لا يمكن لمجتمع مسن أن يدير ظهره لدور الرعاية بعد الآن

لا يمكن لمجتمع مسن أن يدير ظهره لدور الرعاية بعد الآن

يعيشون بيننا، لكننا لا نراهم. بعيدون عن الأنظار، قابعون خلف جدران دور الرعاية أو أمام شاشة التلفزيون. هناك 55 مليون شخص مصاب بالخرف في العالم، نحو مليون في بريطانيا. لكننا لا نتحمل النظر إليهم.
كل شهر أتحقق من حساب عمتي المصرفي لمعرفة المبلغ المتبقي لدفع تكاليف دار الرعاية التي تعيش فيها الآن منذ ثلاثة أعوام. لم يبق أي أثر من الشخص الذي كانت عليه، مديرة المدرسة الملهمة التي كانت تحب اللعب مع أطفالي. لم تعد تتعرف على أي منا. لحسن الحظ، يساعد معاش المدرس التقاعدي المرتبط بالمؤشر على دفع أجور الأشخاص الرائعين الذين يعتنون بها على مدار الساعة.
إن الآخرين أقل حظا. إذ إنه في جميع أنحاء البلد، هناك رجال ونساء في السبعينيات والثمانينيات من العمر، يكافحون من أجل التعامل مع أزواجهم الذين يتلاشون شيئا فشيئا. تصارع الزوجات صغيرات الحجم لتحريك أزواجهن الأضخم بينما يبتعد بقيتنا، في حالة من الرعب، لأن أعمق خوف في داخلنا هو أننا أيضا سننتهي هكذا.
لا يوجد حاليا علاج لمرض الزهايمر أو أي شكل آخر من أشكال الخرف. قد يعمل أحد الأدوية على إبطاء المرض، لكن لا شيء يمكنه إيقافه حتى الآن. والحديث المبتهج عن "التكنولوجيا التي يمكن أن تساعد" يعني حقا المراقبة الإلكترونية. فيما كنت أسير في أحد شوارع اليابان قبل بضعة أعوام، سمعت مكبر صوت يصدر إعلانا عن فقدان سيدة ترتدي قميصا أحمر. يتم استخدام نظام الإنذار العام في اليابان، والذي تم تصميمه في الأصل لمواجهة الأعاصير، بشكل متزايد للبحث عن كبار السن المتجولين.
لا يمكن للتكنولوجيا أن تحل محل الفريق البطولي من الأقارب، والجيران والعاملين في مجال الرعاية الذين يتعاملون مع ذوي الاحتياجات الخاصة من جميع الأعمار. لكن الأقارب على وشك الانهيار، والجيران معزولون عن بعضهم بعضا بشكل متزايد، والعاملين في مجال الرعاية المهنية بالكاد يكسبون أجورا أعلى من العمل في متاجر تيسكو. يحث تقرير مدروس صادر عن جمعية فابيان، بتكليف من حزب العمل واتحاد الخدمات الصحية يونيسون، على تكوين حكومة عمالية مستقبلية لتعزيز أجور عمال الرعاية داخل "خدمة الرعاية الوطنية"، والتي من شأنها أن تربط المجالس، ومقدمي الخدمات من القطاع الخاص وخدمة الصحة الوطنية بشكل وثيق معا.
على مدى 25 عاما، وعدت الحكومات من جميع الأحزاب السياسية بإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية. لم تكن قط قضية فائزة في الانتخابات، لأنها تؤثر في أقلية غير مرئية إلى حد كبير. لكن نظرا إلى أن مزيدا منا يتحمل مسؤولية القرابة، هناك فرصة لتغيير الحديث. تتخيل جمعية فابيان أن تطلب من البالغين ذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدين الضعفاء كيف يريدون أن يعتنى بهم، وليس مجرد "إخضاعهم لذلك". وتجادل بأن أولئك من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الولادة، أو المرضى جدا عند نهاية حياتهم، ينبغي أن يتم تمويلهم بالكامل من قبل خدمة الصحة الوطنية لا أن يتم تحويلهم إلى ميزانيات المجلس: في الوقت الحالي، يجب على أي شخص لديه أصول تزيد على 23،250 جنيها استرلينيا الدفع، مع قيام الحكومة المحلية بترتيب وتمويل الباقي. تشمل الخيارات الواردة في التقرير لمعالجة التكاليف غير المتوقعة للرعاية التي يمكن أن تضر بعض العائلات بشدة، المدفوعات المشتركة التي يمكن أن تعكس أنظمة التأمين الاجتماعي التي تدار جيدا في اليابان وألمانيا.
في 1997، أخبر توني بلير مؤتمر حزب العمال أنه لا يريد أن يضطر الناس إلى بيع منازلهم للحصول على رعاية طويلة الأمد. وفي 2019، قال بوريس جونسون الشيء نفسه. كلاهما تعثر. وفي 2017، اضطرت تيريزا ماي للتراجع، بعد أن اقترحت أنه ينبغي أن تسهم الأسر في تكاليف الرعاية. لكن المجتمع الشائخ يغير كل شيء. إذا لم يدفع أصحاب المنازل، فمن ينبغي له القيام بذلك؟ لقد بعت منزل عمتي لأدفع مقابل أفضل رعاية يمكننا العثور عليها. إننا بحاجة إلى صفقة كبيرة: تأمين ندفعه كلنا ويمكننا الاستفادة منه جميعا.
هناك بعض الاخبار الجيدة. تتراجع معدلات الإصابة بالخرف بالفعل في الدول الغنية، رغم أن الأرقام الإجمالية لا تزال في ارتفاع مع تقدم السكان في السن. وقد انخفض معدل الخطر الفردي للإصابة بالخرف عندنا 13 في المائة كل عقد على مدار العقود الثلاثة الماضية، بالتوازي مع التحسينات في صحة القلب. هناك أدلة متزايدة على أنه يمكن الوقاية من بعض حالات الخرف أو تأخيرها عن طريق معالجة السمنة وارتفاع ضغط الدم، والحد من التدخين، وممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر في منتصف العمر. تعتقد لجنة لانسيت أنه يمكن منع أو تأخير ثلث الحالات بهذه الطريقة.
نادرا ما تشق مثل هذه الاستنتاجات طريقها إلى التقارير حول الرعاية الاجتماعية. لكنها تشير إلى أننا ينبغي أن نكون أكثر طموحا بكثير للحفاظ على استقلال الناس. الخرف ليس سوى جانب واحد. السقوط وكسر شيء ما هو أكبر سبب منفرد لفقدان كبار السن استقلالهم وانتهاء المطاف بهم في دور الرعاية - حالات السقوط تكلف خدمة الصحة الوطنية ملياري جنيه استرليني سنويا. لكن برامج التمارين الرياضية يمكن أن تقلل إلى حد كبير من مخاطر السقوط لأنها تجعل الناس أقوى.
لعقود من الزمان، كانت خدمة الصحة الوطنية تتحدث كثيرا عن تحولها لتصبح خدمة صحية وليست مجرد خدمة مرضية. لم يحدث ذلك. وفي غضون ذلك، تقاوم نقابتي الأطباء والممرضات أي إيحاء بأن العاملين في مجال الرعاية "لا أعضاؤهما" قد يقومون ببعض هذا العمل. توقف معظم الأطباء العامين عن زيارة دور الرعاية منذ أعوام، زاعمين أنها ليست مسؤوليتهم. ممرضات المنطقة يعملن فوق طاقتهن. يترك عمال الرعاية ليقرروا ما إذا كان يجب استدعاء سيارة إسعاف أم لا. في وقت الجائحة، تولى كثيرون مهام مثل حقن الأنسولين وتضميد الجروح. ينبغي الاعتراف بذلك ودفع ثمنه.
هذه المشكلات تتسلل إلينا. لم يعد الابتعاد خيارا. الصفقة الأفضل لمصلحة العاملين في مجال الرعاية أمر ضروري. لكن إذا لم نجد علاجا للخرف، فإن جيلي سيرغب أيضا في إيجاد طريق للهروب. من ستكون لديه الشجاعة الكافية ليعطينا هذا الحق؟

الأكثر قراءة