مستثمرو الصناديق المتداولة يقتنصون التكنولوجيا والذهب واليابان

مستثمرو الصناديق المتداولة يقتنصون التكنولوجيا والذهب واليابان

قد تكون أسهم وول ستريت فعليا الآن في سوق صاعدة، لكن يبدو أن مستثمري الصناديق المتداولة في البورصة يقاومون إلى حد كبير جاذبية القفز على متن موجة الصعود.
وصل صافي التدفقات الداخلة إلى الصناديق الأمريكية المتداولة إلى 22.1 مليار دولار في أيار (مايو)، وهو أعلى مستوى هذا العام، وفقا لبيانات من "بلاك روك". لكن إذا وضعنا أسهم التكنولوجيا جانبا يبدو أن هناك حماسة أكبر تجاه الأصول الفريدة أكثر مثل الأسهم اليابانية والذهب.
قال كريم شديد، رئيس استراتيجية الاستثمار في ذراع آي شيرز التابعة لـ"بلاك روك" في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: "الموضوع العام هو أن التدفقات قد ارتفعت في الأسهم الأمريكية، لكنها لا تزال غير قريبة من ذروة التدفقات التي شهدناها في الماضي".
تدل عملية الشراء الضعيفة نسبيا على الحماس الخافت غير المعتاد تجاه الأسهم الأمريكية، رغم ارتفاع مؤشر إس آند بي 500 أكثر من 20 في المائة عن أدنى مستوى له في تشرين الأول (أكتوبر).
استقبل محللون في مورجان ستانلي تخطي حاجز السوق الصاعدة بتحذير من أنهم "ما زالوا يتوقعون ركودا كبيرا في الأرباح هذا العام -تراجع سنوي يبلغ 16 في المائة- لم يتم احتسابه بعد". في الوقت نفسه، أوصى مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة يو بي إس جلوبال ويلث مانجمينت، أن "يستمر المستثمرون في توخي الحذر" لأنه "من المستحيل معرفة ما إذا كنا قد تجاوزنا قاع السوق الهابطة - أدنى مستوى في دورة السوق".
قال توماس ماثيوز، كبير اقتصادي السوق في شركة كابيتال إيكونوميكس: "إذا انكمش الاقتصاد في وقت لاحق من هذا العام، وما زلنا نعتقد أنه سينكمش، فقد تصبح الأوقات أكثر صعوبة للأسهم".
من جانبه، قال سكوت كرونيرت، الرئيس العالمي لأبحاث الصناديق المتداولة في سيتي جروب، إن التدفقات الداخلة إلى الصناديق المتداولة التي تركز على التكنولوجيا "تشير إلى الذكاء الاصطناعي"، حيث يراهن المستثمرون على أن التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي ستفيد الربح الإجمالي لعدد قليل من أسهم التكنولوجيا، بينما تشير التدفقات الخارجة من الصناديق المتداولة للقطاعات الحساسة اقتصاديا إلى "استمرار المخاوف من حدوث ركود".
كما أشار شديد إلى أن مؤشر "إس آند بي 492" الافتراضي -المؤشر الرئيس الذي سلب من أكبر ثمانية مكونات له- انخفض في الواقع بنسبة ضئيلة هذا العام. على هذه الخلفية، كان مستثمرو الصناديق المتداولة "يشترون الجزء المركز من السوق عبر الانكشاف على التكنولوجيا".
أظهرت أرقام "بلاك روك" أن الصناديق التكنولوجية المتداولة في البورصة عالميا استقبلت صافيا قدره 15.9 مليار دولار في مايو. وحذر شديد من أن هذا الرقم تضخم بشكل مصطنع بمقدار 5.5 مليار دولار بسبب الجوانب الفنية المتعلقة بإعادة تصنيف بعض أسهم التكنولوجيا بوصفها شركات مالية.
مع ذلك، حتى مبلغ 10.4 مليار دولار، نتيجة ستة أسابيع متتالية من التدفقات الداخلة، لا يزال كافيا لجعل التكنولوجيا القطاع الأكثر شعبية بسهولة هذا العام حتى الآن.
يقول شديد: "هناك قصة ميول تجاه التكنولوجيا. من المنطقي سبب حدوث ذلك لأننا شهدنا انتعاشا في الذكاء الاصطناعي"، مضيفا أنه رغم أن التمركز في سوق العقود الآجلة في الأسهم الأمريكية الواسعة "لا يبدو مزدحما، فإنه مزدحم في بورصة ناسداك -ذات التركيز الكبير على التكنولوجيا-".
بعض الذين غير المتحمسين بشأن سوق الأسهم الأمريكية ينظرون بدلا من ذلك إلى الأسهم اليابانية. اجتذبت الصناديق الأمريكية والأوروبية المتداولة التي تركز على أسهم طوكيو صافيا قدره 1.9 مليار دولار في مايو، وهو ثاني شهر على التوالي يزيد على مليار دولار وأقوى عملية شراء منذ 2020.
قال تود روزنبلوث، رئيس الأبحاث في شركة فيتافي الاستشارية: "تحظى الصناديق التي توفر الانكشاف على الأسهم اليابانية بشعبية كبيرة حيث سعى المستثمرون الأمريكيون إلى تحقيق عوائد الأرباح العالية المتوافرة في الأسواق الدولية المتقدمة".
أظهرت بياناته أن صندوق آي شيرز المتداول في البورصة الذي يتتبع مؤشر إم إس سي آي اليابان اجتذب صافيا قدره 715 مليون دولار في مايو، في حين اجتذب الصندوق المحوط ضد تقلبات العملة ويزدم تري جابان هيدج إكويتي مبلغ 240 مليون دولار.
قال شديد: "إن عمليات الشراء في الخارج ترتفع من العدم"، وهو أمر ينسبه جزئيا إلى "التسارع" في أجندة إصلاح الشركات في اليابان التي بشرت بقرب إحداث "تحسينات كبيرة في السلوك المسؤول للمساهمين".
إضافة إلى ذلك، أشار أيضا إلى بيئة الاقتصاد الكلي "المثيرة للاهتمام" في اليابان، مع ثبات النمو حتى في الوقت الذي يتعثر فيه في أماكن أخرى بسبب تأخر خروج البلد من عمليات إغلاق كوفيد.
"أعادوا فتح البلد بعد فترة طويلة بكثير ما يعني أنهم ما زالوا مستمرين في اتجاه عمليات إعادة الفتح، لذا فإن النمو لا يزال في تحسن. كما أنهم يشهدون ارتفاعا في معدلات التضخم. عادة ما يكون هذا المزيج مفيدا للأسواق ولا يتبع بقية العالم"، كما قال شديد.
كما توقع أن شراء الأجانب للأسهم اليابانية "لا يزال يتطلب مزيدا"، بالنظر إلى أن الملكية لا تزال محدودة.
"استنادا إلى تحليل بلاك روك للأداء المتوقع لليابان، فإن محفظة أسهم عالمية محسنة كانت ستخصص 10.2 في المائة لليابان، لكن المخصص حاليا عند 4.8 في المائة"، وفقا لشديد.
كما تألقت صناديق الذهب المتداولة في البورصة، حيث رفعت تدفقات مايو البالغة 1.9 مليار دولار الرقم منذ آذار (مارس) إلى 4.3 مليار دولار، بعد فترة طويلة كانت فيها غير مفضلة، بصافي تدفقات خارجة يبلغ 27.2 مليار دولار بين نيسان (أبريل) 2022 ونقطة التحول في مارس.
قال روزنبلوث إن صناديق الذهب المتداولة كانت "ملاذا آمنا للمستثمرين خلال أزمة سقف الديون الأمريكية"، حيث أضاف صندوق إس بي دي آر جولد شيرز 875 مليون دولار وأضاف صندوق إس بي دي آر جولد ميني شيرز ترست الأرخص 205 ملايين دولار.
قد يؤدي حل هذه الأزمة إلى محو مصدر دعم المعدن، لكن شديد يعتقد أنه لا يزال هناك "مشترون" رغم تداول الذهب بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق.
قال: "لقد استقرت الأسعار الحقيقية وعاد الطلب الفعلي، حيث كان ضعيفا بشكل كبير لمدة أربعة أعوام بسبب عمليات الإغلاق في الهند والصين، أكبر سوقين. والبنوك المركزية تشتري الذهب".
عموما، دخل على الصناديق المتداولة في البورصة مبلغ صاف قدره 77.3 مليار دولار في مايو، ارتفاعا من 53.5 مليار دولار في أبريل، مع وصول تدفقات الأسهم إلى 41.8 مليار دولار، ارتفاعا من 26.9 مليار دولار في أبريل، وارتفاع الدخل الثابت من 25.2 مليار دولار إلى 33.1 مليار دولار.

الأكثر قراءة