مايكروسوفت وألفابت .. الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيس لزيادة التكاليف
أبلغت مايكروسوفت وألفابت (الشركة الأم لجوجل) عن مرونة أكبر من المتوقع في أعمالهما الأساسية في الربع الثاني، ما يساعد على دعم أرباح سعر سهم شركات التكنولوجيا الكبرى الأخيرة، حيث نبهت الشركتان إلى الارتفاع المقبل في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي.
رفع الانتعاش في عمليات إعلانات جوجل الرقمية، إلى جانب الأداء القوي لأعمال مايكروسوفت السحابية في وقت يتطلع فيه عديد من العملاء إلى ترشيد الإنفاق بسبب عدم اليقين الاقتصادي، إيرادات الشركات فوق توقعات وول ستريت. كما عززت جولة نادرة من تخفيضات الوظائف التي اجتاحت أكبر شركات التكنولوجيا في وقت مبكر من هذا العام هوامش الربح.
رفعت الأخبار أسهم جوجل 6 في المائة في تداول ما بعد السوق، ما رفع مكاسبها هذا العام إلى 46 في المائة. أما سهم مايكروسوفت، الذي ارتفع بمقدار مماثل لارتفاع سعر سهم شركات التكنولوجيا الكبرى الذي شكل معظم تقدم وول ستريت هذا العام، فقد انخفض 4 في المائة تقريبا في جني الأرباح.
أشارت كلتا الشركتين إلى زيادة الإنفاق في الأرباع المقبلة حيث تبنيان مراكز البيانات اللازمة لدعم طفرة متوقعة في الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة. لكن بعد وابل من الأسئلة من وول ستريت، توقف المسؤولون التنفيذيون في الشركتين قبل وضع رقم للإنفاق الرأسمالي المفرط المقبل أو توقع مدى قوة زيادة الإيرادات من الذكاء الاصطناعي.
قالت مايكروسوفت التي كان لها السبق في الذكاء الاصطناعي التوليدي بفضل علاقتها الطويلة مع أوبن إيه أي، إن التكنولوجيا قد أضافت نقطة مئوية واحدة إلى نمو منصتها السحابية أزور في الربع الأخير وستضيف نقطتين في الفترة الحالية.
أطلق ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي، عليها "أرقاما مادية" نظرا إلى حجم أعمال مايكروسوفت السحابية الكبير. قال في كشف نادر عن حجم أزور إن الأرباح من أعمال مايكروسوفت السحابية قد ارتفعت إلى 111 مليار دولار في العام المالي الذي انتهى في حزيران (يونيو) حيث تشكل أزور أكثر من 50 في المائة لأول مرة.
لكن إيمي هود، كبيرة المسؤولين الماليين، قالت إن ارتفاع الإيرادات من خدمات الذكاء الاصطناعي مثل ميزات "كو بايلوت" التي تتم إضافتها لبرامج "أوفيس" لن يظهر حتى بعد انتهاء هذا العام. كما قالت إن الإنفاق الرأسمالي سيرتفع كل ربع على مدار العام المقبل، حيث تسعى شركة البرمجيات لمطابقة زيادة إنفاقها مع انتعاش نمو الإيرادات من الذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه قالت روث بورات، كبيرة المسؤولين الماليين في ألفابت، إن شركة البحث توقعت "مستويات مرتفعة من الاستثمار في بنيتنا التحتية التكنولوجية، وسيزيد ذلك في النصف الثاني من 2023 (...) ثم يستمر بالنمو حتى 2024". كان الذكاء الاصطناعي "المحرك الرئيس" لزيادة التكاليف، كما أضافت، حيث تزيد ألفابت قدرة مركز البيانات، وتشتري وحدات معالجة الرسوم، وتستثمر في رقائقها المسرعة "وحدات معالجة الموتر".
على الرغم من الإنفاق المفرط على الذكاء الاصطناعي المقبل، وعدت ألفابت ومايكروسوفت أن توليا اهتماما دقيقا للتكاليف بعد خفض الوظائف الأخير. قالت بورات إن شركة الإنترنت ظلت "مركزة للغاية على إعادة تصميم قاعدة التكاليف على نحو دائم"، الذي يتجلى بشكل واضح بسبب التخفيضات والتباطؤ قي التوظيف. انخفض عدد موظفي الشركة بنحو تسعة آلاف في الأشهر الثلاثة الأخيرة، على الرغم من أنه عندما كان 181798 كان لا يزال أعلى بنسبة 5 في المائة مما كان عليه قبل عام.
رفع نظام التكاليف الجديد هامش الربح التشغيلي لألفابت إلى 35 في المائة، أو أعلى بنقطتين من المتوقع، من 30 في المائة في الأشهر الثلاثة السابقة. عزز التغير في العمر المقدر لمعدات مركز بياناتها الذي نتج عنه انخفاض تكاليف الاستهلاك هوامشها مثل مايكروسوفت.
دعم ارتفاع بمقدار 5 في المائة في بحث جوجل والإعلانات الأخرى ألفابت، وهو انتعاش من النمو الضئيل بمقدار 2 في المائة في الربع الأول. زادت الإيرادات العامة 7 في المائة إلى 74.6 مليار دولار، متقدمة على التقديرات التي كانت 72.8 مليار دولار. رفع هامش الربح الأعلى صافي الدخل إلى 18.4 مليار دولار، أكثر من توقع وول ستريت الذي بلغ 16.9 مليار دولار.
كما أبلغت مايكروسوفت بإيرادات وأرباح أكثر من توقعات وول ستريت، على الرغم من تباطؤ أكثر في نمو منصتها السحابية أزور حيث يسعى العملاء لزيادة كفاءة إنفاقهم السحابي.
تباطأ نمو أزور 27 في المائة بالعملة الثابتة في الفترة الأخيرة، في أعلى توجيهات الشركة لكنه انخفض من 31 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من 2023، و46 في المائة قبل عام. عزت مايكروسوفت التباطؤ إلى جهود العملاء "لتحسين" إنفاقهم في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي.
عزز نمو الإيرادات من "أوفيس 365" بنسبة 17 في المائة النتائج الأخيرة، أعلى بنقطة من توقعات مايكروسوفت، ما يعكس تحول العملاء إلى نسخة "إي5" مرتفعة الأجر من البرنامج.
بشكل عام، أبلغت مايكروسوفت عن إيرادات بلغت 56.2 مليار دولار، ارتفاعا بـ 8 في المائة مما كانت عليه قبل عام، بينما ارتفعت الأرباح للسهم الواحد 21 في المائة إلى 2.69 دولار. كانت وول ستريت تتوقع أن تكون العوائد 55.4 مليار دولار والأرباح للسهم الوحد 2.55 دولار.