سوق القروض تستعد لوداع «ليبور» واستقبال «سوفر»

سوق القروض تستعد لوداع «ليبور» واستقبال «سوفر»

لا يزال نحو نصف سوق القروض غير المرغوب فيها في الولايات المتحدة، البالغة 1.4 تريليون دولار، مقيدة بـ"ليبور" قبل أقل من 30 يوما على انتهاء صلاحية سعر الفائدة، بينما يعمل ضعف النشاط في مجال إبرام الصفقات على الحد من قدرة الشركات على الانفصال عن معيار الإقراض وتبني بديله "سوفر" Sofr.
التقدم الذي جاء أبطأ من المتوقع يعني أن المقترضين من الشركات والمؤسسات التي تسهل التحول إلى المعيار الجديد، يواجهون موقفا صعبا يجعلهم يسعون جاهدين لتفادي تداعيات الموعد النهائي وتجنب التراجع تلقائيا إلى شروط اقتراض يمكن أن تكون أقل ملاءمة.
وفقا لتقديرات مشاركين في الصناعة، نحو 700 مليار دولار من قروض الشركات ذات التصنيف الائتماني المتدني لا تزال مسعرة باستخدام ليبور، رغم أعوام من التحذيرات من أن سعر الفائدة سيتوقف هذا الصيف. وتضع وكالة موديز النسبة المئوية المستحقة أعلى من ذلك، نحو 60 في المائة، أي 900 مليار دولار، بدءا من 19 أيار (مايو)، على أساس الحيازات ضمن محافظ القروض التي صنفتها الوكالة.
انتقلت بقية السوق إلى سعر الفائدة المضمون، سوفر، الخاص بالقروض لليلة واحدة، الذي تم قبوله حديثا في الولايات المتحدة وتسارعت وتيرة التحول إليه في الأشهر الأخيرة. لكن الوقت يمر على بقية الديون للحاق به قبل حلول 30 حزيران (يونيو)، في وقت تعمل فيه ضغوط اقتصادية وسوقية على إعاقة تحولها.
قال ديفيد ريدلي، الشريك في شركة المحاماة وايت آند كيس "أتوقع أن يتأثر الجميع في المجال، البنوك، وشركات المحاماة، وشركات الأسهم الخاصة، وشركات المحافظ الخاصة. سينشغلون ويعمل كل منهم ما في وسعه لتحويل محفظته بحلول نهاية الشهر"، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب "كثيرا من الأعمال الورقية".
في غضون ذلك، كان الاقتراض الجديد في سوق القروض منخفضة الجودة "ضعيفا للغاية" هذا العام، وفقا للطفي القروي، كبير استراتيجيي الائتمان في بنك جولدمان ساكس.
قال القروي "في عالم مثالي، تريد أن يحدث جزء كبير من التحول عبر إعادة التمويل حيث تقوم فقط باستبدال بعض هذه القروض القديمة (...) بأخرى جديدة"، مضيفا "في بيئة سوق أولية أكثر قوة كانت لتحدث الأمور بشكل طبيعي".
وافق ريدلي، من شركة وايت آند كيس، على أن "الفرصة الطبيعية للتحول عبر بعض الصفقات الأكبر (...) جفت فعليا خلال العام الماضي".
ينظر إلى إنهاء النشرة اليومية لسعر ليبور للدولار على أنه العقبة الأخيرة في التحول بعيدا عن سعر الإقراض الذي استخدم لعقود لتسعير مختلف الأصول، لكنه كان محورا لفضائح تلاعب في أعقاب الأزمة المالية في 2008 - 2009.
يوم الأربعاء، كررت هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة التأكيد على أن سعر ليبور بالدولار سينتهي في غضون شهر، وبصرف النظر عن المعدل التركيبي "ستحظر" جميع الاستخدامات الجديدة المتبقية لإعدادات سعر ليبور بالدولار.
تباطأ التحول إلى سعر سوفر هذا العام بسبب توترات بين الشركات المقترضة وحاملي قروضها، ومعظمها من "التزامات القروض المضمونة" التي هي أدوات تحصر القروض، وتصنفها إلى فئات مخاطر وتبيع الشرائح للمستثمرين.
تركزت الحجج على الاختلافات بين معياري الإقراض القديم والجديد. ينظر إلى سعر ليبور على أنه يشمل علاوة مخاطر ائتمان مضمنة يفتقر إليها سعر سوفر، ما دفع المقرضين إلى القول "إن وثائق تعديل القرض ينبغي أن تقدم سعر سوفر إضافة إلى بعض التعويض الإضافي".
لكن الشركات تواجه أصلا تكاليف تمويل أعلى بكثير، لأن "القروض بالمديونية" عادة ما تكون لها أسعار عائمة، ما يعني أن قسائمها ارتفعت إلى أعلى عندما رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. في المقابل، رفضت مجموعة من الأشخاص اقتراح "تعديلات فروق الائتمان" التي قد تزيد المدفوعات بعد التحول إلى سعر سوفر.
وفقا لتحليل من مجموعة كوفيننت ريفيو للأبحاث، استند إلى مؤشر القروض بالمديونية لبنك كريدي سويس، أكثر من ثلثي القروض المرتبطة بسعر ليبور تحتوي على لغة "متأصلة" في وثائقها، ما يعني أنه في الأول من تموز (يوليو)، سيعودون تلقائيا إلى الإرشادات الموضحة من قبل لجنة الأسعار المرجعية البديلة، فريق من المشاركين في السوق ينعقد بطلب من قبل الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.
تقترح لجنة الأسعار المرجعية البديلة إدخال مجموعة من تعديلات "سوفر بلص" في وثائق القرض لمختلف الأطر الزمنية للإقراض. يمكن للمقترضين المتأصلين التراجع عن هذه الشروط، ما لم يحاولوا التسرع في إتمام صفقات عبر تعديلات أصغر.
لدى القروض الأخرى أنواع مختلفة من اللغة للمساعدة على عملية التحول. لكن مجموعة أصغر -8 في المائة من السوق المرتبطة بسعر ليبور- ليس لديها مثل هذه اللغة في وثائقها. وهذا يعني أنه بإمكانها العودة إلى "السعر الأساسي" الأكثر تكلفة إذا لم تتحول إلى سعر سوفر في الوقت المناسب.
بالنسبة إلى تال ريباك، مديرة في شركة كيه كيه آر، وهي عضو في مجلس إدارة لجنة الأسعار المرجعية البديلة، هذه "ليست لحظة ذعر، لأن السوق أثبتت أنها منظمة للغاية"، مشيرة إلى أن نيسان (أبريل) وأيار (مايو) شهدا كثيرا من الأحداث المرتبطة بوتيرة التعديلات.
لكن طبيعة سعر ليبور الراسخة بعمق بعد هذه الفترة الطويلة من الاستخدام لا تزال تجعل التحول صعبا. قالت ريباك "ليبور مثل الملح. إنه في كل شيء. من الصعب جدا استخلاصه بمجرد دخوله في الطهي. لكن ما تراه بوفيه جديد تماما".

الأكثر قراءة