرها من الأدوات المنزلية بسعر منخفض.
لكن بعد 93 عاما، أصبح مستقبل 400 متجر ونحو 12500 وظيفة موضع شك بعد أن قامت الشركة باستدعاء شركة بي دبليو سي لإدارة شؤونها. أسهم الضغط النقدي، إلى جانب المنافسة المتزايدة، ومشكلات سلسلة التوريد، والضغوط التضخمية في فشلها.
قال زيلف حسين، أحد المكلفين بإدارة الشركة وشريك في شركة بي دبليو سي: "أعلم أن فريق الإدارة لم يدخر جهدا في محاولة إنقاذ الشركة.. نعلم أن عملية إدارة شؤون الشركة تأتي في وقت مليء بالتحديات بالفعل بالنسبة لكثيرين".
في الوقت الحالي، ستظل المتاجر مفتوحة. وستكون الأولوية العاجلة محاولة بيع أكبر قدر ممكن من أعمال شركة ويلكو، وهو سيناريو يبدو مرجحا بشكل متزايد، وفقا لأشخاص مطلعين على المحادثات. وأضافوا أنه يمكن إنقاذ ما بين 200 و300 متجر.
قبل فشلها، كان من المتوقع أن يضخ أي مشتر أو مستثمر نحو 75 مليون جنيه استرليني، لكن من المرجح الآن أن تكون العروض أقل من هذا الحد حيث يمكن للأطراف المعنية اختيار الأصول. نظرا لأنها دخلت عملية إدارة قانونية، أصبحت شركة ويلكو الآن خالية من الالتزامات الموروثة، ما يجعلها أكثر جاذبية للمشترين المحتملين.
لقد ازدهرت كثير من سلاسل التخفيضات في الأعوام الأخيرة، لكن شركة ويلكو كافحت في مواجهة المنافسة المتزايدة من منافسين مثل شركتي بي أند إم وهووم بارجنز. وأدى تضاؤل مخزونها إلى خسارة مزيد مع تحول المتسوقين إلى المنافسين.
قال شخص مطلع على مشكلات الشركة: "أدى مزيج من مشكلات جانب التوريد وعدم توافر السيولة الكافية لإعادة تلك الإمدادات مرة أخرى إلى تقلص المبيعات".
أعلنت شركة ويلكو عن مبيعات بقيمة 1.3 مليار جنيه استرليني في العام حتى 29 يناير من عام 2022، بانخفاض من 1.6 مليار جنيه استرليني عام 2018.
الشركة، التي شاركت في تأسيسها أيضا ماري زوجة جيمس، مملوكة للعائلة حتى الآن.
وفي يناير الماضي، تم استبدال حفيدة المؤسسين، ليزا ويلكنسون، كرئيسة لمجلس بكريس هاول، لكنها ظلت في مجلس الإدارة. عائلة ويلكنسون غير مهتمة بالمزايدة على شركة البيع بالتجزئة، بحسب من هم على دراية بالإدارة.
قبل تعيين هاول، حذر المديرون من وجود خطر من أن تنفد السيولة من المجموعة بحلول نهاية هذا العام إذا تدهورت التجارة أكثر، لكنهم أصروا على أن لديها موارد كافية لمواصلة العمل حتى يناير عام 2024.
هوت المجموعة إلى تكبد خسارة قدرها 36.7 مليون جنيه استرليني قبل الضرائب للعام المنتهي في 29 يناير من عام 2022، وذلك من ربح يبلغ 4.3 مليون جنيه استرليني في العام الذي سبقه.
ومع ذلك، فقد دفعت لمالكيها 2.25 مليون جنيه استرليني في شكل أرباح خلال الفترة نفسها، و750 ألف جنيه استرليني أخرى في فبراير عام 2022، ما أثار استغراب بعض مراقبي الصناعة.
قال ديفيد شتاينبرج، شريك في شركة المحاماة ستيفينز أند بولتون، إن المسؤولين سيضطرون إلى تحويل انتباههم إلى "استكشاف إجراءات الاسترداد المحتملة ضد أعضاء مجلس الإدارة والأطراف الثالثة الأخرى".
وأضاف: "وسيشمل هذا حتما التدقيق في المعاملات السابقة للإفلاس مع الأطراف ذات الصلة، مثل توزيعات الأرباح للمساهمين، لمعرفة ما إذا كان يمكن استرداد أي مدفوعات لتلك الأطراف لمصلحة الدائنين".
لم يتسن على الفور الوصول إلى عائلة ويلكنسون للتعليق.
