الرصاص الخفي .. ناقوس خطر يدق في عالم الأطفال

الرصاص الخفي .. ناقوس خطر يدق في عالم الأطفال

يشكل التعرض العالي للرصاص بين أطفال الدول منخفضة ومتوسطة الدخل أكثر من خمس الفجوة في مخرجات التعليم بين الدول الغنية والفقيرة، وفقا لأحد التحليلات.
تشير مراجعة لـ47 دراسة من باحثين في مركز التنمية العالمية، مؤسسة فكرية في واشنطن، إلى أن أكثر من 20 في المائة من الفجوة في مهارات القراءة والحساب الأساسية يمكن أن يعزى إلى المستويات المرتفعة من الرصاص في الدم، ما يزيد المخاوف بشأن الحواجز أمام التعلم في العالم النامي.
سلطت الضوء على أن الأطفال في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل يتعرضون لمستويات رصاص أعلى عشر مرات في المتوسط من المستويات في الولايات المتحدة، حيث لا يستطيع إلا 40 في المائة من الأطفال في هذه الدول القراءة وفهم القصص القصيرة، مقارنة بـ90 في المائة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تتكون من دول غنية في الغالب.
كانت المستويات عند نحو 600 مليون طفل أكثر من خمسة ميكروجرامات لكل ديسيليتر، مقدار تعده مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة مرتفعا بشكل مثير للقلق.
قال ليي كروفورد، المؤلف الرئيس لورقة مركز التنمية العالمية، إن الأطفال الذين لديهم مستويات عالية من الرصاص في دمهم من الممكن أن يكون معدل ذكائهم ونتائج اختباراتهم أقل من نظرائهم الأكثر صحة. "التسمم من الرصاص غير مرئي - إن له تأثيرا كبيرا في التعلم والإنتاجية".
لمعالجة دور المعدن كسبب رئيس في انخفاض الأداء التعليمي، تطلق الهيئات الصحية حملات للوعي العام حول تلوث الرصاص الموجود في الطلاء ومستحضرات التجميل والغذاء. قال مركز التنمية العالمية إن التعرض للرصاص كان مرتفعا بشكل خاص في دول مثل الهند وأفغانستان.
تأتي الدراسة في وقت تزداد فيه المخاوف حول مخرجات التعليم الضعيفة عند الأطفال في الدول النامية، حيث عانى كثير منهم فترات طويلة من إغلاق المدارس أثناء جائحة كوفيد- 19.
ستزيد المخاوف بشأن الرصاص من شدة الجدل المحتدم بين التربويين وصانعي السياسات حول أهم الأولويات في تعلم الأطفال، بدءا من زيادة الحضور في المدارس حتى تحسين الإنجاز في الإلمام الأساسي بالقراءة والكتابة والحساب، والتعلم الاجتماعي والعاطفي المعزز، وبرامج التغذية المدرسية، ومعالجة العنف.
بينما لم يكتشف العلماء كيف تعيق مستويات الرصاص العالية قدرة الأطفال على التعلم، تصف مسودة التقييم الأخيرة التي صدرت هذا الربيع من وكالة حماية البيئة الأمريكية العلاقات السببية بين التعرض للرصاص وانخفاض الوظائف الإدراكية، وفرط النشاط، والآثار في صحة القلب والأوعية الدموية، والتطور عند الأطفال، إضافة إلى الصفات الشخصية مثل العدوان.
قال أندرو مكارتر، المدير التنفيذي في بيور إيرث، مؤسسة خيرية تركز على معالجة التلوث السام، إن الرصاص "من حيث الحجم، هو أكثر المواد الكيميائية ضررا على الصحة العامة". قدر بأن واحد من بين كل ثلاثة أطفال حول العالم يعاني التسمم بالرصاص، الذي يسبب عدة ملايين من الوفيات المبكرة كل عام.
في حين أن المخاوف القديمة حول الآثار في صحة الإنسان أدت إلى منع عالمي على الرصاص في الوقود، سلط النشطاء الضوء على المخاطر من مصادر بما فيها التلوث من البطاريات، وغبار الطلاء، وأواني الطبخ المعدنية المعاد تدويرها، والتوابل المغشوشة، والكحل الذي يستخدم للمواليد في بعض الثقافات حيث يعتقد إنه سيبعد الأرواح الشريرة عنهم ويحميهم منها.
حللت الدراسات التي بحث فيها مركز التنمية العالمية، ركز 18 منها على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، مستويات الرصاص في دماء الأطفال الذين يبلغون من العمر أربعة أعوام في المتوسط، وكانت الاختبارات المعرفية لمن هم في الثامنة من العمر. عدلت معظم الدراسات حسب معدل ذكاء الوالدين أو تعليمهما، أو تفاصيل خلفية العائلة الأخرى، أو مستويات الدخل.
قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، "نوسع جهودنا لتخفيف تسمم الرصاص لكي يتعلم الأطفال في بيئات آمنة وداعمة" وخططت "لمراقبة وتخفيف تعرض الأطفال للرصاص السام".

الأكثر قراءة