المدافعة عن التجارة العالمية ومخاطرها «5 من 5»

في نهاية المطاف، لم يتمكن المقترح من التغلب على معارضة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومجموعة السبع. ويقول ماثيو فيشر، الذي كان من كبار مساعدي كروجر في ذلك المشروع، إن "فكرة تدخل منظمة دولية غير منتخبة (الصندوق) في الحقوق التعاقدية ما يؤدي إلى خفض قيمة القروض، لم تلق قبولا من الناس".
وبدلا من ذلك، اعتمد المجتمع الدولي مقترحا كان متداولا منذ التسعينيات ويقضي بإدراج شروط الإجراء الجماعي في السندات الحكومية. وترسم أحكام هذا المقترح ملامح آلية تسمح لأغلبية حملة السندات باتخاذ قرارات تسري على الجميع.
وفي هذا الشأن، تقول رودا ويكس ـ براون، المستشار القانوني العام حاليا في صندوق النقد الدولي، "إننا لم نكن لنحصل على ذلك حتى لو لم تسع آن حثيثا لتمرير آلية إعادة هيكلة الديون السيادية". وقد عملت ويكس ـ براون على هذا المشروع مع كروجر عندما كانت عضوا مبتدئا في إدارة الشؤون القانونية. وتقول "لقد كان إقدام الصندوق على طرح هذا المشروع أمرا غير معتاد وينم عن الشجاعة، وكانت لديها الرؤية وصفات القيادة التي تسمح لها بالسعي إلى تحقيقه".
ولا تزال كروجر ترى أن "آلية إعادة هيكلة الديون السيادية ينبغي أن تدخل حيز التنفيذ يوما ما"، وهو موقف يشاركها فيه بعض زملائها. ويقول شون هاجان، أستاذ القانون في جامعة جورج تاون الذي كان يعمل في إدارة الشؤون القانونية في الصندوق في ذلك الوقت، ثم شغل منصب المستشار القانوني العام في الصندوق لاحقا، "لقد مات هذا المشروع سياسيا، لكنه لم يمت فكريا".
وتقول كروجر، "إن الحكومات تقع في المشكلات بسبب سياساتها الضعيفة"، وتضيف قائلة، "نحن بحاجة إلى كيان مثل صندوق النقد الدولي لينظر في السياسات ويلفت الانتباه إلى ما يتعين تغييره منها".
وحول قوة الطبيعة، فإنه خلال حياتها العملية، اكتسبت كروجر مكانة متميزة بوصفها "الأيقونة" و"قوة الطبيعة" الألمعية، و"شديدة البأس"، كما يحلو لزملائها وصفها. وقدر ما تتمتع به من قوة مؤثرة بقدر أعمالها البحثية نفسه، هناك بعد آخر في حياتها لا ترغب في مناقشته.
ويقول عنها البروفيسور راجان من كلية بوث في جامعة شيكاغو، "لقد استطاعت أن تحطم حواجز كثيرة كامرأة، وهو ما كان بمنزلة إنجاز ضخم، لكنها تتمتع بكفاءة عالية لدرجة لا تترك المجال لأحد أن يقول إنها بلغت هذه المكانة لمجرد أنها امرأة. لقد بلغت ما بلغته لأنها حقا تتمتع بكفاءة عالية. لقد كانت دائما تقدم نفسها على نحو يدعو إلى الإعجاب البالغ لكنها لم تتحدث عن هذا الأمر على الإطلاق. فكانت تضفي شعورا بالارتياح على من حولها".
وتقول ويكس ـ براون، إن كروجر كانت مصدر إلهام شخصيا ونموذجا يحتذى به. لقد كانت امرأة تشغل ذلك المنصب، وهو ما كان يشكل قيمة كبيرة في تلك الأيام، وهو جزء من التركة التي خلفتها. فقد كانت أول امرأة تشغل منصب النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولي. وعدتها النساء نموذجا يحتذى به بسبب ما تتمتع به من بعد النظر، وقوة الحجة، وفاعلية العمل. من جانبها، تقول آن كروجر إنها تريد أن تكون معروفة فقط كاقتصادية.