تتمتع إدارة شركة ويلكو الحالية، التي ستظل قائمة للعمل مع شركة بي دبليو سي، بالخبرة في تحسين أوضاع شركات البيع بالتجزئة. فقد عمل هاول، الذي يتمتع بخلفية في إعادة الهيكلة، سابقا مع مارك جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة ويلكو منذ ديسمبر الماضي، في شركة بينسونز فور بيدز.
وتم بذل بعض الجهد من أجل وضع الشركة على أسس مالية أكثر ثباتا. ففي نوفمبر، أكملت شركة ويلكو بيع مركز التوزيع التابع لها في نوتنجهامشير وإعادة تأجيره لمدة 15 عاما مقابل 48 مليون جنيه استرليني، ما ساعد على سداد وإلغاء تسهيل ائتماني متجدد قيمته 25 مليون جنيه استرليني.
في يناير الماضي، حصلت على تسهيل ائتماني مدعوم بأصول بقيمة 40 مليون جنيه استرليني من شركة هيلكو، التي تمتلك شركتي منتجات أصنعها بنفسك للبيع بالتجزئة، هووم بيس وكاث كيدستون. وفقا لإيداعات كومبنيز هاوس، منح المقرض أيضا ضمانا على جزء كبير من حقوق الملكية الفكرية لشركة ويلكو، بما في ذلك شعارها، وشعاراتها التسويقية وأسماء منتجات مختلفة تحمل علامات تجارية خاصة بها.
ومع ذلك، فإن شركة هيلكو لن تتقدم بعطاء لشراء الشركة، بحسب شخصان مطلعان على العملية. وكذلك امتنعت شركة هيلكو عن التعليق.
أعربت سلسلتا خصومات متنافستان عن اهتمامهما إضافة إلى بعض المهتمين الماليين الذين انسحبوا من العملية قبل انهيار شركة ويلكو - وفقا لأشخاص مطلعين على صلة بالمديرين القانونيين للشركة. ورفضت شركة بي دبليو سي أيضا التعليق.
ستقدم كشوف أجور الشركة الجمعة كالمعتاد لكن عدم اليقين لا يزال يلوح في الأفق بالنسبة لـ12500 موظف، الذين لا يزالون عرضة لخطر فقدان وظائفهم.
اتهمت نادين هوتون، المسؤولة الوطنية في نقابة جي إم بي، التي تمثل آلاف العمال في شركة ويلكو، شركة البيع بالتجزئة بالفشل في الاستثمار في التكنولوجيا ومواكبة المنافسين.
وقالت: "تم إخبار اتحاد جي إم بي مرارا وتكرارا كيف تم توجيه التحذيرات بأن شركة ويلكو كانت في موقع رئيس للاستفادة من سوق تجار التجزئة المتنامية، لكنها فشلت ببساطة في اغتنام هذه الفرصة"، ووصفت الوضع بأنه كان "يمكن تجنبه بالكامل".
كما كانت تنتقد توزيعات الأرباح التي يتم صرفها، قائلة: "تم سحب كثير من النقود المطلوبة من الشركة من قبل عائلة ويلكنسون حتى عندما كانت تكافح. لقد ظل أعضاء اتحاد جي إم بي مخلصين وملتزمين تجاه شركة ويلكو، حيث وافقوا على خفض الأجور والتخفيضات في الشروط والأحكام لمساعدة الشركة على البقاء واقفة على قدميها".
سيؤدي توقع إغلاق جزء كبير من المتاجر إلى مزيد من مخاوف أن الشارع التجاري في حالة تدهور، حيث خسرت المملكة المتحدة بالفعل ستة آلاف متجر في خمسة أعوام، وفقا للأرقام الأخيرة الصادرة عن اتحاد التجزئة البريطاني وشركة لوكال داتا.
ويأتي ذلك في أعقاب الانهيارات البارزة مثل إمبراطورية البيع بالتجزئة، ديبنهامز، التي يملكها السير فيليب جرين، وأخيرا سلسلة متاجر ماكولز التي اشترتها شركة موريسونز لاحقا.
قالت فينيلا فوجارتي، الشريكة ورئيسة إعادة الهيكلة والإعسار في شركة المحاماة أر بي سي، "حتى لو نجحت شركة بي دبليو سي في تأمين مستقبل الشركة، فمن المحتمل أن تغلق بعض المتاجر بشكل دائم"، متسائلة: "من أو ماذا سيملأ هذه المواقع إذا لم يتم العثور على مشتر؟"

الأكثر قراءة