رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


التقنيات المتقدمة في حج 1444

الحج لا شك أنه تجربة استثنائية لكل مسلم فهو عبادة واجبة مرة في العمر وكثير من المسلمين لا يحج أكثر من مرة واحدة وبالتالي فإن هذه التجربة تعد فريدة لمعظم المسلمين وفي هذه الظروف يتمنى أن تكون هذه التجربة فرصة للتقرب إلى الله تعالى دون أي صعوبات أو تعكير، وفي المملكة الجهود كبيرة ومتطورة بشكل متسارع للوصول إلى أفضل تجربة إنسانية في رحلة الانتقال من بلد الفرد إلى بيت الله الحرام لتأدية هذه الفريضة العظيمة.
بحمد الله تعود الأمور إلى طبيعتها وتستقبل بلاد الحرمين المملكة ضيوف الرحمن من كل بقاع الدنيا، وذلك وفقا للبرامج المعتمدة في استقبال ضيوف الرحمن قبل أزمة كوفيد – 19، حيث بلغ عدد الحجاج فعليا أكثر من مليون و845 ألفا، وليس ذلك فقط بل بخدمات أفضل وإجراءات أكثر يسرا وسهولة وذلك نتيجة للتطورات الكبيرة التي شهدتها المملكة خلال الأعوام الماضية ومنها اكتمال مجموعة من المشاريع التي لها علاقة بالحرمين الشريفين، وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة، ومشروع طريق مكة الذي تطور بشكل كبير ليصل المستفيدون منه من سبع دول في العالم الإسلامي، وبلغ عدد المستفيدين منه نحو ربع ميلون حاج، يمر بتجربة استثنائية في الانتقال بين بلده والمملكة كأنها أقرب إلى رحلة محلية داخل بلده لسهولة دخوله إلى المطار في المملكة.
لا شك أن تجربة حج بيت الله الحرام وأداء الركن الخامس لهذا الدين وشعيرة من أعظم الشعائر في الإسلام تجربة لا ينساها المسلم ولذلك اهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين بهذه الشعيرة من خلال أفضل ما يمكن من خدمات لزوار وحجاج بيت الله الحرام من خلال تحسين الخدمات وتسهيل حركة النقل والراحة في السكن والإقامة في جميع مشاعر بيت الله الحرام، ونجد أن التقنيات المتقدمة تطورت في حجم هذا العام من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة من الخدمات ومنها السوار الإلكتروني الذي يقدم مجموعة من المعلومات لتسهل الظروف ويقدم "السوار الذكي" الذي يطرح لأول مرة على مستوى السعودية في نسخته التجريبية، خدمات رئيسة تشمل توفير كامل المعلومات حول الحاج، وحالته الصحية المتعلقة بالتحصين من كوفيد - 19، أو بقياس نسبة أكسجين الدم، ونبضات القلب، وخدمات طلب المساعدة الأمنية أو الطبية الطارئة، ما يسهم في سرعة الوصول إلى موقعه ومساعدته. كذلك سيجري إرسال رسائل توعوية للحجاج تصل إليهم عبر السوار، وغيرها من الخدمات لتقديم تجربة حج ميسرة لهم.
ومنها "روبوت الإرشاد" وهو ابتكار تقدمه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث يعمل بتقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي ومهمته تقديم فتاوى واستشارات إسلامية موثوقة، مع شاشة تعمل باللمس، والقدرة على التواصل بـ11 لغة تشمل العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والفارسية والتركية والماليزية والأوردية والصينية والبنجالية والهوسا، ومنها استحداث روبوت مخصص لتعقيم المسجد الحرام. يغطي هذا الابتكار الروبوتي الفريد من نوعه مساحات شاسعة داخل المسجد ومختلف مرافقه، ما يوفر عملية تعقيم فعالة وشاملة دون الحاجة لأي تدخل بشري.
والعمل في تطوير الخدمات وتجربة الحجم مستمر حيث يتم دوريا عقد الملتقيات والمؤتمرات في التجارب الخاصة بالحج ومنها تنظم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بالتعاون مع جامعة أم القرى ملتقى الذكاء الاصطناعي التوليدي في الحج والعمرة، في مقر الجامعة في مكة المكرمة، الذي يتناول أهم الاحتياجات للحجم وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة فيها مثل إدارة الحشود والسلوك غير المعتاد للحاج وإنترنت الأشياء في الحج وغيرها من الخدمات المتقدمة لتسهيل تنظيم الحج في كل عام بما يعزز من سلامة الحجاج ويمكن من فرص زيادة استيعاب المشاعر المقدسة لعدد أكبر من قاصدي البيت الحرام حجاجا ومعتمرين وزائرين، ويحسن من تجربة أداء هذه الشعيرة العظيمة.
وكما هو معلوم أن تجربة حج هذا العام هي أفضل وبخيارات أكثر بحمد الله حيث تم افتتاح التوسعات للمطارات وتحسين الخدمات فيها وتشغيل قطار الحرمين وتسهيل عملية الانتقال داخل المدن وفيما بينها لزوار الحرمين الشريفين وما زالت الأعمال مستمرة لافتتاح مشاريع جديدة تزيد جودة تجربة زيارة الحرمين الشريفين من المسلمين.
الخلاصة: إن تجربة حج هذا العام بعد تجاوز قيود أزمة كوفيد سواء فيما يتعلق بالعمر أو الأعداد والوصول إلى أرقام ما قبل الجائحة مفرحة لجميع المسلمين حول العالم وتؤكد أن إدارة الأزمة بكفاءة عالية سيكون لها أكبر الأثر في التعافي السريع، كما أن التطور الكبير خلال هذه الفترة الوجيزة في تقديم خدمات مميزة وإدارتها بكفاءة عالية وزيادة في استخدام التقنيات المتقدمة لخدمة ضيوف الرحمن يجعل منها ذكرى لا تنسى في ذاكرة كل قاصد للمشاعر المقدسة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي