متفوقة على التوقعات .. حملة نتفليكس تؤتي ثمارها وسط منافسة شرسة

متفوقة على التوقعات .. حملة نتفليكس تؤتي ثمارها وسط منافسة شرسة

ساعدت الإجراءات الصارمة ضد مشاركة كلمات المرور على منصة نتفليكس في إضافة ما يقارب ستة ملايين مشترك، أكثر من ضعف ما توقعه محللون، وأثبتت استراتيجية منصة البث لتعزيز عملها.
بعد ما صدمت المستثمرين بخسارة المشتركين العام الماضي، استجابت "نتفليكس" بخطوتين: تقديم نسخة أرخص من خدمتها بإعلانات، ومحاولة الحد من مشاركة كلمات المرور، وهي خطوة تجاهلتها بشكل كبير عندما كان النمو عاليا.
اتخذت "نتفليكس" إجراءات صارمة في أيار (مايو) على مشاركة كلمات المرور للحسابات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأكثر من 100 دولة أخرى. في الولايات المتحدة، أخبرت "نتفليكس" العملاء بأنه إذا أرادوا مشاركة كلمات المرور فعليهم دفع 7.99 دولار في الشهر لإضافة شخص خارج منزلهم أو 6.99 دولارا إذا كانوا مستعدين للحصول على حساب يظهر إعلانات.
يبدو أن تلك السياسة تنجح. في الأشهر الثلاثة حتى نهاية حزيران (يونيو)، أضافت "نتفليكس" 5.9 مليون مشترك، أعلى من توقعات وول ستريت التي بلغت مليوني مشترك فقط. أخبرت الشركة المستثمرين الأربعاء، "كان رد فعل إلغاء الاشتراك منخفضا".
لكن الأسهم في "نتفليكس"، التي حققت أكثر من 8 في المائة في الأيام الخمسة التي تسبق بيان الأرباح، انخفضت أكثر من 8 في المائة في تداول ما بعد السوق بعدما أعلنت الشركة إيرادات أقل.
ارتفعت إيرادات "نتفليكس" ربع السنوية إلى 8.2 مليار دولار، أعلى 3 في المائة مما كانت عليه قبل عام لكن أقل من التوقعات التي كانت تبلغ 8.3 مليار دولار بقليل. توقعت الشركة أن الإيرادات سترتفع إلى 8.5 مليار دولار في الربع الحالي، دون توقعات المحللين، التي بلغت 8.7 مليار دولار.
تعكس حملة "نتفليكس" على كلمات المرور الواقع المرير لنموذج البث المكلف، الذي كانت رائدة فيه. عندما كانت وول ستريت أكثر حرصا على البث، تغاضى المستثمرون عن الخسائر الكبيرة، التي كانت تتكبدها الشركات طالما أنها كانت قادرة على الاستمرار في إضافة المشتركين سريعا.
لكن مع ركود السوق الأوسع، أصبح المستثمرون أكثر تركيزا على الأرباح. واشتدت المنافسة، حيث تتنافس "ديزني" وغيرها مع "نتفليكس" على العملاء.
تجني "نتفليكس" الأرباح، بينما لا تزال "ديزني بلس" و"باراماونت بلس" وخدمات بث منافسة أخرى تخسر المال. أفادت "نتفليكس" الأربعاء عن صافي دخل ربع سنوي يبلغ 1.5 مليار دولار، ارتفاعا بـ 3 في المائة عن الفترة نفسها قبل عام.
قالت الشركة إن إنفاقها سيكون أقل هذا العام، نظرا للإضراب العمالي التاريخي في هوليوود، الذي أوقف إنتاج الأفلام والإنتاج التلفزيوني في الولايات المتحدة. تتوقع "نتفليكس" الآن تدفقا نقديا حرا يبلغ خمسة مليارات دولار هذا العام، ارتفاعا من تقديرها السابق الذي بلغ 3.5 مليار دولار.
ألقى كثير من العمال اللوم على "نتفليكس" لدخولها في ثورة البث، التي جعلت من الصعب على كتاب السيناريو أن يعيشوا حياة كريمة. في إعلان الأرباح، قال الرئيس التنفيذي المشارك تيد ساراندوس إن الإضراب "لم يكن نتيجة أردناها"، مع تسليط الضوء على ارتباط أبيه بالنقابات.
"على الصعيد الشخصي، لقد نشأت في أسرة نقابية. كان أبي عضوا في نقابة الإخوة الدولية لعمال الكهرباء المحلية 640، كان كهربائيا نقابيا (...) أتذكر خروج أبي للإضراب في أكثر من حدث، وأتذكر ذلك لأن له تأثير سلبي كبير في العائلة، ماديا وعاطفيا".
قال باولو بيسكاتوري، محلل في بي بي فورسايت، إن النتائج كانت "تأييدا قويا" لاستراتيجية كلمات المرور من "نتفليكس"، لكنه حذر من أن الحملة كانت "إجراء قصير المدى". "تحتاج نتفليكس إلى دراسة استراتيجية تسعيرها على المدى المتوسط أو البعيد"، كما قال.
بعد تراجعها العام الماضي، عادت أسهم "نتفليكس" في 2023 لتكسب أكثر من 60 في المائة.
أخبرت "نتفليكس" المساهمين في رسالة، "بينما حققنا تقدما مستمرا هذا العام، أمامنا عمل أكثر لنعيد تسريع نمونا".

الأكثر قراءة