رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


ما الذي فات مؤتمر باريس لتمويل التنمية؟ «3 من 3»

يجب أن تسعى بنوك التنمية متعددة الأطراف أيضا إلى جمع رأس المال على مستوى المحفظة، وليس على مستوى المشروع، وينبغي أن تستثمر بشكل أكبر بكثير في الشركات التي تقدم الخدمات المرتبطة بالبنية التحتية. نظرا إلى أن معظم المستثمرين من المؤسسات يديرون مبالغ كبيرة من رأس المال من خلال فرق استثمار صغيرة، فعادة لا تكون لديهم القدرة على الاستثمار بشكل مباشر في المشاريع الفردية ما يعني أنهم بحاجة إلى أدوات أو صناديق لتوجيه استثماراتهم.
يعد الاستثمار في أسهم الشركات مهما لأن المستثمرين في تلك الأسهم عادة ما يقومون بدور نشط في تطوير وهيكلة وترتيب مشاريع البنية التحتية الجديدة، في حين لا يشارك مقدمو الديون عموما إلا بعد التأكد من أن المشروع "قابل للتمويل"، وبينما زادت بنوك التنمية متعددة الأطراف من جهود التخفيف من حدة المخاطر، فإن هذا الأمر لا يلعب دورا في الدفع بالمشروع إلى الأمام خلال المراحل الأولى من تطويره، بل إن شراء الأسهم هو الذي يحقق ذلك.
في حين أنه من الممكن لبنوك التنمية متعددة الأطراف بناء الهياكل المؤسسية اللازمة من أجل أن يكون هناك جمع فاعل لرأس المال الخاص، فإن هناك جدلا حول وجود اهتمام في مثل هذا النهج. يعد جمع رأس المال الخاص أمرا ضروريا، لكن لدى بنوك التنمية متعددة الأطراف أيضا أدوارا مهمة أخرى تؤديها، وربما يتردد أصحاب المصلحة من الحكومات والمساهمين في تلك البنوك في إعادة توزيع السلطة فيما يتعلق بمساهمين جدد من القطاع الخاص.
قد يكون الحل الأفضل هو إنشاء مرفق عالمي لتمويل المناخ، أو عدة مرافق إقليمية مصممة خصيصا لجمع رأس المال من المؤسسات المستثمرة. ستمثل بنوك التنمية متعددة الأطراف الأقلية بين المستثمرين، بينما يمثل المستثمرون من القطاع الخاص أغلبية المساهمين.
لكن ستظل بنوك التنمية متعددة الأطراف تلعب دورا رئيسا في مساعدة المستثمرين من القطاع الخاص على تقييم المخاطر في القطاعات والمناطق التي يفتقرون فيها إلى الخبرة، ومن خلال توفير الدعم الفني القائم على خبرة بنوك التنمية متعددة الأطراف التي تشمل مجموعة واسعة من المجالات. علاوة على ذلك، يمكن لبنوك التنمية متعددة الأطراف أن تشارك في المخاطر التي يتعرض لها مستثمرو القطاع الخاص، وأن تعمل على تخفيفها، وذلك من خلال قبول مراكز عالية المخاطر في هيكل رأس مال المرفق العالمي لتمويل المناخ، أو على مستوى المشاريع المستثمرة في المرفق العالمي لتمويل المناخ.
إن الخيار الأفضل هو إنشاء المرفق العالمي لتمويل المناخ بموجب تشريع قياسي للقطاع المالي، وذلك في مركز مالي عالمي يقدم حماية للمستثمرين تشبه الحماية التي يتمتع بها عادة المستثمرون من القطاع الخاص، ومن أجل حماية التصنيف الائتماني لبنوك التنمية متعددة الأطراف AAA ووضع الدائن المفضل، ستكون ميزانية المرفق العالمي لتمويل المناخ محصنة من النشاطات الأخرى.
يتعين على زعماء العالم الذين حضروا قمة باريس ألا يكتفوا فقط بتعديل الترتيبات الحالية، بل يجب أن يتبنوا إصلاحات شاملة تكفي لإحداث فرق على نطاق واسع. لم يترك لنا تغير المناخ أي وقت لمزيد من التدرج الفاشل.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي