رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الصكوك أداة لأسواق رأس المال «2 من 2»

يلعب استخدام الكلمات العربية أيضا دورا في النقطة الثانية، وهي الاعتقاد بأن الصكوك هي في الأساس منتج مقتصر على الأسواق الناشئة. فمن منظور مكتب تجاري في نيويورك أو لندن أو طوكيو، ما الذي يمكن أن يبدو أكثر ارتباطا في الأسواق الناشئة من منتج يتضمن مبادئ الشريعة الإسلامية ويستخدم بعض المصطلحات العربية؟ بالتأكيد أن عديدا من مصدري أدوات أسواق رأس المال من الأسواق الناشئة يلجأون للتمويل باستخدام الصكوك، التي يشتريها كثير من المستثمرين في الأسواق الناشئة. ولكن هذه الحقائق وحدها لا ينبغي أن تعرف الأداة نفسها على أنها أداة خاصة فقط في الأسواق الناشئة. في نهاية الأمر، هناك عدد من الشركات المدرجة في كل من البورصة الوطنية للهند وبورصة شنغهاي للأوراق المالية يزيد على المدرج في نيويورك أو لندن، لكن هذا لا يعني أن الأسهم هي الآن منتج خاص في الأسواق الناشئة.
وعلاوة على ذلك، فإن أغلبية الصكوك الدولية ليست أدوات تقليدية الأسواق الناشئة على الإطلاق. وتصدر معظمها الجهات السيادية، والشركات فوق الوطنية، والمؤسسات المملوكة للدولة، والشركات الكبيرة متعددة الجنسيات التي تتمتع بتصنيف ائتماني مرتفع. كما قام عدد من كبار المصدرين الغربيين، مثل المملكة المتحدة ولوكسمبورج وصندوق التمويل الدولي للتحصين "هو منظمة دولية منظمة تعمل كمؤسسة خيرية في المملكة المتحدة" بتنفيذ إصدارات من الصكوك.
بعبارة أخرى، في الأغلب ما لا يكون التصور واقعا عندما يتعلق الأمر بالصكوك. فكثير من الأطراف الفاعلة في الأسواق المالية تشطبها بحسبانها أدوات معقدة للغاية، وهي أدوات متداولة دون النظر إلى أنها في الأساس مجرد أوراق مالية. ومثلما ينظر من ينكر تغير المناخ إلى عاصفة ثلجية، يركز أولئك على بعض العوامل السطحية للمنتج، مثل استخدام المصطلحات العربية، ويفوتهم الواقع الأساسي المتمثل في أن الصكوك يمكن أن تكون أداة قيمة للغاية لأسواق رأس المال.
وبالنسبة للمستثمرين الدوليين، فإن تجاهل الصكوك يأتي بتكلفة، حيث يقدم لهم المنتج تنويعا في الائتمانات وقصصا ائتمانية عظيمة. فالبنك الإسلامي للتنمية، على سبيل المثال، مؤسسة فوق الوطنية تهدف إلى تشجيع النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام في الدول الأعضاء فيه، ويصدر سنويا عدة مليارات من الصكوك الممتازة من الفئة AAA. وينبغي لأي مستثمر ذي دخل ثابت مرتفع له اهتمام بالاستدامة أن يدرس هذه الصكوك بحسبانها أصولا قيمة لتنويع أصول حوافظه.
باختصار، مثلها مثل الأسهم والسندات، فإن الصكوك هي ببساطة نوع من الضمانات القابلة للتداول. وهي لا تحمل جنسية محددة، ولا يقصد بها نوع معين من المؤسسات. وستستفيد أسواق رأس المال الدولية إذا تم الاعتراف على نطاق أوسع بالطبيعة الأساسية للصكوك كأداة مفيدة وتنويعية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي