رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الأسمدة ونظام الغذاء العالمي «2 من 2»

إن استخدام الأسمدة الكيماوية في حد ذاته مرتبط بمشكلات بيئية كبيرة، ما يشكل مخاطر على الزراعة المستدامة وكوكب الأرض. إضافة إلى احتساب 2.4 في المائة من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن الأسمدة الكيماوية مسؤولة عن تدهور التربة، ونضوب طبقة الأوزون، وفقدان التنوع البيولوجي، وتلوث الهواء.
بالنظر إلى هذه المخاطر، يجب على الحكومات تجنب الاستجابات السريعة التي من المحتمل أن تقوض الاستدامة البيئية على المدى الطويل. بدلا من ذلك، يجب على صانعي السياسات دعم التقنيات البيئية الزراعية البديلة البناء على ممارسات مثل تناوب المحاصيل والأسمدة الطبيعية ومبيدات الآفات، والتي يمكن أن تساعد على تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية مع الحفاظ على غلات عالية. لن يقلل هذا النهج من التكاليف على المزارعين فحسب، بل يخفف أيضا من الأضرار البيئية التي تسببها الأسمدة النيتروجينية. علاوة على ذلك، هذه التقنيات البديلة موجودة بالفعل. على الرغم من أنها قابلة للحياة، إلا أنها تمثل سندريلا للسياسة الزراعية، وتنتظر إمكانية التعرف على إمكاناتها الهائلة.
من المؤكد أنه ينبغي عدم متابعة هذا الانتقال بسرعة كبيرة. عندما حظرت سريلانكا بشكل مفاجئ واردات الأسمدة الكيماوية في 2021، كانت النتيجة انخفاضا كبيرا في إنتاج الغذاء المحلي ونقصا حادا في الغذاء. لكن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن الأساليب الزراعية البيئية المنفذة بعناية يمكن أن تعزز الإنتاجية وجودة التربة بشكل كبير ويمكن زيادتها حسب الحاجة.
لسوء الحظ، لا تزال معظم الاستثمارات الخاصة والمساعدات الأجنبية، من الجهات المانحة العامة والخاصة، تراهن على زيادة استخدام الأسمدة الكيماوية، بدلا من توجيه مزيد من الموارد نحو الزراعة الإيكولوجية الزراعية. على سبيل المثال، يؤيد التحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقيا AGRA، الذي أسس في 2006 بدعم من المؤسسات الرئيسة، نموذجا صناعيا للزراعة يتضمن الاستخدام المكثف لأصناف البذور عالية الإنتاجية جنبا إلى جنب مع الاعتماد على الأسمدة الكيماوية ومبيدات الآفات.
وجدت الدراسات المستقلة، إضافة إلى التقييمات التي أجرتها المنظمة نفسها، أن المنظمة بعيدة كل البعد عن تحقيق أهدافها المتمثلة في مضاعفة الغلات والدخل لملايين المزارعين الأفارقة أصحاب الحيازات الصغيرة. وفي الوقت نفسه، أصبح المزارعون في جميع أنحاء القارة معرضين للخطر بشكل متزايد عندما يصبحون أكثر اعتمادا على الأسمدة الكيماوية وغيرها من المدخلات المشتراة التي ارتفعت أسعارها.
ولمواجهة التحديات البيئية التي تواجه عالمنا والتخفيف من أسوأ آثار تغير المناخ، يجب علينا إعادة توجيه نظام الغذاء العالمي نحو مسار أكثر استدامة وإنصافا. وهذا يتطلب تحويل عديد من مجالات إنتاج الغذاء، ولا سيما أسواق احتكار القلة للمدخلات والمحاصيل الزراعية. من خلال تقليل اعتمادنا على الأسمدة الكيماوية، يمكننا تحويل أزمة الغذاء الحالية إلى فرصة حقيقية.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي