نشوة الذكاء الاصطناعي ورهانات السيارات الكهربائية تدفعان سوق كوريا الجنوبية
تقترب سوق الأسهم في كوريا الجنوبية التي تبلغ قيمتها 1.8 تريليون دولار من دائرة السوق الصاعدة، حيث يتزاحم المستثمرون الأجانب لشراء أسهم الذكاء الاصطناعي، بينما يقتنص المستثمرون المحليون الأسهم المرتبطة ببطاريات السيارات الكهربائية.
ارتفع مؤشر كوسبي الثقيل بأسهم التكنولوجيا 18 في المائة هذا العام، لينضم بذلك إلى المؤشرات الأخرى التي ارتفعت في المنطقة، ومن ضمنها مؤشر توبكس الياباني ومؤشر تايكس التايواني، الأمر الذي كان مدفوعا إلى حد كبير بمكاسب هائلة لأسهم شركات صناعة الرقائق.
في المقابل، تراجعت الأسهم الصينية بسبب الشكوك حول انتعاشها الاقتصادي، مع انخفاض مؤشر هانج سينج في هونج كونج 2 في المائة هذا العام، كما انخفض مؤشر سي إس آي 300 بنسبة 1 في المائة، وهو المعيار الرئيس للشركات المدرجة في الصين.
اشترت الصناديق العالمية صافي 12 تريليون وون "9.5 مليار دولار" من الأسهم الكورية هذا العام بعد توقف دام ثلاثة أعوام، حيث أنفقت تلك الصناديق نحو 10.5 تريليون وون على سهم "سامسونج إلكترونكس".
كان الارتفاع مدفوعا بمصدري الأجهزة التكنولوجية، مع عودة المستثمرين الأجانب إلى الأسواق الناشئة وسط تراجع المخاوف بشأن تأثير دائرة رفع الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. يأتي ذلك في أعقاب انخفاض عميق العام الماضي، بسبب رفع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم وتباطؤ اقتصاد كوريا الجنوبية.
تعد شركة سامسونج إلكترونكس أكبر المساهمين، وهي تمثل أكثر من 20 في المائة من مؤشر كوسبي، حيث ارتفعت تقريبا 40 في المائة بعد أدنى مستوى لها في أيلول (سبتمبر).
كما قدمت شركة إس كيه هاينكس لصناعة الرقائق، ثاني أكبر دفعة تعزيزية حيث يراهن المستثمرون الأجانب على أن سباق الذكاء الاصطناعي العالمي سيعزز الطلب على الرقائق، بعد إطلاق "شات جي بي تي" في تشرين الثاني (نوفمبر) وانتعاش شركة إنفيديا أخيرا.
قال لي تشاي وون، رئيس شركة لايف أسيت مانيجمنت "كانت النشوة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بمنزلة محفز لانتعاش شركات صنع الرقائق على رأس التوقعات المتزايدة لانتعاش الصناعة في النصف الثاني".
يشتري المستثمرون المحليون أسهم الشركات التي تشكل جزءا من سلسلة توريد المركبات الكهربائية. من المتوقع أن يستفيد منتجو ومصنعو البطاريات الكوريون من التوسع السريع في سوق السيارات الكهربائية العالمية وقانون خفض التضخم الأمريكي، الذي يهدف إلى الحد من سيطرة الصين على قطاع الطاقة الخضراء.
كما ارتفعت أسهم "إل جي إنيرجي سولوشينز"، ثاني أكبر شركة لصنع البطاريات في العالم، 38 في المائة حتى الآن هذا العام، في حين ارتفعت أسهم شركة بوسكو هولدنيجز لصناعة الصلب، التي قامت شركاتها التابعة بسلسلة من استثمارات المراحل الأولية في سلسلة التوريد العالمية للبطاريات، 42 في المائة.
ارتفعت أسهم أكبر أربع وكالات لفرق البوب الكورية في البلاد -وهي هايب ووكالة إس إم إنترتينمنت ووكالة واي جيه إنترتينمنت وجيه واي بي إنترتينمنت- بمقدار الثلث على الأقل هذا العام، وهو ضعف التقدم الذي حققه مؤشر كوسبي، متفوقة بذلك على شركات التسجيل العالمية مثل يونيفيرسال ميوزيك جروب ومجموعة ورنر للموسيقى.
قال جيمس ليم، المحلل في صندوق التحوط دالتون إنفيستمنتس الأمريكي "لا تزال هناك بعض مخاطر الاقتصاد الكلي، لكن يبدو أن المستثمرين يعتقدون أن الأسوأ قد انتهى. إنهم يتدفقون على القطاعات ذات النمو الهيكلي طويل الأجل بغض النظر عن الدورة الاقتصادية، مثل البطاريات والذكاء الاصطناعي والترفيه".
وأضاف ليم أن "الأسهم الكورية لا تزال رخيصة إلى حد كبير، حيث يتم تداول مؤشر كوسبي بمضاعف قيمة دفترية أقل من واحد، مقارنة بضعفين لمؤشر تايكس التايواني ومؤشر نيكاي الياباني، وأكثر من أربعة أضعاف لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي".
لكن أعرب محللون أيضا عن حذرهم، مشيرين إلى أن "سامسونج إلكترونكس" و"إس كيه هاينكس"، اللتين تنتجان شرائح ذاكرة متقدمة في الصين، وجدتا أنفسهما عالقتين في المنافسة التكنولوجية المحتدمة بين واشنطن وبكين.
في مذكرة صدرت أخيرا، جادل محللون من وكالة فيتش للتصنيف الائتماني بأن السجلات الائتمانية لشركتي صناعة الرقائق "يمكنها تحمل" التدابير الأخيرة ومن ضمنها ضوابط التصدير الأمريكية على تكنولوجيا الرقائق المتقدمة والحظر الصيني على الرقائق التي تصنعها الشركة المنافسة الأمريكية ميكرون.
مع ذلك، أقروا بأن "الأحكام أو الحظر الأشد حزما" يمكن أن يؤثر في تصنيفي "سامسونج" و"إس كيه هاينكس".
كما جادل تشوي جون تشول، رئيس شركة في آي بي ريسيرتش آند مانيجمنت، بأن "بعض الأسهم المرتبطة بالبطاريات تتجاوز أساسياتها"، مشيرا إلى أنها كانت مدفوعة بالطلب من المستثمرين الأفراد الكوريين المتحمسين.
"بدأت الأموال الأجنبية تتدفق إلى السوق مرة أخرى بعد عمليات بيع مكثفة العام الماضي. لكن هناك حدا لهذا الانتعاش الفني، دون تحسينات في الأساسيات"، كما قال لي.