«فيليسيتي» .. قرية أمريكية تجمع تاريخ البشرية

«فيليسيتي» .. قرية أمريكية تجمع تاريخ البشرية

يستيقظ جاك أندريه إيستل فجر كل يوم ويتناول فطوره في سريره في قرية فيليسيتي، التي بناها بدافع من أحلامه وسط صحراء سونورا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويصفها بأنها "مركز العالم".
فعلى مساحة ألف هكتار، أقام الرجل الفرنسي الأمريكي عالمه المذهل هذا الذي يؤكد أنه يجمع في مكان واحد كل تاريخ البشرية.
ويؤكد جاك أندريه إيستل (94 عاما) أن لا مثيل لهذا المتحف المقام في الهواء الطلق "في أي مكان آخر على هذا الكوكب".
في هذا المكان، تتجاور الضخامة مع الغرابة.
في قلب فيليسيتي، يمتد 723 لوحا من الجرانيت الوردي في مجموعة غريبة من الأشكال الهندسية. يبدو المكان من الجو أشبه بتلك الأنماط المنحوتة في الحقول للإيحاء بوجود كائنات فضائية.
توفر اللوحات الموضوعة المنقوشة بعناية رحلة انتقائية عبر تقلبات البشرية.
وفيما تؤكد لافتة معدنية للسياح أنهم في "مركز العالم" بالضبط.
وسبق لسلفادور دالي الرسام السريالي أن أطلق هذه التسمية على محطة بربينيان للقطارات في فرنسا في ستينيات القرن الـ20.
لكن جاك أندريه إيستل يعلق مبتسما بأن "مركز العالم يمكن أن يكون في أي مكان".
وبحسب "الفرنسية"، بلغ به الأمر حد الكتابة إلى المعهد الوطني الفرنسي للجغرافيا عام 1989 للاعتراف بهذه الصفة. ويحتفظ برسالة مهذبة من الإدارة الفرنسية، تقر بوجود المكان وباسمه، لكنها تحرص على عدم التعليق على الصلاحية العلمية للمفهوم.
وفاز إيستل بمنصب رئيس بلدية فيليسيتي مدى الحياة من دون أي معارضة، إذ حصل على نسبة مائة في المائة من الأصوات، وهي ثلاثة: صوت زوجته فيليسيا، وهي أمريكية صينية استوحى اسم القرية من اسمها، وصوته هو، وصوت التنين الخيالي، وهو شخصية في قصة للأطفال كتبها بنفسه لكي يوفر لقريته قصة أسطورية.
يعود الفضل إلى هذا الكتاب تحديدا في حصوله على اعتراف السلطات المحلية منذ عام 1985. وبعد ذلك بعامين، شارك دبلوماسي من القنصلية الصينية في سان فرانسيسكو في افتتاح مكتب البريد في فيليسيتي.
وأمضى إيستل المولود عام 1929 الأعوام الأولى من حياته في باريس وسط عائلة ميسورة، لكنه ترك فرنسا مع عائلته خلال الحرب العالمية الثانية.

الأكثر قراءة