رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


منتجات الترف والرفاهية .. الحقيقة والوهم

بحسب متابعي سوق منتجات الترف والرفاهية العالمية، فمن المتوقع مزيد من النمو لهذا العام، وذلك عقب تحقيق السوق في 2022 مستويات عالية من المبيعات تجاوزت 1.5 تريليون دولار، منها نحو 360 مليار دولار خاصة بمنتجات الترف والرفاهية الشخصية، وذلك في ظل توقعات دراسة مختصة بأن تصل مبيعات هذا المجال في 2030 إلى أكثر من 550 مليار دولار.
من المعروف أن هذه السوق تنتعش في الأوضاع الاقتصادية الجيدة في الدول ذات الدخل المرتفع للفرد، وتتأثر كنتيجة مباشرة لما يعرف بظاهرة الثراء التي تصيب الناس حين ترتفع قيم استثماراتهم وممتلكاتهم العقارية وغيرها، إلا أن ما حدث في العامين الماضيين مخالف لهذه الحقيقة إلى حد كبير. المكاسب الكبيرة التي حققتها منتجات الترف والرفاهية أتت على الرغم من التحديات الاقتصادية في العام الماضي وارتفاع نسب الفائدة والتضخم حول العالم وتدهور أسعار الأسهم والسندات، إضافة إلى المخاوف والعراقيل الناتجة عن الحرب الروسية- الأوكرانية والتخوف عموما بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
في الماضي كانت منتجات الترف خاصة بالسيارات والساعات والحقائب النسائية واللوحات الفنية، ولكن حدثت هناك تطورات على صعيد طبيعة المنتجات، فازدادت المقتنيات الثمينة لتشمل فئات جديدة مثل أحذية مشاهير الرياضة وملابسهم وأدوات الطبخ وأطباق تقديم الأكل، وكذلك مستحضرات التجميل وغيرها. من جهة أخرى وبسبب مشاهير التواصل الاجتماعي وأنماط الحياة التي يسلكونها وترويجهم بما تحمله من مبالغات غير مقبولة لذلك، ظهرت هناك شرائح جديدة من مستهلكي هذه المنتجات، فمن مبيعات 2022 تبين أن نحو 27 في المائة من مبيعات السوق جاءت من نصيب أولئك الذين دخلهم السنوي أقل من 50 ألف دولار، بل إن أعلى نسبة ارتفاع في المبيعات أتت من شريحة المستهلكين من ذوي الدخل دون 40 ألف دولار، ما يشير إلى دخول شرائح جديدة من متدنيي الدخل إلى سوق المنتجات الفاخرة.
من حيث حجم السوق في 2022، معظم المبيعات تأتي من السيارات الفارهة، 630 مليار دولار، ثم المنتجات الشخصية بمقدار 393 مليار دولار، ثم تأتي على التوالي مبيعات الفنادق الفخمة والمشروبات والمأكولات والأثاث واللوحات الفنية ومقتنيات أخرى متفرقة. لم يتوقف النمو في هذه السوق في 2023، فقد ارتفع مؤشر "إس آند بي" للرفاهية العالمية 20 في المائة منذ بداية 2023 حتى الأسبوع الأول من أغسطس، وهذا المؤشر يرصد أداء نحو 80 شركة من أكبر الشركات التي تقدم منتجات الترف والرفاهية أو تعمل في دعم هذا القطاع، ويعد ذلك أعلى نمو لهذا المؤشر منذ أعوام طويلة. والشركات المشمولة في المؤشر هي شركات معروفة مثل تسلا للسيارات و"إيستي لودر" و"لوريال" لمستحضرات التجميل و"لويس فيتون" للملابس والحقائب، وغيرها.
على الرغم من أن الهدف الأساس لشراء هذه المنتجات يعود إلى حاجة بعض الناس للحصول على منتجات عالية الجودة، وكذلك التميز والظهور بمظهر الثراء والتباهي والتفاخر، إلا أن هناك كذلك شرائح من المشترين ممن يقوم بذلك بدوافع الاستثمار، وذلك يتضح في أسواق اللوحات الفنية وفي شراء منتجات المشاهير النادرة، أو تلك الحاملة إمضاء مشهورا، لكي يتم بيعها في وقت لاحق بأرباح كبيرة. كمثال على ذلك تم بيع حذاء "جوردان" بمليوني دولار، وهو حذاء مطلي بالذهب للاعب الشهير، وتم بيع دمية "باربي" بأكثر من 300 ألف دولار.
التوقعات في الماضي كانت ألا تستمر منتجات الرفاهية في الازدهار بسبب تغير الأوضاع الاقتصادية حول العالم وضعف القوة الشرائية في دول كثيرة، إلا أن ذلك لم يحدث على الرغم من مواصلة أسعار هذه المنتجات الارتفاع، والأسباب الرئيسة تعود إلى الدعاية والترويج واستقطاب شرائح جديدة من المستهلكين ودور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر مظاهر الثراء الحقيقي والوهمي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي