إنتاجية المملكة المتحدة تتخلف عن ركب السبع .. لماذا؟
التهاون في تحسينات الإنتاجية يعوق الأعمال في المملكة المتحدة، مقارنة بنظرائها في مجموعة الدول الصناعية السبع، وفقا لاستطلاع للأعمال.
كشف استطلاع من مؤسسة بي ذا بزنس الخيرية المدعومة من الحكومة، أجري على أكثر من أربعة آلاف قائد أعمال من مجموعة الدول الصناعية السبع، عن فجوة كبيرة بين ثقة الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم في المملكة المتحدة وقدراتها الفعلية.
أظهر مؤشر الأعمال الإنتاجية لمجموعة السبع، الذي أصدر الأربعاء، أن سبب تخلف أعمال المملكة المتحدة عن أقرانها في أكبر الاقتصادات المتقدمة جميعها، باستثناء اليابان، هو نقص الاستثمار والتحسين في مجالات مثل الإدارة والقيادة، وتبني التكنولوجيا، والابتكار.
كان تخلف الإنتاجية في المملكة المتحدة مصدر قلق لصانعي السياسات وقادة الشركات لأعوام. كان الإنتاج لكل ساعة عمل في الربع الأول من هذا العام 0.6 في المائة فقط، أعلى من متوسطه في 2019 قبل الجائحة، وفقا لمكتب الإحصاءات الوطنية، ما يحافظ على اتجاه نمو الإنتاجية السطحي في المملكة المتحدة الذي ساد منذ الأزمة المالية في 2008.
"قد تكون الثقة أمرا جيدا – فالإيمان بالنفس قوة. لكن، بعبارة أخرى، نحن (المملكة المتحدة) نبرع في التهاون"، كما ذكر التقرير، على الرغم من أنه أشاد أيضا "بالموهبة، والعزيمة، والعمل الدؤوب" لقادة الأعمال في المملكة المتحدة.
احتلت شركات المملكة المتحدة المراتب الأخيرة بين مجموعة السبع في الاستثمار في التدريب، والتطوير، وأنظمة الموارد البشرية وعملياتها، وتنفيذ تحسينات الكفاءة. على النقيض من ذلك، احتلت الشركات المكافئة في الولايات المتحدة، التي تصدرت المؤشر بشكل عام، أعلى المراتب في الثقة، والإدارة والقيادة، والكفاءة التشغيلية.
قال 42 في المائة تقريبا من قادة الأعمال في الولايات المتحدة إنهم خططوا لزيادة الاستثمار في مبادرات لقياس أداء الموظفين والأعمال في العام المقبل، مقارنة بـ 26 في المائة في المملكة المتحدة.
ألقى اقتصاديون اللوم في جزء من تخلف الإنتاجية سابقا على ضعف الإدارة. يتجاهل قادة الأعمال أحيانا مجالات بسيطة مثل تقييم الأداء المنتظم وتحدد الأهداف.
قال أنثوني إمبي، الرئيس التنفيذي لـ "بي ذا بزنس"، "يتعلق جزء كبير من هذا بتغيير السلوك. كيف تجعل قادة الأعمال ومديريهم وفرق القيادة يفكرون في أعمالهم من حيث إجراء تحسينات مستمرة؟".
أنشئت المؤسسة الخيرية استجابة لمراجعة الحكومة لتحديات الإنتاجية في المملكة المتحدة في 2017 وتعمل على تشجيع نشر الممارسات الجيدة.
كما لفت التقرير النظر إلى فجوة في التمويل. قال نحو 63 في المائة من قادة الشركات الصغيرة في المملكة المتحدة إن شركاتهم كانت بارعة في تنفيذ الأفكار الجديدة سريعا، لكن 38 في المائة فقط قالوا إنهم يستطيعون الوصول إلى الأموال لينقلوا تلك الأفكار إلى السوق، مقارنة بـ 56 في المائة من أقرانهم في الولايات المتحدة.
يعتقد إمبي أن الشركات متوسطة الحجم، على عكس الشركات الناشئة أو المجموعات الكبيرة، تعاني نقصا في الخيارات الحالية للديون أو تمويل الأسهم. قال "إن الحصول على رأس المال لهذه الأعمال صعب ويأتي بشروط ومخاطر كثيرة مرتبطة به" مثل الضمانات الشخصية الباهظة.
قدرت "بي ذا بزنس" أن تحسنا سنويا يبلغ 1 في المائة فقط في إنتاجية الأعمال الصغيرة في المملكة المتحدة خلال خمسة أعوام سيضيف 94 مليار جنيه استرليني للاقتصاد.
تضغط المجموعة من أجل "إجراءات صغيرة لكن مجدية" من قادة الأعمال، مثل تخصيص ساعة في الشهر للعمل على التحسينات أو أخذ نصائح خارجية أكثر. كما تضغط من أجل زيادة التعاون بين الشركات الصغيرة والكبيرة، ورؤى أفضل، ودعم وإجراءات من الحكومة.
يعتمد مؤشر مجموعة السبع على مقابلات مع أكثر من ألف من كبار صانعي القرارات في شركات المملكة المتحدة، التي تضم بين اثنين إلى 249 موظفا، و500 قائد في كل من الدول الست الأخرى. رجحت عينة الشركات غير البريطانية لتتناسب مع تركيبة شركات المملكة المتحدة لضمان المقارنة المباشرة.