خدمة الحجاج .. شرف تتوارثه الأجيال في مكة المكرمة

خدمة الحجاج .. شرف تتوارثه الأجيال في مكة المكرمة
خدمة الحجاج .. شرف تتوارثه الأجيال في مكة المكرمة

يوزع عبدالله وأبناؤه الخمسة، أكواب الشاي بالحليب الدافئ والخبز الطازج ليلا على الحجاج المنهكين، في تقليد يعده "شرفا" تتناقله الأجيال في مكة المكرمة.
ومع بدء توافد الحجاج لأداء مناسك الحج، أعد عبدالله نفسه لخدمتهم، ويقول قرب المسجد الحرام "خدمة الحجاج شرف لا يضاهيه شرف لأهل مكة".
ويضيف: "أهل مكة، هذه الأشياء طبيعية عندهم. والدي فعل ذلك، وأهلي فعلوه، والآن أفعله وأحاول أن أعلم أبنائي".
ويتابع الرجل الذي ارتدى ثوبا أبيض تقليديا والعرق يتصبب منه، أنه "شرف تتوارثه الأجيال هنا".
ومنذ منتصف النهار، يعد عامر وأبناؤه دالات الشاي الساخن وأباريق الحليب ومئات قطع الخبز وزجاجات المياه وأكوابا صغيرة مصنوعة من الورق المقوى.
وبحسب ما ذكرت "الفرنسية"، يضع عبدالله هذه المؤن في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق، ويتمركز يوميا في الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام التي تفيض بالحجاج من الجنسيات كافة. ويقف مع أبنائه أمام فندق وينادي "شاي شاي"، ليتجمع حوله الحجاج المتعبون ومعظمهم من البسطاء بعد يوم طويل مليء بالعبادة والصلاة في جو حار.
ويعد الحج أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، ويجب على كل مسلم قادر على تأديته، أن يؤديه مرة واحدة على الأقل. وأبدى هؤلاء الحجاج سرورهم فيما يوزعه عبدالله وآخرون ممن يواظبون على هذه التقاليد التي تعكس الكرم المعروف عن أهل الجزيرة العربية.
وفي أرجاء مكة، ينتشر شباب يوزعون وجبات من الأرز والدجاج أو اللحم على الحجاج الذين يصطفون في طوابير طويلة لتسلم حصصهم.
ونشرت وزارة التعليم السعودية 200 طالب من فرق الكشافة في المسجد الحرام لتنظيم الحشود وإرشاد الحجاج وتوجيههم.
ويرتدي التلاميذ زيا بنيا فاتحا طرزت على كمه عبارة "كشافة وزارة التعليم"، إضافة إلى اسم كل طالب. ويقوم بعضهم بدفع كراسي متحركة للحجاج الكبار في السن أو المرضى.
ويعرب طالب الثانوية سلطان الغامدي، عن "فخره لمشاركته في خدمة الحجاج في المسجد الحرام".

الأكثر قراءة