تحديات تعوق النهوض بأدب الطفل عربيا .. كيف يمكن تجاوزها؟

تحديات تعوق النهوض بأدب الطفل عربيا .. كيف يمكن تجاوزها؟

الكتابة للطفل العربي تصطدم بمجموعة تحديات، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى وضع رؤية جديدة تستطيع تجاوز هذه العقبات، بحسب إيهاب القسطاوي، الكاتب المختص بأدب الأطفال. وإضافة إلى اللغة، فهناك ظواهر أخرى عرقلت توسع أدب الأطفال عربيا.
قال إيهاب القسطاوي، الكاتب المصري المتخصص في أدب الطفل، ومدير كرسي الألكسو في خدمة الطفولة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، إن الجهود الرامية للنهوض بالأدب الموجه للأطفال عربيا، تصطدم بحزمة من التحديات، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى وضع رؤية قابلة للتطبيق للتعامل مع تلك التحديات.
وأضاف القسطاوي، في مقابلة مع "الألمانية"، أن أبرز التحديات تتمثل في أن أدب الأطفال يصاغ بلغة لا تتصل بمفهوم اللغة التي تخدم الطفل وتبلور أهدافه، مشيرا إلى أن "ما يقصده هو اللغة التي تمكن الطفل من فهم الآخرين، وعبرها نستطيع أن نشرح للطفل ما نريده منه، ويستطيع الطفل، في المقابل، أن يتعلم ما يريد قوله ويتمكن من التعبير عن ذاته".
ونوه إلى أن أحد التحديات الأخرى التي تعيق تقدم الأدب الموجه للأطفال في العالم العربي، هو "ظاهرة الدخلاء على المشهد الأدبي"، وهي ظاهرة تسببت في إحداث مزيد من السطحية والارتباك في مجال أدب الطفل.
وتابع القسطاوي قائلا: إن ظهور هؤلاء الدخلاء في المشهد الأدبي وحقل أدب الأطفال، سببه "المجاملات" في بعض المؤسسات المعنية بالنشر، وأن الأمر امتد من عالم الكتابة الإبداعية إلى عالم النقد الأدبي، ليقوم الدخلاء على المشهد النقدي، بنقد مؤلفات الدخلاء على المشهد الإبداعي، فيمنحونهم "صكوك الإجادة في الإبداع". وأكد أن مستقبل أدب الأطفال في العالم العربي مرتبط بطبيعة اللحظة المرتبكة التي يعيشها في الحاضر. وحول رؤيته لحركة النشر في مجال أدب الطفل وتحقيق طموح الكتاب العرب، قال القسطاوي إن حركة نشر الكتب الموجهة للأطفال باتت ضعيفة، ولا تلبي احتياجات الأطفال، ولا ترتقي لطموح المبدعين من الكتاب والرسامين، مرجعا سبب ذلك إلى أن بعض دور النشر باتت لا تهتم بنشر القيمة، وتسعى لتحقيق الأرباح فقط، دون النظر إلى ما تقدمه من نصوص، لتسود لغة الأرقام واقتصادات النشر على حساب المضمون.

الأكثر قراءة