إطلاق العنان لقوة الهيدروجين تجاه الطاقة النظيفة «1 من 2»
تعد قوة الهيدروجين لتسريع وتيرة التحول في استخدام الطاقة غير مسبوقة. وقد أشيد بالهيدروجين النظيف ـ المنتج باستخدام الطاقة المتجددة أو العمليات ذات الانبعاثات الغازية المنخفضة ـ باعتباره عامل تغيير محتمل في قواعد اللعبة. فهو يتيح الإنتاج النظيف للسلع الصناعية ويمكن استخدامه للحد من الانبعاثات، أو كبديل للطاقة العادية، مثل الفحم أو الغاز الطبيعي، أو لإنتاج الأمونيا ـ أحد المكونات الرئيسة للأسمدة التركيبية. وعلى الرغم من أن عديدا من المنافع تعزى إلى الهيدروجين، فما المطلوب لإطلاقه، ولا سيما في الدول النامية؟ حددنا ثلاثة تحديات رئيسة يتعين التغلب عليها من خلال العمل المنسق.
فالهيدروجين يحتاج إلى أن يكون أكثر نظافة ففي الوقت الحالي، يتم إنتاج نحو 98 في المائة من إجمالي الهيدروجين باستخدام الغاز الطبيعي والفحم، ما يؤدي إلى انبعاثات. وللوفاء بأهداف اتفاق باريس، تجب إزالة الكربون من إنتاج الهيدروجين، والهيدروجين المنتج من مصادر الطاقة المتجددة هو الخيار الواعد الذي يجب استكماله بالهيدروجين منخفض الكربون.
علاوة على ذلك، من الضروري زيادة إجمالي الطلب على الهيدروجين خمسة أضعاف بين الآن و2050. ومن أجل أن تكون على هذا المسار، يجب أن تزيد القدرة الإنتاجية المركبة للهيدروجين الأخضر بمقدار 75 ضعفا من الآن إلى 2030.
فالهيدروجين ينبغي أن يصبح أرخص فيعد إنتاج الهيدروجين الأخضر حاليا أكثر تكلفة بكثير من الهيدروجين الرمادي. وفي العادة، تبلغ تكلفة الهيدروجين الأخضر اليوم نحو من أربعة إلى خمسة دولارات للكيلوجرام في مواقع جيدة، أي ضعفين إلى ثلاثة أضعاف إنتاج الهيدروجين الرمادي أو الأزرق ـ المنتج من الغاز الطبيعي ويسانده احتجاز الكربون وتخزينه.
والخبر السار هو أنه من المتوقع أن تنخفض تكاليف الهيدروجين الأخضر بسرعة بين اثنين وثلاثة دولارات للكيلوجرام بحلول 2030 بسبب آثار التعلم التي تعزز أداء التكنولوجيا وعمليات الإنتاج وكذلك وفورات الحجم.
وتتمثل إحدى الطرق لجعل الهيدروجين النظيف ميسور التكلفة في فرض تسعيرة على انبعاثات الغازات للهيدروجين الرمادي، وبالتالي سد فجوة القدرة التنافسية بين الهيدروجين الأخضر والرمادي. . وقد أعلنت دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والصين بالفعل، تقديم دعم يقدر بنحو 100 مليار دولار لمساندة الهيدروجين النظيف.
ويعد إنتاج الهيدروجين الأخضر كثيف الاستخدام لرأس المال ويتطلب كمية كبيرة من الطاقة المتجددة. ويتطلب الإنتاج السنوي لمليون طن من الهيدروجين الأخضر عشرة جيجاواط من المحللات الكهربية، و20 جيجاواط من توليد الطاقة المتجددة، و30 مليار دولار من الاستثمارات "المعروفة أيضا باسم (قاعدة 1-10-20-30)". وسيتطلب استبدال كل الهيدروجين الرمادي المستخدم اليوم بالهيدروجين الأخضر كل قدرات توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح العاملة حاليا.. يتبع.