رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


هل ترفع «فاغنر» أسعار النفط؟

مجموعة "فاغنر" هي منظمة روسية شبه عسكرية، يطلق عليها البعض شركة عسكرية خاصة أو وكالة خاصة للعقود العسكرية المختلفة، ويصفها المناوئون بأنها مجموعة "مرتزقة" تنفذ مهام عسكرية نوعية بمقابل مادي. بعيدا عن مغبات السياسة ودهاليزها، ما أود تسليط الضوء عليه في هذا المقال هو انعكاس تمرد مجموعة "فاغنر" على الحكومة الروسية على أسواق الطاقة، فكما هو معلوم فإن روسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بنحو 11 مليون برميل يوميا، وبصادرات بلغت نحو سبعة ملايين برميل يوميا، وهي أيضا أكبر مصدري الغاز في العالم بما يقارب 238.1 مليار متر مكعب، بفارق كبير عن أقرب منافسيها الولايات المتحدة، التي تحل في المرتبة الثانية بنحو 137.5 مليار متر مكعب. هذا يعني أن أي تهديد لسلامة إمدادات الطاقة الروسية سيؤثر بطبيعة الحال في أسواق الطاقة العالمية، وعلى رأسها النفط.
في اعتقادي، أن أسواق الطاقة العالمية تمر منذ جائحة كورونا بظروف استثنائية، وتحديات كبيرة، وتواجه "أوبك" بقيادة السعودية هذه التقلبات والظروف الاستثنائية، ويشار إليها بالبنان، وفي اعتقادي، غير المتحيز، أن أسواق النفط كانت ستضطرب اضطرابا شديدا وتصاب بشلل لن يصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين للنفط على حد سواء لولا حكمة "أوبك" وتعاطيها بموضوعية مع هذه التحديات والظروف. أود أن أعرج في عجالة على أسواق النفط والعوامل التي تؤثر في أسعاره بين أثر سلبي وإيجابي.
عند الحديث عن الطلب العالمي للنفط، فلا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الصين، كونها أكبر مستورد للنفط، والمؤشرات -في رأيي- إيجابية نحو زيادة الطلب على النفط، حيث إن هناك تحسنا ملحوظا على الطلب الصيني عقب جائحة كورونا وأثرها الحاد في الصين وإغلاق جل الأنشطة الصناعية فيها. أيضا الجدير بالذكر أن الطلب الأمريكي على النفط ارتفع إلى نحو 22 مليون برميل يوميا، وهو ارتفاع كبير ومؤشر إيجابي للطلب على النفط، إضافة إلى انخفاض كبير في مخزونات أمريكا النفطية. المثير للتساؤل والحيرة، على الرغم مما تم ذكره سابقا حول زيادة الطلب من قبل الصين وأمريكا، وكذلك استمرار خفض الإنتاج من قبل "أوبك+"، إلا أن أسعار النفط ما زالت تتأرجح بين الاستقرار والانخفاض حول سعر 75 دولارا للبرميل لخام برنت!
هذا يقودنا إلى سؤال مهم يتعلق بعنوان هذا المقال، هل ما يحدث الآن في أسواق النفط بفعل المضاربين الذين يستغلون الأخبار والأحداث لتحقيق أهدافهم؟ وهل سترتفع أسعار النفط إلى مستويات فوق 100 دولار للبرميل بسبب أحداث روسيا الأخيرة وتمرد مجموعة "فاغنر"؟ في رأيي، أن خبرا كهذا لن يمر مرور الكرام على معشر المضاربين في أسواق النفط، وسيتم استغلاله في كل الحالات، لكن الأهم هل ستحتوي روسيا هذا الحدث سريعا بحيث لا يصل الأمر إلى تهديد أساسيات أسواق النفط العالمية، والروسية على وجه الخصوص، ويتم قطع الطريق على المضاربين لإطالة أمد استغلال هذا الحدث، أم أن القضية ستأخذ منحى شائكا قد يسبب اضطرابا حقيقيا في أسواق النفط العالمية؟ أتوقع أن روسيا ستحتوي هذه المسألة في وقت قصير سيستفيد منه المضاربون بلا شك!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي