الواقع الافتراضي يعيد إحياء الهجوم الذري على هيروشيما
في أحد شوارع هيروشيما، يتلفت سائح حوله، لكن بدلا من رؤية ضفاف النهر النابضة بالحياة، يجد نفسه أمام مشهد مرعب وسط جثث محترقة وألسنة لهب.
يعد المشهد ضمن جولة تستند إلى الواقع الافتراضي تتيح للناس رؤية المدينة قبل وخلال وبعد الهجوم الذري الذي وقع في السادس من آب (أغسطس) 1945.
قد تكون تجربة مزعجة، لكن هيروشي ياماجوتشي الذي بدأت شركته أخيرا تنظيم الجولات يرى أن بإمكانها مساعدة الناس على فهم تداعيات الهجمات النووية بشكل أفضل والتعرف على الشكل الذي كانت عليه المدينة قبل ذلك.
وقال هيروشي لـ"الفرنسية"، "أعتقد أن حتى بعض الأشخاص الذين عاشوا في هيروشيما لا يعرفون بأن ما باتت الآن حديقة السلام كانت مدينة متكاملة يعيش فيها الناس".
وتابع "عبر اختبارها بشكل معمق وعدم الاكتفاء برؤيتها في الصور، يسهل فهم الأمر أكثر".
تبدأ الجولة عند ما يعرف حاليا باستراحة حديقة هيروشيما التي كانت تستخدم من قبل اتحاد تقنين الوقود عند وقوع الهجوم.
تقع الاستراحة على بعد 170 مترا فقط عن مركز الانفجار وقتل جميع الأشخاص الـ37 الذين كانوا في المبنى وقت الهجوم باستثناء واحد.
كان الناجي الوحيد في القبو عندما انفجرت القنبلة وتستند الجولة جزئيا إلى مشاهداته عندما خرج وبقيت تطارده بقية حياته.
في المجمل، قضى نحو 140 ألف شخص في الهجوم وتداعياته.
عملت شركة ياماجوتشي "تابيماتشي جيت هيروشيما" مع قسم الأرشيف في المتحف التذكاري للسلام وصحيفة محلية وشهادات الناجين لوضع مقاطع صور واقع افتراضي لخمس محطات حول حديقة السلام.
ويسير المشاركون على طريق حاملين سماعات يضعونها على رؤوسهم عند كل محطة، ما يسمح لهم بعيش التجربة في المنطقة كما كانت قبل القنبلة وأثناء الهجوم وبعد إعادة الإعمار.
وأطلقت الجولة التي تستمر مدة ساعة وتعقبها حلقة نقاش 2021.
ويؤكد سرجيو وانج (64 عاما) الذي قدم من البرازيل وجرب أول محطة في الجولة هذا الأسبوع أنها "مثيرة للإعجاب".
ويقول "عندما تبدأ، يكون هناك شخصان على الجسر وفجأة.. يسمع صوت الطائرة ومن ثم وميض وكأن قنبلة انفجرت".