القضاء على الفقر تحديات تواجه العالم «2 من 2»

شهد هذا الأسبوع لقاء مجموعة متنوعة من القادة من أكبر 20 اقتصادا في العالم في الهند لحضور اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين. وبين البنود المدرجة على جدول الأعمال إصلاح كل بنوك التنمية متعددة الأطراف تحت مظلة ما نسميه "خريطة طريق التطور".
لا يجوز لنا أن نعمل على تنفيذ خريطة الطريق من خلال العمل كالمعتاد، بل يتطلب الأمر التحرك العاجل، وحس الغرض، والعمل الجاد على مستوى لا يقل عن المجهود الحربي، ويحتضن البنك الدولي هذه الفترة التي يغلب عليها التغيير.
نحن نعمل بالفعل على تحديد الكفاءات الجديدة التي ستتيح لنا إنجاز قدر أكبر من العمل في وقت أقل ـ تحفيز النواتج وليس المدخلات وضمان أن تركيزنا لا يقتصر على الإنفاق المالي، بل على عدد الفتيات في المدارس، وعدد الوظائف التي ننشئها، وعدد الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي نتجنبها، وعدد الدولارات التي نتمكن من حشدها في القطاع الخاص.
لقد عملنا على وضع خطة عمل لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من كل دولار، بينما نحافظ على تصنيفينا الائتماني الممتاز AAA. ونحن نبذل قصارى جهدنا لتعزيز قدرتنا على الإقراض، وإيجاد السبل للاستفادة من رأس المال المتاح على الفور، وإنشاء آليات جديدة مثل رأس المال الهجين القادر على تحرير موارد لا حصر لها لتحقيق النتائج. كما نسعى إلى توسيع وتطوير التمويل الميسر حتى يتسنى لنا من خلاله مساعدة عدد أكبر من الدول المنخفضة الدخل على تحقيق أهداف التنمية، مع التفكير بشكل خلاق في الاستخدامات الكفيلة بتحفيز التعاون عبر الحدود والتصدي للتحديات المشتركة.
لكن كل التقديرات تقريبا توضح أن التقدم الوافي يستلزم توفير تريليونات من الدولارات سنويا. وعلى هذا فإننا نفتح أبوابنا لشركاء من القطاع الخاص، ونعمل جنبا إلى جنب لدعم التقدم الحقيقي المستدام الذي استعصى علينا حتى الآن.
الواقع أن حشد الموارد اللازمة لتوليد النمو والوظائف، وهو السبيل الذي نعلم أنه الأفضل على الإطلاق للحد من الفقر، مهمة شاقة ستختبر إخلاصنا وقدراتنا المشتركة. ما يدعو إلى التفاؤل أن مؤسستنا مصممة لمواجهة التحديات العصيبة. لكن مع التزامنا ببناء بنك أفضل، نعلم أننا سنحتاج إلى بنك أكبر بمرور الوقت.
إن البنك الدولي مجرد أداة توضح في النهاية طموح أولئك الذين يعتمد على سخائهم، والتقدم الذي نطمح إلى تحقيقه لن يتسنى بلا تكلفة. لكن إذا كانت أصولنا تنطوي على أي حكمة، فهي أن التحديات الضخمة تتطلب استجابة موحدة ومتصاعدة.
لا شك أن تأخير التنمية يعادل الحرمان من التنمية، ولهذا السبب يجب أن نتغلب على التأثيرات المترتبة على التعددية غير الفاعلة، والمنافسة الجيوسياسية، وانعدام الثقة الذي أصبح واسع الانتشار في مختلف أنحاء الجنوب العالمي. يجب أن يعمل البنك الدولي كملجأ نحتمي به من هذه القوى، وملاذ للتعاون والإبداع. إذا تمكنا من بناء ذلك البنك، فسيتسنى لنا النهوض بأعمال وإنجازات كبرى، وسنتمكن من القضاء على الفقر لنحيا جميعا على كوكب صالح للعيش.
خاص بـ«الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي