جازان .. 950 مزرعة فل تدعم صناعة الزيوت العطرية

جازان .. 950 مزرعة فل تدعم صناعة الزيوت العطرية

تشتهر منطقة جازان بزراعة النباتات العطرية ذات الرائحة الجميلة، وفي مقدمتها نبات "الفل"، الذي شكل إلى جانب النباتات العطرية الأخرى "الكادي والنرجس والوزاب والبعيثران والشيح والبرك"، موروثا شعبيا واجتماعيا ارتبط بمناسبات الزواج والأعياد واستقبال الضيوف والاحتفاء بالمواليد والهدايا ذات القيمة العالية التي تقدم لضيوف جازان في كل المناسبات.
وانطلاقا من هذه الأهمية لشجرة الفل، فقد توسع الأهالي في زراعتها والعناية بها حتى بلغ عدد مزارع الفل في المنطقة، وفقا لإحصائية حديثة صادرة عن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة، أكثر من 950 مزرعة منتجة للفل يحوي البعض منها المئات من نباتات الفل المنتجة، وفيما يتجاوز البعض الأخرى الآلاف بحسب مساحة كل مزرعة وقدرة كل مزارع، فضلا عن "ردائم الفل" التي لا تكاد تخلو منها مداخل وأفنية المنازل في عادة توارثها الأهالي منذ مئات الأعوام.
وتوجت جهود الأهالي في زراعة وإنتاج الفل بتأسيس جمعية الفل والنبات العطرية في منطقة جازان عام 1443هـ، التي تسعى، وفقا لمحمد بن عبدالله حوباني رئيس مجلس إدارتها، لتكون رائدة في مجال الاهتمام بزراعة الفل والنباتات العطرية والصناعات التحويلية وتقديم حلول استثمارية شاملة لجميع المزارعين والمهتمين بالصناعات التحويلية، وتحقيق رسالتها في تقديم باقة من الخدمات وفق أفضل المعايير والممارسات للمزارعين المهتمين بزراعة وبيع وإنتاج الفل والنباتات العطرية والصناعات التحويلية مثل إنشاء مصانع تقطير الفل والنباتات العطرية وتقديم خدمات ملائمة من حيث الجودة والأداء لتحقيق أهداف الجمعية.
وفي السياق ذاته، أنهت غرفة جازان أخيرا دراستها الاقتصادية لمشروع "مصنع الزيوت العطرية"، بمبلغ 44 مليون ريال، كواحدة من الفرص الاستثمارية، حيث تزيد الطاقة الإنتاجية للمصنع الذي يقام على مساحة 3000 متر مربع في موقع مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، 100 طن سنوي عند التشغيل بالطاقة الكاملة، مقدرة مؤشرات ربحية المشروع ومعدل العائد على الاستثمار بنسبة 530 في المائة، وبمعدل عائد داخلي على الاستثمار بـ23 في المائة، وفترة استرداد رأس المال خلال أربعة أعوام.
وتهدف غرفة جازان من إنشاء المصنع لإنتاج زيت الفل مستفيدة في ذلك من وجود العدد المناسب من مزارع الفل بالمنطقة، إضافة لزيت الريحان، ومستخلصات الورد الطائفي، وتوريدها إلى السوق المحلية وأسواق التصدير (دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها) بما يتناسب وكميات الطلب على مستخلصات الزيوت العطرية في المملكة، التي تقدر بنحو 26.453 طنا سنويا، من خلال استهداف حصة سوقية قدرها 0.5 في المائة من حجم الفجوة السوقية عند التشغيل بالطاقة الكاملة.

الأكثر قراءة