رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الفوز بسباق الشبكات المتقدمة «2 من 2»

لإعادة تأكيد القيادة الأمريكية، عمل مشروع الدراسات التنافسية الخاصة على تطوير خطة عمل للقيادة الأمريكية في مجال الشبكات المتقدمة التي تتألف من أربع خطوات.
بادئ ذي بدء، يتعين على القيادات الحكومية أن تعكف على وضع أهداف جسورة "أشبه بهدف الهبوط على القمر" لقيادة العالم في تطوير ونشر تكنولوجيا الشبكات المتقدمة. ويجب أن يتمثل الهدف الأكثر أهمية في التوصيلية الكاملة القابلة للتشغيل البيني. تقاس قوة الشبكات بعدد العقد المتصلة بها، وعلى هذا، يجب أن تركز الجهود المبذولة لتشييد البنية الأساسية على توفير أوسع مدى وصول ممكن. هذا يعني الربط بين أجزاء مختلفة بهدف منع وجود "نقاط ميتة"، فضلا عن دعم التطبيقات عبر القطاعات.
ينبغي للولايات المتحدة أيضا أن تسعى جاهدة لقيادة شبكات الاتصالات البصرية في الفضاء الحر ـ اتصالات ليزر لاسلكية من المحتمل أن تكون أسرع وأكثر أمانا من البث الراديوي ـ والفوز بسباق الجيل السادس. وهي قادرة على تحقيق الهدف الأخير من خلال الاستفادة من شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة، التي تسمح لشبكات المحمول بالعمل من خلال أجهزة وبرمجيات توليفات المزج والمضاهاة، بدلا من حلول RAN الحالية التي تتطلب شراء حل متكامل من مزود واحد.
ثانيا، يجب أن تعمل الحكومة على بناء سلاسل توريد محلية أكثر قوة لمكونات الشبكات من خلال تقديم حوافز مالية ضخمة لتطوير وترقية الإنتاج، وعن طريق تطبيق مبدأ "دعم الأصدقاء" لتأمين الأجزاء التي لا يمكن الحصول عليها محليا.
ثالثا، يجب أن تدفع الاستراتيجية الأمريكية الطلب على الشبكات المتقدمة من خلال إيجاد الحوافز المالية لدعم وتطوير التطبيقات المعززة للإنتاجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. فمن الواضح أن وحدات الاختبار الصغيرة التي تمولها الحكومة تحت مسمى "منطقة إبداع الجيل الخامس" ليست كافية.
بدلا من ذلك، من الممكن أن يساعد إنشاء عملية Operation Warp Speed لتطبيقات الجيل الخامس ـ على غرار برنامج لقاحات مرض فيروس كورونا 2019 كوفيد- 19 ـ على تعزيز ميزة المحرك الأول في القطاعات الصناعية والأمنية الاستراتيجية من خلال ضمانات الشراء والمشتريات. ومن خلال إعادة تفويض سلطة لجنة الاتصالات الفيدرالية في بيع الطيف في المزاد يصبح من الممكن أيضا مساعدة الإبداع والابتكار، كما قد تساعد إعادة تقديم واستنان قانون إبداع الطيف، الذي يدعو إلى جعل طيف النطاق المتوسط ـ المثالي لشبكات الجيل الخامس وتطبيقاته - متاحا على نطاق واسع للقطاع الخاص.
أخيرا، يجب أن تعمل الولايات المتحدة مع الحلفاء والشركاء لتشكيل شبكات دولية. ولكن لتصدير بدائل لأجهزة شبكات الجيل الخامس الصينية ومنافسة الصين في الدول النامية، ينبغي لأمريكا أن تستثمر في استراتيجية الشبكات وأن تستفيد من التكنولوجيات التي لا تزال تهيمن عليها، مثل الأقمار الاصطناعية، والألياف الضوئية، والحوسبة السحابية.
من الحكمة أيضا أن تعمل الولايات المتحدة على تجميع تكنولوجيات عديدة معا في حزم التصدير والاستثمار في البنية الأساسية الرقمية: قد يعمل مسرع تصدير التكنولوجيا العالمية عمل "المتجر الشامل" للمشترين الأجانب. ولكن لكي ينجح هذا يتعين على الولايات المتحدة أن تعمل من كثب مع شركائها لتطوير رؤية مشتركة لمعايير التكنولوجيا، سواء من خلال آليات قائمة بالفعل مثل "الرباعية" Quad ومجلس التجارة والتكنولوجيا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أو بإنشاء "مجموعة الجيل السادس الحرة" الجديدة التي تتألف من حكومات متشابهة الفكر.
الواقع أن المنافسة التكنولوجية الاقتصادية ستحدد هيئة المستقبل، وتشكل الشبكات ساحة المعركة الرئيسة. ويجب أن تعمل كيانات القطاعين العام والخاص في الولايات المتحدة، بالعمل جنبا إلى جنب مع حلفاء وشركاء أمريكا، على بناء وتنفيذ رؤية لهذا القطاع الحيوي الحرج الذي يعزز القدرة التنافسية والأمن والازدهار للأمد البعيد. في غياب القيادة الأمريكية، يصبح بوسع الصين فرض شروط دمج العالمين الرقمي والمادي.
خاص بـ"الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2023.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي